يعرف عن الكورد شغفهم بزهرة النرجس بشكل يفوق اي نوع آخر من الأزهار البرية ، فيزرعونها في حدائق منازلهم أو قرب قبور موتاهم كما يمكن أن يضعوها في مزهريات في غرفهم لتعطير أجواء المنزل ، كما ويعتبر ظهورها ايذاناً بقدوم الربيع في كوردستان.
مواطن من منطقة بابلو بمحافظة دهوك باقليم كوردستان ، بدأ بزرع 10 آلاف زهرة نرجس ليصل العدد خلال سنوات الى 10 ملايين ، حيث يُقام سنويا مهرجان النرجس ، إلا أن جائحة كورونا منعت من احيائه في العامين الأخيرين.
وتعد زهرة النرجس التي تنمو بشكل طبيعي في جبال كوردستان وسهولها من الأزهار المحببة لدى الكورد وتكاد لاتخلو حديقة منزلية من بصيلات نبات النرجس العطري فيما تغنى العديد من المطربين بهذه الزهرة وتعد اغنية (نرجس.. نرجس) التي غنتها نجاة عبدالمسيح في ثمانينات القرن الماضي من اشهر الأغاني الكوردية.
ومع بداية قدوم فصل الربيع فإن الشوارع والطرقات الخارجية وتقاطعات المرور والساحات العامة تمتلأ بعشرات الصبية الذين يبيعون باقات من أزهار النرجس البيضاء التي تتوسطها أوراق صفراء.
وهناك المئات من أنواع النرجس لكن الأكثر شهرة بكوردستان يسمى “قطمر” ويتميز بكثرة عدد أزهارها في البصيلة الواحدة وبعطره النفاذ خلافا لبقية الأنواع وتظهر في نوفمبر / تشرين الثاني وتستمر حتى مايو/أيار ، ويأتي بالدرجة الثانية في التفضيل النوع المسمى “قاطي” أو “كيتك” ويتميز ببث عطره لفترة طويلة بعد قطفه قد تصل لأسبوعين.
ويمكن استخدام زهرة النرجس المجفف في الطب الشعبي كمهدئ للأعصاب ومضاد للتشنج وخافض للحرارة وربما أمراض أخرى كما يمكن استخراج زيوت عطرية منها واستخدامها في صناعة العطور، لكن لا يوجد أي استثمار طبي وصناعي للنرجس في إقليم كوردستان .
ومن احد اهداف زراعة زهرة النرجس والاهتمام بها هو التعريف بها عالمياً كزهرة خاصة بالكورد ، خاصة وان هناك طلب عالمي عليها.