التصعيد جاء على خلفية هجوم استهدف مطار أربيل بالصواريخ.. اتهمت السلطات الكردية الميليشيا بالمسؤولية عنه
تصعيد بين الأكراد والميليشيات واتهامات متبادلة بـ”الديكتاتورية والإرهاب”
في بيان شديد اللهجة، هاجم جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان العراق، الأربعاء، تصريحات أمين عام ميليشيا “كتائب سيد الشهداء” العراقية، التي هدد فيها بـ”وضع حد لديكتاتورية” رئيس الإقليم السابق مسعود بارزاني.
وجاء في البيان الذي حمل عنوان “رد على أبو ولاء الولائي”، وتلقى موقع “الحرة” نسخة منه: “أنتم لا تمثلون العراق ولا تملكون أي منصب رسمي، أنتم مجرد إرهابيين جبناء تدمرون البلد وأماكنه العامة ومطاراته المدنية بناء على طلب أسيادكم وتعتاشون على ما تتلقونه منهم”.
واحتدم التوتر بين أجهزة الأمن في الإقليم والميليشيات التابعة لإيران مؤخرا، بعد أن أعلنت سلطات الإقليم أنها اعتقلت متهمين ينتمون لميليشيا الكتائب، التي يتزعمها أبو ولاء، وعرضت أدلة قالت إنها تثبت تورطهم بشن هجمات صاروخية مؤخرا على مطار أربيل منتصف فبراير الماضي.
وأدت الهجمات إلى مقتل شخصين، أحدهما متعاقد أجنبي كان يعمل في قاعدة عسكرية قريبة من المطار الدولي.
ونفى الولائي علاقته بالهجوم، لكن امتدح المهاجمين وقال إنه “شرف يتمنى القيام به”، مما أثار عاصفة من ردود الفعل الناقدة.
وظهر شخص، يدعى حيدر حمزة البياتي (37 عاما) ويتحدر من قرية قره داغ في الحمدانية بالموصل، وهو يدلي باعترافات، قال فيها إنه عمل مع ميليشيا الكتائب، خلال مقطع فيديو نشره جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان.
وقال عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني، عماد باجلان، لموقع “الحرة” إن تصريحات الولائي هي عبارة عن “ترهات” صادرة عن “شخصيات هزيلة”.
وبحسب باجلان، فإن الولائي يستهدف الحزب الديمقراطي الكردستاني لأنه وكردستان “الجهة الوحيدة التي تقف بوجه المد الإيراني وإنشاء الهلال الشيعي بين إيران وسوريا عبر الأراضي العراقية، كما أن الإقليم وخاصة الحزب لا يقبل إملاءات من أي دولة كانت”.
وفي تغريدته، قال الولائي إنه مستعد لدعم “أحرار الكرد” للتخلص من “ديكتاتورية بارزاني”.
وبحسب باجلان فإن “هذه الجهات تدعم أصواتا نشاز تعمل على إقامة إقليم أو إدارتين في الإقليم لإضعاف موقف الإقليم”.
لكن الصحفي المقرب من الأحزاب الإسلامية الشيعية في العراق، منذر زمان، يقول لموقع “الحرة” إن “اتهامات الإقليم لعناصر الكتائب بالتورط في الهجوم ليس لها ما يبررها”، مضيفا أن “الاعترافات قد لا تكون بالضرورة حقيقية، وقد يكون المتهم أدلى بها بالإكراه”.
ويقول زمان إن “التنسيق بين الجهات الشيعية وبين حلفائها في السليمانية ليس سرا، لكنه مدفوع بالمصالح الوطنية والمصالح السياسية لهذه الجهات وليس بالإملاءات الخارجية”، مضيفا “للإقليم علاقات جيدة مع إيران وغيرها، والحديث بهذا الشكل مبالغة”.
ويحذر زمان من التصعيد بين الجهات المسلحة في العراق مؤكدا أن “الحوار هو الخيار الأفضل دائما”.
……..