جاءوا من كل مكان
من احياء الثورة اعتاب البلديات
ومساكن برزة والخاتون المرمية في الطرقات
من ارجاء العشوائيات المبنية بالطين الأسود
من ريف الفقر المنقوع دموعاً ودماء الفلاحين الفقراء
عمال الكدح الملعون
هم باقات بساتين الحرث الإنساني
الجهد التاريخي يرافقهم ظلاً وظلال
يأتون صباحاً للمسطر
في المسطر يصطفون تباعاً
بهياكل محبطة من عوز الاملاق
بعيون ذابلةٍ جراء القهر الموروثْ
من حرب الطبقات
من جوع الأعوام تراث الماضي والحاضر
جبهاتٌ تحرقها الشمس
والبرد القارص كالقمل الأبيض بزحف في الجلد اليابس
جلساءٌ فوق الأرصفة التعبانة
يأتي الشاري قوتهم
ويؤشر اصبعه ــــــ ان انت تعال
يهرع اكثرهم
تتدافع اكتافٌ تركض اقدامٌ خلف الشاري
ــــــ لا، لا انت الاخر يا انت تعال
ــــــ أنت الثالث مطلوباً وكفى بالله وكيلْ
تتقافز اقدام المطلوبين الى سيارات الحمل
يرتد الباقون حزانى
الحسرة من رزقٍ هارب
والحزن المكتوم على أطراف عيون البؤساء
فوق الأرصفة السفلية
وعجاج العجلات
أسباب تراب الطرقات الطينية
….. ….. …..
عمال المسطر منذ الفجر سلالات الخبز المرسوم على الافواه
يأتون وفي اعينهمْ أمل الفرصة
ورغيف الخبز اليابسْ يتغَرب من صدفةْ
والأولاد الصبية افواه تصرخ
ــــــ يا امي اين ابي
البابا يركض خلف رحيل الخبز الهارب
إن يأتي مساءً بالخير سينهي فينا الجوع الوقتي
يا الله ويا الله من الجوع الفقر المقسوم ومن كل الادعية البلهاءْ
ان يأتي طعام فعل دعاء الموعود
وكورونا المتربص فرصته
في الموت الجاثم في الاصقاع
والغول المتربص بالتفجيرات.
….. ….. …..
عمال مساكن عشوائيات تحيط ببغداد
في الفجر يُصلون الامل الضائع في أكوام ضباب
والمرأة في الباب
تدعو البابا أن يأتي بعد غياب
امل يحدوها ان يأتي مساء بالعنقود
والامل المفقود
عمال المسطر في العربات
اشباحٌ في الطرقات على ارصفةٍ من خشخاش الاحزان
تزحفُ في الطيرانْ
—
*: المسطر: أماكن تجمع عمال البناء الوقتيين
10 / 3 / 2021