.
على الرغم من أن كالة الأدوية الأوروبية، أعلنت الخميس، أن لقاح شركة “أسترازينيكا” المضاد لفيروس كورونا المستجد “آمن وفعال” ولا يرفع مخاطر الإصابة بجلطات الدم، إلا أن ثقة الأوروبيين في اللقاح قد اهتزت وسيكونون أكثرا ترددا في تلقي اللقاح، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز.
وقالت ماريا جرازيا ديل بيرو، 62 عامًا، تعمل في مجال السياحة في ميلانو: “قبل ذلك، كنت مؤيدة للقاحات لدرجة أنني كنت سأغمس الأطفال فيها. لكن الآن لن أحصل على أسترازينيكا لأن ذلك سيكون مثل لعب الروليت الروسي”.
لم يكن توفير اللقاحات لـ 450 مليون شخص في الاتحاد الأوروبي مهمة بسيطة على الإطلاق، خاصة وأن الاتحاد بالكاد كان لديه سياسة صحية منسقة قبل الوباء. لكن التأخير البيروقراطي والارتباك في شراء اللقاحات من شركات الأدوية، متبوعًا ببطء الإذن ومشاكل في التسليم والذعر من لقاح أسترازينيكا، ترك الحكومات الأوروبية في موقف صعب.
وكانت 15 دولة أوربية من بينها ألمانيا وفرنسا، علقت التطعيم بهذا اللقاح بسبب ظهور مشاكل دموية خطرة مثل صعوبة تخثّر الدم أو الجلطات الدموية لدى بعض الذين تلقوه.
ووفقا للوكالة، فإن تحليل خبرائها الأخير توصل إلى أن فوائد استخدام لقاح أسترازينيكا تفوق المخاطر المحتملة، وحثت على المضي قدما باستخدامه في حملات التطعيم.
وقالت منظمة الصحة العالمية، الأربعاء، إنه “بالوقت الحالي منافع لقاح أسترازينيكا تفوق مخاطره وتوصي بمواصلة حملات التطعيم” وأوصت بمواصلة استخدامه.
وبعد إعلان الوكالة الأوربية، أكد رئيس الوزراء الإيطالي، ماريو دراغي، الخميس، استئناف بلاده حملات التطعيم باستخدام لقاح “أسترازينيكا” اعتبارا من يوم الجمعة.
كما قال قال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، جابرييل أتال، يوم الجمعة، إنه لا يوجد سبب يدفع فرنسا لرفض لقاح أسترازينيكا. ومن المقرر أن تستأنف استخدام اللقاح يوم الجمعة.
وقال روبرتو بوريوني، عالم الفيروسات الإيطالي البارز، إن ” ثقة الإيطاليين معرضة لخطر كبير، ليس فقط تجاه لقاح أسترازينيكا ولكن أيضًا تجاه السلطات”. وأضاف: “هذه التغييرات المفاجئة وغير القابلة للتفسير في القرارات تخلق مخاوف في كل مكان. حتى القرار الصادر عن وكالة الأدوية الأوروبية، لن يكون كافيًا”.
وأضاف أولريش ويغلدت، رئيس الجمعية الألمانية للممارسين العامين لمجموعة فونك الإعلامية أن “إيقاف أسترازينيكا زاد من الضرر الذي لحق بصورة استراتيجية التطعيم الألمانية منذ البداية”.
وأكدت شركة أسترازينيكا أنه بعد مراجعة لأكثر من 17 مليون شخص تلقوا لقاحها، وجدت أنهم في الواقع أقل عرضة من عامة الناس للإصابة بجلطات خطيرة.