مع إختلاف وتباين التوجهات بشأن کيفية وطريقة واسلوب التعامل الدولي مع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية فيما يرتبط ببرنامجه النووي، لکن هناك ثمة وتطابق وجهات نظر بين الجميع بشأن مشبوهية هذا البرنامج والنوايا غير الحسنة للنظام بشأن مستقبل هذا البرنامج ولاسيما بعد أن ظهرت الکثير من البوادر والمٶشرات التي تٶکد على إن النظام الايراني ماض قدما بإتجاه السعي للحصول على القنبلة الذرية.
وفقا لآخر تقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) في 23 فبراير 2021، فقد عثرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية على جزئیات يورانيوم بشرية “anthropogenic uranium particles” المنشأ في موقعين بإيران. هذا مع الاخذ بنظر الاعتبار إن النظام الإيراني کان قد منع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من الوصول إلى هذه المواقع منذ شهور. والذي يٶکد الشکوك بشأن النوايا المشبوهة للنظام هو إنه لم يرد لحد الان على أسئلة الوكالة المتعلقة باحتمال وجود مواد نووية في هذه المواقع. وهذا الامر يٶکد ويثبت مرة أخرى ماقد دأبت منظمة مجاهدي خلق المعارضة من التأکيد عليه بأن النظام عازم على المضي قدما من أجل إنتاج القنبلة النووية وهو يقوم بمختلف أشکال اللعب والتحايل على المجتمع الدولي من أجل ذلك، ولعل المٶتمر الدولي الذي عقدته المنظمة لوجوه سياسية بارزة يوم الثلاثاء الثاني من مارس الجاري بشأن الجوانب السرية من البرنامج النووي للنظام والادلة والمٶشرات التي تٶکد على إنه يعمل من أجل إنتاج الاسلحة النووية.
في هذا السياق، وتأکيد على مشبوهية البرنامج النووي للنظام الايراني وعدم منح الفرصة له لکي يواصل العمل من أجل إنتاج الاسلحة النووية، فإنه يعمل عدد ملفت للنظر من الجمهوريين في الكونغرس على مجموعة من الإجراءات لمنع إدارة بايدن من العودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران، وهو جهد يتضمن ضغطًا قضائيا كاملا لمنع رفع العقوبات عن طهران حتى تفكيك برنامجها النووي المتنازع عليه بالكامل وفقا للمحادثات مع العديد من قادة السياسة الخارجية للحزب الجمهوري مع صحيفة “واشنطن فري بيكون” Washington Free Beacon الأميركية. وقد تم الکشف من جانب إحدى إحدى لجان الكونغرس الجمهورية RSC – وهو أكبر تجمع حزبي للكونغرس للمشرعين الجمهوريين – النقاب، يوم الثلاثاء، عن الخطة الأكثر تفصيلا حتى الآن لمواجهة مبادرات إدارة بايدن تجاه طهران ومنعها من تفكيك حملة “الضغط الأقصى” للرئيس السابق دونالد ترمب على طهران والتي تضمنت عقوبات مشددة. وقد تعهد التجمع “بالقتال والعمل على عكس أي تخفيف للعقوبات على إيران” حتى توقف إيران برنامجها النووي، وتفرج عن جميع الرهائن الأميركيين، وتوقف برنامجها الصاروخي، وتنهي دعمها العالمي للإرهاب، بحسب نسخة من الخطة.
هذه الامور المختلفة التي طرحناها آنفا، والتي لايمکن الاستهانة بها وتجاهلها ببساطة ولاسيما فيما لو بقي النظام الايراني على موقفه الحالي وأصر عليه، فإن إدارة بايدن بشکل خاص والاوربيون بشکل عام، سيجدون من الخطأ إبرام أي إتفاق مع هذا النظام وضرورة تغيير مسار وسياق التعامل معه وإجباره بکل الطرق والاساليب المتاحة من منعه من ذلك.