.
للمرة الأولى في عهد الرئيس الأميركي جو بايدن ، ستنطلق في ابريل/ نيسان المقبل محادثات أميركية عراقية، من المتوقع ان تحدد شكل العلاقة المستقبلية التي تربط البلدين والتي شابتها توترات عدة في الفترة الأخيرة عقب مقتل قائد فيلق القدس الايراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق أبو مهدي المهندس في يناير/ كانون الثاني 2020.
وتهدف تلك المحادثات الثنائية إلى تشكيل ملامح العلاقة المستقبلية بين البلدين وستتطرق إلى مواضيع الأمن والتجارة والمناخ وغير ذلك ، وفق مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، تحدث لصحيفة “واشنطن بوست”، شريطة عدم كشف هويته.
كما أضاف المسؤول ، أن الولايات المتحدة تعتزم خلال المحادثات توضيحَ مسألة بقاء قوات التحالف في العراق بدعوة من الحكومة المركزية من أجل تدريب القوات العراقية فقط وتقديم المشورة لها، وضمان عدم عودة نشاط تنظيم داعش الإرهابي.
مستقبل الميليشيات
وتأتي المحادثات في وقت يعاني فيه العراق من انتهاكات بعض الميليشيات المنضوية ضمن الحشد الشعبي، والموالية لإيران.
ومن بين القضايا المطروحة على جدول الأعمال، بحسب المسؤول الأميركي، مستقبل الميليشيات المسلحة التي تعمل خارج سلطة الدولة، إضافة إلى الأزمة الاقتصادية الحادة في العراق.
هذا وتجهد الحكومة العراقية لضبط السلاح المنفلت في البلاد، خصوصاً مع تكرار استهداف الميليشيات للمنطقة الخضراء في العاصمة بغداد والتي تضم بعثات دبلوماسية منها السفارة الأميركية.
وكانت كتائب حزب الله الموالية لإيران جددت قبل أيام عدة تهديداتها باستهداف قواعد للقوات الأميركية في العراق.
وفي تغريدة مليئة بالشتائم، هدد أبو علي العسكري، الذي يعرف بالمسؤول الأمني لتلك الميليشيات والناطق بلسانها، بطريقة ضمنية، رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، واصفا إياه بالخائن، مؤكداً الاستمرار باستهداف المصالح الأميركية في البلاد.
كما وجهت ميليشيا “ربع الله” امس الخميس ، تهديدات الى أمريكا والحكومة العراقية والأطراف السياسية ، كما استعرضت عسكرياً في بغداد .
المحادثات جاءت بطلب عراقي
هذا وأرسل العراق مذكرة رسمية إلى الولايات المتحدة يطلب تحديد موعد لجولة جديدة من المحادثات حول العلاقات الثنائية وتحديداً انسحاب القوات المقاتلة المتبقية.
وقال ثلاثة مسؤولين حكوميين، إن المذكرة سلمت إلى السفير الأميركي في العراق ماثيو تولر في وقت سابق من هذا الشهر.
كما أضافوا أن العراقيين يأملون في إجراء المناقشة في أبريل/نيسان المقبل. وتحدث المسؤولون إلى وكالة “أسوشيتد برس” بشرط عدم الكشف عن هويتهم لأنهم غير مخولين بالتحدث إلى وسائل الإعلام.
إدارة بايدن والاولويات الأربعة
هذا فيما كان السفير الأمريكي لدى العراق ماثيو تولر، أكد أن الأهداف الاستراتيجية لبلاده ثابتة رغم تغير الإدارات ، كاشفاً عن أربع أولويات للإدارة الجديدة في العراق ، من ضمنها محاربة تنظيم داعش.
تولر قال خلال مشاركته في ندوة مرئية، إن “الأهداف الاستراتيجية الأميركية ثابتة رغم تغير الإدارات المتعاقبة في البيت الأبيض، إلا أنه من ناحية عملية، فإن إحدى ثمار هذا النظام الأميركي أنه في كل 4 أو 8 أعوام تأتي إدارة جديدة تنظر إلى التحديات بعيون تختلف عن الإدارة السابقة”.
وتابع الدبلوماسي الأمريكي ، بالقول ، أن “هذه العيون تجلب عدسات جديدة لبعض التحديات التي نواجهها، لكن بالطبع ستكون هناك استمرارية، لأن اهتمام الولايات المتحدة بهذا البلد الحيوي لن يتغير”.
مشيراً ، إلى أن ” هزيمة داعش تظل مهمة أمنية ذات أولوية أميركية في العراق، ورغم خسارة التنظيم بشكل مادي، فإن وجود القوات الأمريكية في العراق يأتي بناء على دعوة من الحكومة العراقية، للقيام بمهمة محدودة تركز على تقديم المشورة والمساعدة لقوات مكافحة الإرهاب العراقية وقوات البيشمركة ، لمنع تنظيم داعش”.
وأكد السفير الأمريكي: “مواصلة الحفاظ على هذا الوجود، ما دام ذلك ضروريا لمساعدة الحكومة العراقية في منع عودة داعش والإرهابيين لتهديد الشعب العراقي وتهديد الأمن الإقليمي”.