تتناقل وسائل الاعلام العالمية الکثير من التصريحات والمواقف المختلفة الصادرة من جانب القادة والمسٶولين الايرانيين بشأن البرنامج النووي الايراني وتنفيذ الالتزامات الخاصة بالاتفاق النووي الذي تم إبرامه في عام 2015، ومع إن هناك تناقضا وتخبطا واضحا في تلك التصريحات والمواقف لکن يبدو إن الاتجاه العام يميل للتشدد والتعنت لأنه وکما يبدو من المواقف الاوربية والامريکية المختلفة بشأن البرنامج النووي الايراني فإنه ليس هناك من أي تساهل أو تسامح مع النظام الايراني بعد الذي جرى عقب الاتفاق النووي والذي إنتهکه وخرقه هذا النظام بکل وضوح.
لماذا يتعنت ويتشدد النظام الايراني في مواقفه بشأن العودة للإتفاق النووي ولماذا يرفض أي تغيير أو إضافة أو تعديل في الاتفاق النووي؟ من الجلي إن البلدان الغربية وبعد تجربة الاتفاق النووي مع النظام الايراني والمکاسب التي جناها الاخير بسبب ذلك، لاتريد أن تعيد نفس التجربة وتسمح للنظام الايراني بإستغلال الاتفاق من أجل تحقيق مصالح وأهداف على حساب ذلك، خصوصا وإنه قد أصبح معلوما بأن النظام يعمل فعلا من أجل إنتاج القنبلة النووية کما إنه يرفض بشدة مناقشة برامجه الصاروخية وتدخلاته في بلدان المنطقة على طاولة المفاوضات، حيث إن النظام الايراني صار متيقنا من إن هناك نية غربية قاطعة من أجل إنهاء حلمه النووي وهو أمر لايبدو إنه يروق للنظام خصوصا وإنه قد شرع به أساسا من أجل إسناد ودعم مخططاته ومشاريعه في المنطقة والعالم وجعل نظامه أمرا واقعا للعالم، ويجب أن لاننسى أبدا بأن النظام عندما بدأ ببرنامجه النووي فإنه کان يريد تقوية وترسيخ تدخلاته في بلدان المنطقة ونفس الشئ بالنسبة لقمعه للشعب الايراني، ولاغرو من إن النظام الايراني وکما تٶکد المقاومة الايرانية يقوم أساسا على أساس ثلاثة رکائز اساسية هي قمع الشعب الايراني، وتصدير التطرف والارهاب والتدخلات في بلدان المنطقة والعالم، وإنتاج أسلحة الدمار الشامل، وإن هذه الرکائز الثلاثة مرتبطة ومتداخلة مع بعضها بقوة وإن التأثير السلبي على أية رکيزة سوف ينعکس سلبا على الرکيزتين الاخريين، ولذلك فإن النظام الايراني وبعد أن توجس ريبة من البلدان الغربية بنواياهم بشأن الحيلولة دون إنتاجه للقنبلة النووية، فإن لايريد أن يبادر الى أي إتفاق مع هذه الدول يرى إن من شروطه القضاء على حلمه بإمتلاك القنبلة النووية.
الاوضاع أکثر من صعبة بالنسبة للنظام الايراني وهو يصر على مواقفه الحالية، ولکن الاستمرار في الإصرار على هذه المواقف لايعني بأنه سيجبر البلدان الغربية في النهاية على الاذعان له ولاسيما وإن تصريحات فيها نبرة تهديد للنظام الايراني صدرت من قبل أوساط سياسية غربية تٶکد بعدم سماحها لطهران أن تلعب بالنار، ولذلك فإن العبرة في النهاية التي لن تکون سعيدة أبدا لهذا النظام فيما لو جرت الامور هکذا!