الإثنين, نوفمبر 25, 2024
Homeمقالاتانتصارات القادة على الشعب : علي فهد ياسين

انتصارات القادة على الشعب : علي فهد ياسين

 

لقد تعود القادة العراقيون على ادعاء الانتصارات في جميع المنعطفات السياسية التي مرت بها البلاد، وكأنهم سوبرمانات سياسية واقتصادية محنكة ولامثيل لها في باقي البلدان، ولم يخطر ببال أحد منهم طوال العقود الماضية أن يفكرولو للحظة بنتائج انتصاراته وانجازاته المزعومة على واقع الحال البائس الذي يعيشه المواطن منذ عقود، وكيف اوصلوا العراق الى كل هذا الخراب غير المسبوق في المنطقة والعالم .

 ان السياسات المتخلفة والبدائية في التعامل مع الشعب، حولت وظيفة الخدمة العامة للعنوان السياسي الى سلطة قمعية مسلطة على رقاب العراقيين، يدعمها خطاب أعلامي رسمي، استمر على منهج واحد، يروج للانتصارالدائم على الآخر، حتى لو كان الآخر هو الشعب، في استهتار بكل المفاهيم والقيم والقوانين المنظمة لاداء السلطات في العالم، وقد تحمل الشعب من جراء هذا الاستهتار، ألوان وصنوف الكوارث والمآسي والنكبات والخسارات بالارواح والثروات، والآمال التي بددتها الصراعات والفوضى الضاربة في كل الاتجاهات .

بينما كانت شعوب الأرض تنتقل من واقع الى آخر أفضل منه، رغم أن قادتها لم يكونوا دائماً على نفس المستوى من الأداء والتأثير، وكان اذا أساء وأخطأ بعضهم وتسبب في كوارث لشعبه،أعاد خلفه البوصلة الى اتجاهها الصحيح النافع، ماعدا العراق الذي استمرت الاوضاع فيه بالانحدارالمتسارع منذ عقود، وصولاً للاحتلال الذي اعتمد الطائفية منهجاً للسلطة، لتقويض السلم الاهلي واذكاء الصراعات الدموية والفوضى، الحاضنة الذهبية للفساد والخراب العام .

ان الواقع العراقي الحالي المتأزم على جميع المستويات، يحتم توحيد جهد القوى الوطنية الحقيقية، لدعم الحراك الوطني السلمي وتطويره لمواجهة الخراب والفساد والطائفية، وتبني خطاب وطني متوازن، لمصارحة الشعب ومشاركته التفكيروالعمل الجاد، من اجل التغييرالجذري، وتشكيل سلطة وطنية لاعادة البناء الحقيقي للمواطن والوطن في ظل سيادة مطلقة للقانون، وهو أمل وواجب ومسؤولية كل الوطنيين العراقيين، على اختلاف مشاربهم ومرجعياتهم الفكرية، للعبور بالعراق وشعبه من مستنقع الفوضى والخراب، الى هضاب الأمان والسلام والعيش الرغيد لشعبنا الكريم في حاضره ومستقبل أجياله .

لقد حان الوقت لانهاء العرض المستمر لمسلسل الانتصارات الوهمية للقيادات العراقية الفاشلة طوال العقود الماضية من تأريخ العراق الحديث، واصبح لزاماً على القوى السياسية اعتماد المشاركة الحقيقية للشعب في ادارة الدولة على اسس الكفاءة والنزاهة والمهنية، بعيداً عن الطائفية والحزبية والمناطقية، ومن دون ذلك سيتحمل الجميع نتائج الذهاب الى المجهول .  

 

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular