الجمعة, نوفمبر 29, 2024
Homeمقالاتآخر العنتريات الانبطاح : سعاد عزيز

آخر العنتريات الانبطاح : سعاد عزيز

بعد طول تعنت ومعاندة وکبرياء فارغة وموقف مشبوه من أوله الى آخره، وبعد تصريحات عنترية وعمليات إستعراض لقوة واهية، عاد النظام الايراني کما”عادت حليمة لعادتها القديمة” للإنصياع وبلع تهديداته السابقة والموافقة على على توضيح عدد من المسائل العالقة حول برنامجه النووي، کما أعلن عن ذلك المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوم الخميس الماضي، والمسائل التي قبل النظام الايراني التعاون والمناقشة حولها تتعلق بجزيئات يورانيوم تم العثور عليها في مواقع غير معلنة.
ليست هذه المرة الاولى التي يراوغ ويناور ويماطل فيها هذا النظام بشأن أمور مشبوهة في برنامجه النووي المشبوه أصلا، بل إنه إمتداد لطبع ونمط تعود عليه هذا النظام لکنه وعندما يجد نفسه في الزاوية الضيقة وإن الوقت ينفذ وليس في صالحه فإنه کعادته يرفع الراية البيضاء ويستسلم من جديد وهکذا دواليك!
البرنامج النووي للنظام الايراني والذي بدأ مشوار الشك الدولي بشأنه منذ عام 2002، عندما کشفت منظمة مجاهدي خلق عن معلومات مثيرة بشأن جوانب سرية من ذلك البرنامج حصلت عليه من خلال شبکاتها الداخلية في إيران، لم يتخلى عن الجوانب السرية أو بالاحرى الجانب العسکري من البرنامج الهادف أساسا لإنتاج القنبلة النووية، ولعل أکبر وأهم دليل على ذلك إن الاتفاق النووي الذي توصلت إليه مجموعة 5+1 مع النظام الايراني في عام 2015، لم يتمکن من کبح جماح النشاطات السرية المشبوهة لهذا النظام کما سبق وأن أعلنت عن ذلك مخابرات العديد من الدول.
العثور على جزيئات يورانيوم في مواقع نووية غير معلنة من جانب المفتشين الدوليين وتهرب النظام من الاجابة عن التساٶلات بشأنها، أثبت وأکد مرة أخرى بأن هذا النظام يقول ويوقع على شئ لکنه يعمل خلافه وعلى العکس منه تماما! ولاريب من إن تجربة المجتمع الدولي من خلال وفد الترويکا الاوربية خلال عام 2003 و2004، وکذلك المفاوضات الماراثونية لمجموعة 5+1 مع النظام الايراني، أثبتت عدم جدواها في السيطرة على هذا النظام ولاسيما إذا کان هناك من مجال أو ثغور في أي إتفاق يبرم معه کما في إتفاق الترويکا الاوربية عام 2004، وإتفاق مجموعة 5+1، عام 2015، مع هذا النظام، وإن المراهنة على التفاوض والاتفاق مع هذا النظام من دون وجود آلية صارمة تجعل من المستحيل عليه خرقها وإنتهاکها خصوصا فيما لو کانت هناك جولات تفتيشية مفتوحة غير معلنة للمواقع المختلفة، هو عمل من دون نتيجة وجدوى وقد آن الاوان للإنتباه الى هذه الحقيقة والتعامل والعمل في ضوئها مع النظام الايراني.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular