وليام بولوك تمكن من اختراع آلات استخدمت بمجال الفلاحة قبل أن يباشر سنة 1853 بالعمل على آلات الطباعة
على مر التاريخ، ضحى العديد من العلماء بحياتهم من أجل تقدم العلم وخدمة البشرية. وإضافة للعديد من الأطباء والباحثين الذين جعلوا من أنفسهم فئران تجارب لكشف حقائق علمية كالطبيب الأميركي ستابينز فيرث وعالم الكيمياء الألماني ماكس جوزيف فون بيتنكوفر والطبيب الإيطالي جيوفاني غراسي، يذكر التاريخ أسماء العديد من المخترعين الذين عرفوا نهاية مأساوية بفضل اختراعات وضعوها لتسهيل حياة البشر وقتلوا بسببها.
آلة طباعة متطورة
ويصنف الأميركي وليام بولوك كواحد من أولئك الذين قتلتهم اختراعاتهم. ولد بولوك سنة 1813 بمدينة غرينفيل بنيويورك وترعرع على يد شقيقه بعد أن خسر والده في سن مبكرة. وفي البداية، عمل مع شقيقه وكسب زاداً علمياً كبيراً في مجال الآلات والمكننة بفضل الكتب التي طالعها خلال أوقات فراغه.
في عمر الواحدة والعشرين، افتتح المخترع الأميركي ورشته الخاصة بسافانا بولاية جورجيا حيث تمكن من ابتكار العديد من الآلات كانت أبرزها آلة لقطع الخشب المخصص لصنع أسطح المنازل.
وعقب عودته لنيويورك، عمل بولوك على ابتكار أشياء أخرى فتمكن من اختراع آلات استخدمت بمجال الفلاحة قبل أن يباشر سنة 1853 بالعمل على آلات الطباعة. وقد تمكن خلال فترة وجيزة من إدخال تعديلات على آلة الطباعة الدوارة وجعلها أفضل بكثير مما كانت عليه حيث زودها بنظام عمل آلي بدلاً من اليدوي وجعلها قادرة على طباعة أكثر من 10 آلاف ورقة بالساعة. وبفضل هذا الإنجاز، جعل عملية الطباعة أسرع وأسهل مما كانت عليه سابقاً. لكن ولسوء حظّه، عرف نهايته على يد آلة الطباعة التي طورها وسهل بها حياة البشر.
مخترع قتله اختراعه
مطلع أبريل 1867، حل وليام بمكتب صحيفة فيلادلفيا بابليك ليدجر لتثبيت وتعديل آلة طباعة ابتكرها بنفسه واقتنتها منه الصحيفة. وأثناء عمله، تعرّض لحادث أليم حيث حاول تثبيت حزام القيادة على بكرة عن طريق ركله بقوة. وعلى حين غفلة، سحب الحزام بقوة من ساقه، مما أدى لسحقها بقوة تحت إحدى القطع الثقيلة بآلة الطباعة.
وفي الفترة التالية، نقل على جناح السرعة إلى المستشفى حيث مكث لبضعة أيام قبل أن يفارق الحياة يوم 12 أبريل 1867 خلال عملية بتر ساقه التي تعفنت جروحها وظهرت عليها الغرغرينا.
يشار إلى أنه أثناء فترة حياته، حصل على العديد من براءات الاختراع كما ساهم قبل وفاته بفترة وجيزة في وضع آلة طباعة دوارة قادرة على طباعة نحو 30 ألف ورقة بالساعة. وبسبب حادثة وفاته الغريبة على يد مطبعته، تحول لاحقاً لأحد المخترعين الذين قتلتهم اختراعاتهم.