الجمعة, نوفمبر 29, 2024
Homeاخبار عامةخشية "ابتلاع" العراق.. السُنة يرفضون إنسحاب الأمريكيين

خشية “ابتلاع” العراق.. السُنة يرفضون إنسحاب الأمريكيين

 تسوّق القوى السنية أسباباً عدة لرفضها الانسحاب الأميركي من العراق، أبزرها المخاوف من هيمنة إيران والفصائل الشيعية المقربة منها على المحافظات المحررة وحزام بغداد وديالى وكركوك.

ويقول سياسي عراقي بارز عن المكون السني في الانبار، لوكالة شفق نيوز، إن “الأنبار وباقي المحافظات المحررة بحاجة للأميركيين في مجال الاعمار والتأهيل والدعم خاصة وأن المنظمات الأميركية تعمل حاليا على تقديم المساعدة في قطاع الصحة والتعليم المدمرة”، مضيفا أن “المليشيات وإيران لا ينتظر منها إعمار ولا مساعدات بل على العكس من ذلك”.

خوف من ابتلاع إيران للعراق

ويتابع أن “واشنطن باتت تدرك أن المكونين السني والكوردي لا يرغبان برحيل الأميركيين وأن القرار السابق للبرلمان كان من قوى معينة وتحت ضغط إيراني كرد فعل على اغتيال قاسم سليماني وابو مهدي المهندس”، معتبرا أن إيران “ستبتلع ما تبقى من المدن من خلال المليشيات أو بشكل مباشر خاصة تلك الحدودية مع سوريا التي تعتبرها نقطة قوة لها في المنطقة ككل”.

والاسبوع الماضي، كشفت واشنطن عن استئناف جلسات الحوار الاستراتيجي مع بغداد الشهر المقبل، ويتوقع أن يتصدر ملف انسحاب القوات الأميركية المباحثات بين البلدين، وتضغط قوى سياسية وفصائل مسلحة حليفة لإيران على الحكومة بشأن ورقة إخراج القوات الأجنبية من البلاد.

في السياق، يقول النائب السابق في البرلمان العراقي، عن محافظة صلاح الدين مشعان الجبوري، لوكالة شفق نيوز إنه “سبق وأن رحبنا ببقاء القوات الأمريكية في العراق، وعندما صوت مجلس النواب في دورته السابقة على إخراجها، قمنا كنواب المكون السني بمقاطعة الجلسة، إضافة إلى المكون الكوردي. ونحن نرفض المطالبة بمغادرة القوات الأمريكية، كون الوضع الأمني في العراق يتطلب بقاءها سواء كان لمواجهة الإرهاب، أو لمواجهة الدول الطامعة بخيرات العراق والميليشيات المنفلتة”.

تحذير من استباحة مناطق

ويضيف، أن “المكون السني يتعرض لمخاطر بسبب سلوكيات الميليشيات الموالية لإيران، مما جعل السُنة بحاجة ملحة لبقاء القوات الأمريكية والتحالف الدولي”، مشيرا إلى أن “القوات الأمريكية لن تنسحب من العراق، ولا يوجد حتى إجماع وطني على إخراجها، ولكن إن حصل وخرجت، فإن المكون السُني بخطر شديد، فالميليشيات الولائية ستستبيح مناطقهم”.

من جهته، يشير رئيس حزب الحوار والتغيير حامد المطلك، إلى أن “العراق يرفض قطعاً اي تواجد خارجي على أرضه، لكن تواجد القوات الأمريكية في العراق حسب اتفاق أمني، وعلى الجميع احترام هذه الاتفاقية، ولا يحق لأي جهة خارجية التنكيل بأي اتفاق عراقي مع اي جهة أخرى”.

ويقول مطلك وهو نائب سابق عن محافظة الانبار، لوكالة شفق نيوز”، إن “الوقت غير مناسب لخروج القوات الأمريكية او قوات التحالف، كون دخولهم إلى العراق جاء على اساس تحرير البلاد من الإرهاب، وبما أن الإرهاب لا يزال ينشط في مناطق متفرقة من البلاد، فعلى اي أساس تنسحب؟”.

في الأثناء، توضح النائبة السابقة عن العاصمة بغداد، ميسون الدملوجي، أن “الحكومات المتعاقبة أكدت بأن تواجد القوات الأمريكية هو للشؤون الاستشارية وليس القتالية، والآن يحاولون إقناع الشارع العراقي بأن هناك قوات قتالية ويطالبونها بالانسحاب! ، وهذا أمر غريب وعلى الحكومات السابقة توضيح هذا الأمر”.

التواجد الأميركي بطلب حكومي

وتقول الدملوجي، لوكالة شفق نيوز، إن “القوات الأمريكية جاءت بطلب العراق لمساعدته بالحرب ضد داعش”، معربة عن رفضها لجعل العراق ساحة للنزاع بين الولايات المتحدة وإيران.

وترى الدملوجي، أن “تواجد الأمريكان يخلق توازنا ما بين السنة والشيعة، مع تواجد الفصائل الموالية لإيران، ولكن قيام حلف الناتو بزيادة إعداد مقاتليه في العراق، يعني أن أمريكا تخرج من الباب وتدخل من النافذة، هذا إن خرجت، ولا أعتقد بأنها ستنسحب”، مشددة على أن “العراق بحاجة كبيرة إلى تواجد القوات الأمريكية او حلف الناتو او اي قوى أخرى تساند العراق بحربه ضد داعش او الفصائل المسلحة الخارجة عن القانون”.

ويقول السياسي العراقي محمد نوري عبد ربه، لوكالة شفق نيوز، إن “هناك ما يسمى بالاتفاق الاستراتيجي بين العراق وأمريكا، وهناك مختصين يبحثون الآن بهذا الشأن والمفاوضات مستمرة، وانسحاب القوات الأمريكية من العراق إن حصل، فهو لا يؤثر على المكون السُني فقط، إنما على كافة أطياف الشعب العراقي، كون العراق اليوم لا يمتلك التقنيات العسكرية التي تمتلكها دول الجوار” .

وأضاف عبد ربه، وهو نائب سابق عن نينوى، أن “هناك جهات مسلحة خارجة عن القانون تتجول في الشوارع دون رادع، وهي تهدد أمن المواطن العراقي بكامل أطيافه، ولهذا فإننا بحاجة إلى قوة حقيقية، حتى وإن كانت خارجية، كي تتمكن من التدخل أثناء الحاجة، أو لتدريب القطعات العسكرية العراقية”.

واستطرد، قائلاً، “رغم تواجد قوات التحالف الدولي داخل القواعد العسكرية فقط، إلا أنها عامل أساسي لعدم تمكن الفصائل الموالية لإيران بالوصول إلى عدد من مناطق المكون السُني، وفي حال انسحبت هذه القوات، فتترك فراغا كبيرا يولد مشاكل مستقبلية، خصوصا وأن الفصائل تزداد قوة وعدد يوم بعد الآخر، وأحيانا تستمد قوتها من الدولة نفسها”.

واختتم عبد ربه، بالقول، “رأينا العديد من الاستعراضات للفصائل الولائية، ولم نر اي ردة فعل من الحكومة العراقية تتلاءم مع حجم خرق القانون وقطع الشوارع والتجول فيها بالأسلحة والعجلات الحكومية، فماذا لو انسحبت قوات التحالف؟ برأيي مؤكد سيكون حجم الإساءة لهيبة الدولة أكبر بكثير ولن تستطيع الحكومة حماية المواطنين حتى”.

ويؤكد الخبير بالشأن الأمني، أعياد الطوفان، أن “القوات الأمريكية لم تأت حتى تنسحب، ولم تحتل العراق لأجل عيون المعارضين الذين تسنموا الحكم، فالعراق دخل ضمن اهتمامات أمريكا منذ 50 عاما، بهدف السيطرة على منافذ الطاقة والوقود الذي تتمتع به البلاد، وكل ما يجري الآن هي عمليات سياسية أجرتها الحكومة العراقية للاستهلاك الإعلامي المحلي، من أجل الرد على تحركات الفصائل التي احرجتهم للغاية”.

ويقول الطوفان لوكالة شفق نيوز، إن “الأمريكان وحلف الناتو بدأوا بالتوسع اكثر، إذ أن حلف الناتو وصل عددهم داخل العراق إلى 4000 عنصر بعد أن كانوا 500 فقط، بهدف تدريب القوات العراقية وتسليحهم وتجهيزهم بالكامل، وهذا ما فعلته مع عدد من الفرق التي حررت الموصل من تنظيم داعش”.

ويشير إلى أنه “عندما بدأت عمليات التفاوض حول إخراج القوات الأمريكية من البلاد قبل أكثر من سنتين، لم تكن قواعد الأسد غرب الانبار وحرير في شمال اربيل، ضمن المفاوضات أبدا، وهذا ما لم يتجرأ اي مسؤول في الدولة الإفصاح عنه، اي حتى إن انسحب الأمريكان من العراق فلن ينسحب من هذه القواعد مهما حصل”.

ويبين الطوفان، أن “قاعدة عين الأسد الجوية غرب الانبار، ستكون البديل لقاعدة انجرليك الأمريكية في تركيا، وبهذا ستكون من ضمن اهتمامات الشرق الأوسط عموما”.

ويردف أنه “في اليوم الذي تنسحب به القوات الأمريكية من العراق وهو على هذا الوضع الذي يشهد انتشار الفصائل الموالية لإيران، فسيكون هناك تهديد كبير يهدد امن البلاد، خصوصا وأن القوات العراقية لا تملك القدرة لملئ فراغ الأمريكان، والعراق لا يزال بحاجة كبيرة للدعم الجوي الحربي، كما هو بحاجة إلى الجهد الاستخباري الالكتروني، الذي فشل الجيش العراقي بتأمينه، خصوصا مع انعدام الثقة بين أجهزة الأمن والمواطنين”.

ويختتم الطوفان حديثه، قائلا، إن “انسحاب القوات الأمريكية يعني كارثة تحل بسكان المحافظات المحررة وحزام بغداد وديالى وكركوك وعدد من المدن الاخرى”.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular