الأربعاء, نوفمبر 27, 2024
Homeاخبار عامةحزب الله العراقي يقطع الشك باليقين: الحشد الشعبي وراء الاستعراض المسلّح في...

حزب الله العراقي يقطع الشك باليقين: الحشد الشعبي وراء الاستعراض المسلّح في بغداد

العرب/بغداد- تنصّلت ميليشيا كتائب حزب الله العراق من المسؤولية عن قيام ما يعرف بحركة ربع الله الخميس باستعراض مسلّح في العاصمة بغداد.

وجاء ذلك على الرغم من تأكيد مصادر عراقية وخبراء بشؤون الجماعات الشيعية المسلّحة أنّ الحركة التي ظهرت حديثا تابعة للكتائب وأنّ عناصرها ليسوا سوى مجموعة من مقاتلي الحزب المتدرّبين والمسلّحين من قبله، ويتمّ بين الحين والآخر إلباسهم الزي الحامل لعبارة ربع الله وتكليفهم القيام بعمليات لا ترغب كتائب حزب الله في الظهور في واجهتها نظرا لكون الكتائب جزءا من هيئة الحشد الشعبي المصنّفة بشكل صوري هيئة رسمية تابعة لمؤسّسات الدولة العراقية.

ووصف بيان صدر الجمعة عن أبوعلي العسكري المتحدث باسم كتائب حزب الله العراقي الاستعراض الذي شهد رفع شعارات ولافتات مهينة لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ولوكيل الاستخبارات في وزارة الداخلية الفريق أحمد أبورغيف، بأنّه “غير مقبول”.

لكنّ بيان العسكري تضمّن اعترافا صريحا بانتماء العناصر التي قامت بالاستعراض إلى الحشد الشعبي وذلك في تناقض واضح مع ما كانت هيئة الحشد قد أعلنته الخميس عندما نفت “وجود أي تحرك عسكري لقطعات الحشد داخل العاصمة بغداد”، مؤكّدة أنّ “تحركات قوات الحشد الشعبي تأتي ضمن أوامر القائد العام للقوات المسلحة وبالتنسيق مع قيادة العمليات المشتركة”، وأن “ألوية الحشد تسمى بالأرقام لا بالمسميات الأخرى، كما أن مديرياته تحمل التسميات الرسمية المعروفة”.

وورد في بيان العسكري قوله إنّه “تم نقل قوات من الحشد الشعبي التي نشرف على إدارتها ودعمها إلى أحد أطراف بغداد لأداء مهامها للدفاع عن بلدنا”.

وأضاف “هذا النقل روتيني ولا يحتاج للتنسيق مع أي جهة، وبسبب بعض العوامل الأمنية والفنية تغير مسار الرتل إلى وسط العاصمة” في إشارة إلى الاستعراض الذي أجرته حركة ربع الله.

عراقيون يصفون حركة ربع الله بأنّها عنوان تحشد تحته ميليشيا حزب الله العراق التابعة لإيران عناصرها ومقاتليها عندما تريد أن تنظم تظاهرة أو تهدّد

وتابع المتحدّث باسم الكتائب “بعض الشباب المتحمسين استثمروا هذا المسار ليعبّروا عن مطالب محقة، لكن بطريقة غير مقبولة لنا”.

وأوقع العسكري نفسه في حرج كبير عندما انهالت عليه الأسئلة عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن اللافتات التي رُفعت في الاستعراض والتي لا يمكن أن تكون قد طبعت بشكل مسبق، عكس روايته التي تصّور ما حدث في بغداد باعتباره مجرّد حركة تلقائية وليدة لحظة عبور قوات الحشد بالمدينة.

وأكّد كلامُ العسكري ما ذهب إليه مقتدى الصدر زعيم التيارالصدري وقائد ميليشيا سرايا السلام عندما قال الخميس إنّ من قاموا بالاستعراض المسلّح في بغداد ينتمون للحشد الشعبي.

وكانت مصادر عراقية قد ربطت توقيت القيام بالاستعراض الذي عكس مجدّدا مدى استشراء فوضى السلاح في العراق وتغوّل الميليشيات على حساب الدولة وهيبتها بجملة من التطورات السياسية من ضمنها دعوة الصّدر لضبط فوضى السلاح عارضا مساعدته في القيام بذلك.

وقال العسكري في بيانه إنّ “مفهوم ضبط السلاح إنْ تمّ، فيجب أن يسري على الجميع دون استثناء”، وذلك في إشارة إلى أنّ مقتدى الصدر نفسه يمتلك ميليشيا مسلّحة.

كذلك عكست الشعارات المرفوعة من قبل عناصر ربع الله خلال الاستعراض ماهية الرسائل السياسية التي أرادت ميليشيا حزب الله العراقي شديدة الارتباط بالحرس الثوري الإيراني إيصالها ومن بينها ما هو مرتبط بمصالح مباشرة لإيران في العراق.

وطالب عناصر الحركة الذين يستبعد أن تكون لهم أي دراية بالمسائل المالية والاقتصادية المعقّدة بـ”خفض سعر الدولار الأميركي مقابل الدينار العراقي”، الذي خفض البنك المركزي قيمته في ديسمبر الماضي بنحو خمسة وعشرين في المئة مقابل الدولار.

وتعد مسألة سعر صرف الدينار في مقابل الدولار قضيّة في غاية الأهمية للجماعات الموالية لإيران إذ أن طهران التي تخنقها العقوبات الأميركية تعتبر العراق منذ فترة طويلة سوقا توفّر عن طريقها العُملة الأجنبية.

ويصف عراقيون حركة ربع الله بأنّها عنوان تحشد تحته ميليشيا حزب الله العراق التابعة لإيران عناصرها ومقاتليها عندما تريد أن تنظم تظاهرة أو تهدّد مؤسسة تابعة للدولة أو توجّه إنذارات شديدة لكبار المسؤولين.

وإلى جانب ربع الله هناك مجموعة أخرى تحت مسمّى أبوجداحة مهمتها إحراق المقرات التابعة لخصوم إيران من ساسة ومؤسسات إعلامية وغيرها.

وردّا على استعراض الميليشيا المسلّحة الذي استهدفه شخصيا، وصف رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ما قامت به حركة ربع الله بأنّه محاولة “لإرباك الوضع الأمني”.

وقال الكاظمي في كلمة ألقاها في نقابة الصحافيين ببغداد تكريما لعوائل القتلى من الإعلاميين إنّ “هناك من يحاول ابتزاز الدولة بطريقة أو بأخرى، لكن الحكومة لهم بالمرصاد”.

وكان من ضمن أهداف الاستعراض الذي قامت به الميليشيا التشهير بعلاقة رئيس الوزراء بالولايات المتّحدة، حيث يتعرّض الكاظمي منذ فترة لحملة من قبل معسكر الموالاة لإيران في العراق، تقوم على تصويره كمجرّد “عميل” لواشنطن.

ورفعت ميليشيا ربع الله خلال استعراضها المسلّح في بغداد صور الكاظمي وعليها رسم لآثار دوس بالأحذية، وقالت في بيان لها إنّ استعراضها “رسالة تهديد للأميركي وعملائه”.

كما أنّ من أسباب غضب الميليشيات وبعض الأحزاب الشيعية في العراق من الكاظمي علاقته الوطيدة بقيادات إقليم كردستان العراق، والتي ترى فيها تلك الميليشيات والأحزاب نواة جبهة موالية لواشنطن ومناهضة لطهران.

وفي ردّة فعلها على تلك العلاقات أثارت تلك القوى ذات التمثيل الوازن في البرلمان العراقي موضوع حصّة الإقليم من الموازنة الاتّحادية الأمر الذي تسبّب في تعطيل تمرير قانون الموازنة أمام مجلس النوّاب. وقالت ميليشيا ربع الله في بيانها إنّه يتوجّب الإسراع بإقرار الموازنة، محذّرة في الوقت نفسه من تسليم إقليم كردستان العراق حصّته منها.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular