الأربعاء, نوفمبر 27, 2024
Homeمقالاتالحزب الشيوعي وسائرون، أجمل تحية وتهنئة بذكرى التأسيس، ملاحظات واقتراحات إلى رفيقاتي...

الحزب الشيوعي وسائرون، أجمل تحية وتهنئة بذكرى التأسيس، ملاحظات واقتراحات إلى رفيقاتي ورفاقي الأعزة : رزكار عقراوي

تاريخ الحزب الشيوعي العراقي وعموم الشيوعيين واليساريين حافل ومجيد بإيجابياته وسلبياته لما كان لهم من دور مؤثر في المجتمع العراقي، حيث ساهموا في نشر الأفكار اليسارية والمدنية والعلمانية والعدالة الاجتماعية وحقوق المرأة وترسيخ الكثير من القوانين المدنية والقيم الإنسانية. ومازال التاريخ شاهدا على بطولات وتضحيات الشيوعيين واليساريين بمختلف اتجاهاتهم وأحزابهم أمام قوى الدكتاتورية والاستبداد والظلام بمختلف أشكالها. الحزب الشيوعي العراقي يعتبر اكبر وأقدم فصائل اليسار العراقي ويحمل إرثاً نضالياً طويلاً وخبرة كبيرة، و لي الفخر والشرف الكبير في إني بدأت حياتي التنظيمية الحزبية مع الحزب من 1984 – 1990 ونشطت وتعلمت الكثير من خلال عملي الحزبي في المشاركة في بناء وقيادة احد اكبر تنظيمات السرية للحزب العاملة في داخل العراق – منظمة 31 آذار – إبان عهد النظام البعثي الدكتاتوري، ومازلت رغم توقفي عن العمل الحزبي التنظيمي اعتبر نفسي عضوا في الحزب وأكن له كل التقدير والاحترام، وان اختلفت معه أحيانا في هذه النقطة او تلك، وهذا أمر عادي جدا حيث الأوضاع المعقدة في العراق والمنطقة تتقبل اجتهادات فكرية يسارية مختلفة، ومن الضروري تقبلها والحوار البناء حولها وكلها تتقبل الخطأ والصواب.

في الذكرى السابعة والثمانين 87 لتأسيس حزبنا الشيوعي العراقي التي اعتبرها – عيدا مشتركا ومناسبة مهمة – لكل الشيوعيين واليساريين في العراق، حيث إنّها ذكرى مهمة جدا  وإلا وهي تأسيس أول حزب ماركسي منظم في العراق،  وقدم بديل الشيوعيين آنذاك لتغيير المجتمع العراقي نحو بديل إنساني، أتقدم بالتهاني الحارة لكافة الشيوعيين واليساريين العراقيين و في مقدمتهم رفيقاتي ورفاقي الأعزة  في الحزب الشيوعي العراقي الذين يحتفلون معي بهذه المناسبة العزيزة جدا، كما احيي الدور النضالي القدير للأحزاب والمنظمات الشيوعية واليسارية ألأخرى ،والتي نبني عليها جميعا رغم ضعف التنسيق والعمل المشترك السائد حاليا بينها، الآمال الإنسانية الرئيسية لخلاص العراق وإقليم كردستان من نظام المحاصصة الطائفية والقومية والفساد والاستبداد.


الجبهات والتحالفات، سائرون نموذجا

في ظروف بالغة التعقيد مليئة بالمعوقات أمام نضال الشيوعيين واليساريين والديمقراطيين في العراق بفصائلهم المختلفة، لابد من التحالفات والتنسيق والعمل المشترك، وذلك ضروري جدا مع الأحزاب والقوى الديمقراطية والتقدمية والمدنية المختلفة في العراق حول نقاط التقاء في فترات معينة، من أجل خدمة الجماهير الكادحة وإعادة بناء الدولة وإرساء الأمن والطمأنينة والخدمات للمواطنين شرط طرحها للنقاش العام والعلني داخل وخارج أحزاب اليسار وإقرارها من خلال استفتاء حزبي داخلي، كما يجب إعادة النظر بها بشكل دوري مع تغيير الظروف وموازين القوى وسياسات القوى السياسية المتحالفة معها. وأرى من الخطأ الاستمرار في التوجه نحو التحالفات مع القوى الدينية والقومية المتعصبة الى حد نصبح جزءا منها أحيانا ونفقد الى حد كبير استقلاليتنا وهويتنا اليسارية، ونضفي الشرعية على سياساتها المعادية لجماهير وكادحي العراق، وشئنا أو أبينا التحالف معهم هو نوع من التأييد العملي المباشر والغير المباشر لتلك القوى التي بسياساتها خلقت واقعا مأساويا مزريا في كل النواحي السياسية والاجتماعية والاقتصادية في مختلف أنحاء العراق وإقليم كردستان.

في نهاية 2017 و 2018 وفي خضم العمل الجاد من اجل بناء تحالف ديمقراطي مدني واسع في العراق الذي توج بتشكيل تحالف – تقدم -،  وبدايات التقارب واللقاء اليساري-اليساري بين فصائل اليسار العراقي المختلفة، اختار الجزء الأكبر- اقل من ثلثي أعضاء اللجنة المركزية – من قيادة الحزب الشيوعي العراقي وبشكل سريع الدخول في تحالف مع التيار الصدري الذي برأي هو احد ابرز القوى الطائفية الشيعية الغارقة في الرجعية وانتهاك حقوق الإنسان العراقي، ولها دور كبير في ترسيخ النظام الطائفي – القومي الفاسد والمستبد في العراق وتفتقد الى أي أنواع البناء الديمقراطي المؤسساتي ويقودها شخص متهور ومتقلب سياسيا ويعمل من اجل بناء – الجمهورية الإسلامية و ولاية الفقيه – في العراق، وقد اثبت الواقع ضعف وخطا النظريات التي روج لها مؤيدي تحالف سائرون من رفاق اليسار ومنها – الكتلة التاريخية لغرامشي – او إنها ستشابه التجربة الثورية ل – لاهوت التحرير – والتحالف مع قوى اليسار في أمريكا اللاتينية حيث لم يكن لها أساس علمي ولا تنطبق بأي شكل من الإشكال على التحالف مع التيار الصدري، وبدلا ان يكون الحزب الشيوعي العراقي – الأخ الكبير (كتعبير مجازي للدور الكبير والمهم) – في تحالف يساري ديمقراطي مدني واسع، قبل بدور – الأخ الصغير ذو التأثير الضعيف وحتى الهامشي – في تحالف الذي أسميته في احد بوستاتي في شبكات التواصل ب – تحالف الفيل والنملة – والذي أعلنت فيه معارضتي الصريحة لهذا التحالف (1).
لوجود معارضة كبيرة داخل وخارج الحزب لهذا للتحالف الخاطئ  ادخل الحزب في أزمة وصراع فكري وسياسي و تنظيمي حاد وعميق ، وانعكس سلبا بشكل كبير وواضح على مجمل نشاطه السياسي والتنظيمي والجماهيري ومكانته القديرة بين الجماهير وحاملي الفكر اليساري والتقدمي.

تحت ضغط القاعدة الحزبية والاحتجاجات الجماهيرية، ووضوح الماهية الإجرامية الرجعية للتيار الصدري وميلشياته الدموية بمسمياتها المختلفة، انسحب الحزب من تحالف سائرون وهو موقف سياسي ناضج و موضع تقدير كبير وان كان خاطئا منذ البداية و تأخر الانسحاب ، ووضع الحزب مرة أخرى في مكانه الطبيعي وفي صف الجماهير وهي خطوة مسؤولة جدا وتستحق كل التثمين والتقدير والإشادة بها.

بعد مجموعة من التحالفات الفاشلة والمدمرة ومنها جبهة البعث في سبعينات القرن المنصرف والجبهات مع الأحزاب القومية الكردية والمؤتمر الوطني وأخيرا تحالف سائرون التي دفع الحزب وأعضاءه وعموم اليسار ثمنا باهضا وكان الحزب أول ضحايا تلك الجبهات الخاطئة، ووفق مفاهيم اليسار الالكتروني الديمقراطي العلمي المتفتح اقترح على الرفيقات والرفاق الأعزة في الحزب الشيوعي العراقي إعادة النظر في سياساتهم السابقة ومفهومهم للجبهات مع – الأحزاب الكبيرة والمتنفذة! – ، وإعادة تقييمها بحيث لا تتكرر أخطاء – التحالفات الإستراتيجية !- ونكرر التاريخ بالتجارب التحالفية الفاشلة، واعتقد انه يمكن ذلك بتطوير وتعزيز دور العقل الديمقراطي الجماعي للحزب، وإشراكه في قرارات الكبيرة وخاصة المتعلقة بالجبهات، من خلال:


أ – تعديل النظام الداخلي للحزب في المؤتمر القادم للحزب

لكي نضمن وجود قرار جماعي لأعضاء الحزب في موضوع الجبهات والقرارات الكبيرة المتعلقة بالحزب لابد من إجراء تغييرات ديمقراطية كبيرة في النظام الداخلي، بحيث تعطي إمكانية أكبر للدمقرطة و للعقل الجماعي للحزب ان يقرر من خلال:

1-    بند يؤكد على ضرورة طرح موضوع الجبهات والتحالفات الى النقاش العام العلني داخل وخارج الحزب قبل فترة مناسبة، ويسمح بنشر ومناقشة كافة الآراء المؤيدة والمخالفة، حيث للأسف قيادة الحزب الشيوعي رغم وجود معارضة كبيرة لسائرون داخل الحزب لم تسمح بنشر بأي رأي منتقد للتحالف في الصحافة الحزبية بما فيها اراء قادة وكوادر قيادية معروفة في الحزب كان لهم موقف جريء في مواجهة سائرون ومنهم الرفيق العزيز حسان عاكف عضو المكتب السياسي آنذاك الذي وضح من خلال مقالات قيمة حيثيات والسلبيات التي رافقت تشكيل سائرون، وبل بالعكس تم نشر الكثير من المقالات الحادة والقاسية في منابر الحزب الإعلامية بحق من ينتقد او يتحفظ على هذا التحالف سواء كان من داخل الحزب وخارجه وحتى أحيانا تم وصفهم بالأعداء! واتهموا بالتخريب.

2-    وكما نطرح ان – الشعب مصدر السلطات – في الدولة والمجتمع لابد ان تكون – القاعدة الحزبية مصدر السلطات – في أحزاب اليسار، ولذلك لابد من يطرح قرار الموافقة على الجبهات والتحالفات والقرارات الكبيرة الى استفتاء داخلي لكل أعضاء الحزب ويجب ان يكون بموافقة ثلثي أعضاء الحزب كحد أدنى، ويزيل البند الذي يعطي ذلك الحق فقط للجنة المركزية، مثلا كما نعلم ان قرار الجبهة مع البعث الفاشي كانت بفرق صوت واحد فقط ( 8 مقابل 7) في تصويت قيادة الحزب على هذه الجبهة التي دفعنا ثمنا غاليا وخسارة حياة ألألوف من الرفيقات والرفاق ومازال الحزب يعاني من آثار السلبية لتلك الجبهة المقيتة، برأيي هكذا قرارات كبيرة وخطرة ومن الممكن ان تكون مصيرية يجب ان تقر من قبل العقل الجماعي للحزب من خلال استفتاء لكل أعضاء الحزب، وليس من قبل مجموعة من رفيقات ورفاق القيادة مهما كانت حكمتهم وخبرتهم السياسية.

وللأسف الرفاق الأعزة الذين كانوا يؤيدون سائرون يطرحون انه تم إقراره وفق – استفتاء حزبي عام – وحسب التفاصيل التي أعلنت ومن مصادر مطلعة جدا في قيادة الحزب فان ما سمي ب – الاستفتاء – تم إجراءه في بضع ساعات بواسطة التلفون و المراسلات مع عدد محدود جدا من الكوادر واقتصر على أعضاء المحليات واللجان القيادية في الخارج و واستثنى الجمهرة العظمى من رفيقات ورفاق القاعدة الحزبية وهم أكثر من 95% من الحزب،  دون اي حوار علني  مسبق او السماح  بتيار – لا – في التعبير العلني، والمثير جدا انه تم اجراءه بعد يوم من توقيع سكرتير الحزب على الدخول الى سائرون! و بدون تفويض من اللجنة المركزية، فلذلك لا يمكنني ان اسميه – استفتاء – باي شكل من الأشكال حيث انه يفتقد بنظري الى ابسط معايير الديمقراطية البدائية للاستفتاءات حتى بالمقاييس الشرق الأوسطية ودول العالم الثالث، ولم يكن الهدف منه غير إضفاء الشرعية على قرار – نعم – السريع جدا الذي اتخذته مجموعة من قيادة الحزب قبل – الاستفتاء – للانضمام إلى تحالف سائرون وجر كل الحزب إلى ذلك.
كمثل وسؤال إلى الأعزة مؤيدي هذا – الاستفتاء – هل ستقبلون لو قام رموز الحكم المقيت في العراق مثلا الكاظمي او البرزاني بأجراء استفتاء مهم في العراق او الإقليم من خلال اخذ راي المسئولين في المحافظات والاقضية والنواحي ومسؤولي الدولة فقط واستثنى عامة الشعب من التصويت والمشاركة، ودون ان يطرح موضوع الاستفتاء للحوار والنقاش العام ويمنع من يختلف معهم من التعبير والنشر العلني؟!!.

3-   بند ينص على ضرورة والتركيز الكبير على الموقف المستقل للحزب في التحالفات، والتقييم الدوري للتحالفات والمواقف السياسية للقوى المتحالفة معها والانسحاب السريع من التحالفات والجبهات عندما يتطلب ذلك.

4-   بند واضح في النظام الداخلي لا يسمح للحزب في الدخول في تحالفات مع احزاب وقوى لها دور مباشر في انتهاك حقوق الإنسان مثلا التيار الصدري والأحزاب القومية الكردية الحاكمة في اقليم كردستان…. الخ.

5-   بند يؤكد على القبول بتعدد المنابر والاجتهادات الفكرية والتنظيمية المختلفة داخل الحزب وفق مبدأ الأكثرية والأقلية مع التزام الجميع بالسياسة العامة للحزب – خط الأكثرية -. ولضمان ذلك ولصيانة وحدة الحزب والالتزام بالمبادئ الديمقراطية لابد من قبول حق التكتل داخل الحزب وحقها في استخدام القنوات الحزبية وإعلام الحزب أو إصدار إعلام خاص به للترويج لسياساتها واختلافاتها عن الخط الرسمي للحزب.

6-   لضمان عدم وجود تضارب بين المصالح الحزبية والشخصية وتأثير ذلك على القرارات الحزبية في الحزب الشيوعي وعموم أحزاب اليسار، والنزاهة والشفافية الكاملة، أرى من الضروري ان يكون هناك بند في ان المرشحون للمناصب القيادية الحزبية لابد أن يقدموا كشف بالذمة المالية الشخصية ومصادرها وبالتفصيل، وتفعيل مبدأ – من أين لك هذا يا رفيق-ة؟ – داخل الحزب على مختلف المستويات، ولابد ان نكون مثلا ايجابيا في الشفافية لعموم المجتمع العراقي المكتوي بالحكام الفاسدين.

بشكل عام برأيي النظام الداخلي المطروح للنقاش للمؤتمر العاشر للحزب قديم، وان أجريت بعض التعديلات هنا وهناك، ومازال متأثرا بالتراث – السوفيتي – في مجال التنظيم الحزبي الذي يمتاز بالمركزية والشمولية  والهرمية المفرطة، ويحتاج المزيد من الدمقرطة والجماعية واللامركزية والاستفادة من التطور العلمي والمعرفي والديمقراطي الكبير الذي حصل في أنماط الإدارة والتنظيم السياسي، والاستفادة من تجارب التحديث التي قامت بها الكثير من الأحزاب اليسارية في العالم. اعتقد أن النظام الداخلي لأي حزب سيكون الأساس لسياساته إذا حكم أو شارك في حكم المجتمع وستعكس قواعد النظام الداخلي طرق وقواعد إدارته للحكم.


ب- الديمقراطية والتجديد، وحق العضو في التعبير العلني

1- أرى من الضروري جدا إعادة العمل الفعلي – بالديمقراطية والتجديد – التي شاعت في الحزب الشيوعي قبيل المؤتمر الخامس في بداية تسعينات القرن المنصرم وقد كانت ثورة يسارية – ديمقراطية كبيرة  في المجال الفكري والسياسي داخل الحزب الشيوعي ويعطي بها المثل وكانت منعطفا كبيرا في تاريخ الحزب بقبول التعددية الفكرية وإشاعة الحوار العلني، ولكن للأسف تم التراجع عنها بشكل تدريجي من فترة ما بعد المؤتمر الخامس والى الآن ، حيث لابد ان يفتح مرة أخرى باب الإعلام الحزبي لكل الآراء المؤيدة والمخالفة لخط القيادة، الإعلام الحزبي  في الحزب الشيوعي وعموم أحزاب اليسار لابد ان يكون ملكا ومنبرا لكل أعضاء الحزب وليس فقط لقيادة الحزب والخط الرسمي، ورغم الثورة المعلوماتية الهائلة وسيادة شبكات التواصل الاجتماعي وتطور الوعي الديمقراطي والحقوقي، نرى للأسف ان هامش الرأي المختلف والمنتقد داخل إعلام الحزب الشيوعي في تراجع متواصل إلى حد العدم، وفيه نواقص كثيرة وأحادي الاتجاه ويعكس بشكل عام رأي القيادة فقط ونادرا ما تنشر آراء أخرى تختلف عنها أو تنتقدها.

برأيي إن الإعلام الحزبي اليساري هو لكل الحزب ويحق لجميع الأعضاء والكتل داخل الحزب بغض النظر عن موقفهم من السياسات الحزبية الرسمية استخدامه للتعبير عن آرائهم ولابد من خلق حالة حوار ايجابي بين الاتجاهات المختلفة والذي سيؤدي بلا شك إلى حالة تفاعل وحوار نشط داخل الحزب، وبالتالي تطويره داخليا وخارجيا واتخاذ القرارات الرشيدة. ان هذه الممارسات الخاطئة بعدم السماح للرأي المخالف بالنشر العلني داخل وخارج الحزب والاستمرار بها يضع المصداقية والتوجه الديمقراطي لقيادة الحزب الحالية موضع تساؤل وشك كبير، وهي بذلك تخرق النظام الداخلي للحزب الذي يشير الى – حق الأقلية في التعبير عن رأيها في منابر الحزب الإعلامية -.

2 – وبشكل عام لابد أيضا من إلغاء أي قواعد او  بنود تمنع او  تعيق حق العضو الحزبي في التعبير عن الرأي داخل وخارج الأحزاب اليسارية، ولابد ان يكون للعضو الحزبي الحرية الكاملة في طرح أفكاره السياسية بالطريقة التي يراها مناسبة سواء كانت في المنابر الإعلامية الحزبية او في خارجها من هيئات إعلامية أخرى ومواقع الانترنت وشبكات التواصل …. الخ ، ومفاهيم وبنود مثل – اطرح رأيك داخل هيئتك الحزبية او في النشرات الحزبية الداخلية  او من خلال رسالة الى قيادة الحزب – مفاهيم شمولية قمعية غير ديمقراطية عفا عليها الزمن، ولها تأثيرات سلبية جدا وتبعد  الأعضاء وخاصة الشباب جيل الثورة المعلوماتية عن أحزاب اليسار، فهم خلال دقائق معدودة من الممكن ان ينشروا بوستات علنية عدة في شبكات التواصل وفي مواقع الانترنت يعبرون عن ارأئهم فيها ويتحاورا حولها بكل حرية ودون قيود تذكر وتصل إلى عدد كبيرا جدا،  في حين ان معظم أحزاب اليسار تطلب منهم الانتظار لاجتماع الهيئة الحزبية بعد أسبوع او شهر، او النشر في النشرات الحزبية الداخلية او من خلال رسالة لكي يعبروا عن رأيهم فيها وبشكل سري غير علني! يصل الى حدد محدود جدا ولا يصل حتى لكل أعضاء الحزب، فما بالك بعموم المجتمع!.

كيساريين نطرح الكثير و نطالب بالديمقراطية وإشراك الجماهير في القرارات والحريات وحق التعبير والاختلاف والرأي الآخر والإعلام المفتوح والمتنوع… الخ في المجتمع، ولكن من المهم أيضا ان نسأل أنفسنا هل هذه الأمور والحقوق الهامة جدا موجودة  ومتاحة ومسموحة للأعضاء في أحزابنا  اليسارية، والى أي حد تطبق وينعكس ذلك في عملها التنظيمي والسياسي والفكري؟! للأسف من تجاربي السياسية والتنظيمية وتواصلي مع الكثير من أحزاب اليسار أرى انه لدينا نقص وخلل واضح ان لم يكن فاضح، إنها مشكلة وازدواجية كبيرة وتحتاج إلى مراجعة جذرية!.

د- التقييم، وثقافة الاعتذار والاعتراف بالخطأ وتحمل المسؤولية

1-    ارى من الضروري ان يرد المؤتمر الحزب القادم على أسئلة تهم الكثير من الحريصين على الحزب الشيوعي وتطوره وتعزيز استقلاليته اليسارية الفكرية والسياسية ومنها: ماهي الأسباب التي دفعت الجزء الأكبر من قيادة حزب يساري أممي يضم كافة مكونات الشعب العراقي القومية والدينية ذو التاريخ الثوري الكبير الى جر الحزب للتحالف مع تيار شيعي ديني متعصب ذو اجندة قرووسطية و له دور فاضح في انتهاك حقوق الإنسان والصراعات الطائفية ومشارك فاعل في الحكم الفاسد؟، وبل في الحقيقة كان تحالفا مع شخص – مقتدي الصدر – الذي هو الوحيد من يقرر في التيار الصدري وهو الآمر والناهي، وانعكس ذلك أيضا في سائرون وأصبح الجزء الأكبر من  قيادة الحزب لمرحلة معينة وللأسف جزءا من أجندة – سماحة القائد – مقتدى الصدر كما كان بعض رفاق الأعزة في الحزب يطلقون هذه التسمية عليه! وكان ذلك اعترافا علنيا و فعليا وعمليا بقبول قيادته لسائرون. ولماذا لم يتم إشراك القاعدة الحزبية في هذا القرار الخاطئ جدا؟ وفي الأخير الم تكن آلية الانضمام للتحالف والتحالف نفسه خرقا كبيرا للنظام الداخلي وحتى لبرنامج الحزب كحزب يساري تقدمي أممي يناهض التعصب الديني والطائفي والقومي؟

2-    اقترح ان يقدم المؤتمر القادم للحزب اعتذار رسمي للشعب العراقي عن الجبهات الخاطئة التي دخل فيها وبالأخص جبهة البعث وسائرون، و هي نوع من الاعتراف الناضج و الجريء والمسؤول بالخطأ تجاه أعضاء الحزب وضحايا جرائم القوى التي تحالفنا معهم وعموم الشعب العراقي، وضمان عدم تكرارها، وسيكون لنا كيساريين السبق في هذه الممارسة المدنية الحضارية في الفضاء السياسي العراقي، ومن الممكن ان يقوي من مكانة الحزب في المجتمع.

3-    تقديم اعتذار علني لكل رفيقات ورفاق الحزب الذين تعرضوا إلى أي إجراءات تنظيمية – عقابية او ضغوطات سياسية وتنظيمية وشخصية بسبب الموقف السلبي والمتحفظ من تحالف سائرون وإلغائها، او الذين أُبعدوا من أو تركوا الحزب بسبب ضعف آليات التنظيم والتحزب الديمقراطي وعدم قبول الرأي والرأي الآخر، وفتح صفحة جديدة معهم وبطرق مختلفة.

4-    من أخطأ لابد ان يتحمل مسؤولية الخطأ، لذلك أتمنى ان لا يصوت في المؤتمر القادم للرفاق الأعزة الذين كان لهم دور – أساسي ومحوري – في جر الحزب الى تحالف سائرون وتبوء مناصب قيادية مؤثرة مرة أخرى في الحزب، وإلا سيتم تكرار نفس الأخطاء في تحالفات خاطئة أخرى وبأشكال وبمسميات جديدة، واعتقد انه كان من الأفضل لهم إعلان استقالتهم او على الأقل تجميد عضويتهم في قيادة الحزب لحين عقد المؤتمر القادم، كنوع من تحمل المسؤولية السياسية والشخصية عن هذا التحالف الخاطئ والهزيل وخاصة بعد الجرائم الوحشية الدموية للتيار الصدري وميليشياته المسلحة بحق المتظاهرين العزل في مدن العراق.

في الختام اوكد على ان المقترحات والملاحظات  المطروحة والنقد الرفاقي ليس الهدف منه تقليل او الانتقاص بأي شكل من الإشكال من دور والمكانة الكبيرة والقديرة للحزب الشيوعي، وهو حوار بين رفاق في جبهة واحدة، واختلاف محدود في سياسات معينة في ضوء نقاط التقاء كثيرة جدا تجمعني وتقربني من الحزب وعموم اليسار في العراق ، و إنها تنطلق من الحرص الكبير على تطوير وترسيخ الديمقراطية والعقل الجماعي والموقف اليساري المستقل في اكبر وأقدم أقطاب اليسار العراقي، وتعزيز دوره النضالي والمؤثر بين الجماهير في العراق نحو ان يكون له دورا محوريا ورئيسيا بين قوى اليسار العراقي، ومن اجل بناء تحالف يساري كبير مع القوى اليسارية الأخرى في العراق ويكون لهذا التحالف دور مهم في تحالف ديمقراطي علماني أوسع.

اكرر تهاني الرفاقية الحارة بعيد تأسيس حزبنا الشيوعي وأتمنى لرفاقي ورفيقاتي في الحزب الشيوعي العراقي كل التطور والتقدم وهم يتحضرون لعقد المؤتمر العاشر للحزب – الذي تأخر بسبب جائحة كرونا – ، واعتقد ان مقرراته ونتائجه لن يكون لها الأثر الكبير فقط على الحزب وتطويره وإنما على عموم الحركة اليسارية والديمقراطية في العراق.

**********************************************************

(1)
بوستين نشرتهم في 2018  على شبكات التواصل الاجتماعي لتوضيح موقفي من تحالف سائرون
14 حزيران 2018
سائرون!! تحالف الفيل والنملة – الصدري والشيوعي – الى اين؟ حان الوقت للعقل الجماعي للحزب الشيوعي العراقي ان يقرر!
اخترت المقاطعة الصامتة في الانتخابات العراقية الأخيرة، ودوما كنت اصوت للحزب الشيوعي العراقي رغم بعض الاختلافات الفكرية  باعتباره الفصيل اليساري الوحيد المشارك في الانتخابات ولا بد من دعمه قناعة في ان الوضع العراقي المعقد يتقبل اجتهادات فكرية-سياسية يسارية مختلفة، ولكن هذا المرة رأيت ان تحالف الحزب مع احد اكبر طغم الإسلام السياسي – التيار الصدري –  لم يكن قرارا صائبا حيث هو مثل القوى الإسلامية الأخرى يديه ملطخة بدماء ساكني العراق والفساد والحروب الطائفية وحكم المحاصصة والميليشيات المقيت مهما تذرع بشعارات الدولة المدنية ونبذ المحاصصة والفساد. تحالف الصدري – الشيوعي هو مثل تحالف  الفيل والنملة والصدر – الفيل – كما نرى الان لوحده يتحكم بكل الأمور في سائرون وينفرد بالقرارات والفتاوي! وليس للآخرين في سائرون بما فيهم الشيوعيين – النملة – غير القبول بقرارات – سماحة القائد !- والترويج وإيجاد المبررات لها بما فيها التحالف مع قوى غارقة في الاجرام والفساد.
كان يمكن  للحزب الشيوعي ان يكون الطرف الأساسي والرئيسي – الأخ الأكبر! – في تحالف يساري علماني ديمقراطي واسع بدلا من دور هامشي ذيلي – الأخ الأصغر! –  في تحالف مع تيار ديني يعمل من اجل إرساء حكم – ولاية الفقيه – العراق وممارسات مقتدى الصدر تعكس ذلك بشكل واضح.
قيادة الحزب الشيوعي العراقي لأسباب مختلفة لم تطرح مسالة الدخول في تحالف سائرون إلى استفتاء داخلي حقيقي على أعضاء الحزب، واعتقد من الأنسب ان تقوم بذلك الان وتطرح مسألة البقاء او الخروج من سائرون للعقل الجماعي الحزبي والاستفتاء عليه لكي يتخذ القرار الأنضج والأنسب ولكي لا تتكرر أخطاء تجارب الجبهات السابقة التي كان الشيوعيين أول ضحاياها!.
تقديري واحترامي الكبير لكل الرفاق والرفيقات في الحزب الشيوعي العراقي بغض النظر من الموقف من سائرون.
_________________________
16 حزيران 2018

تحية طيبة
اشكر جميع من شارك في الحوار حول الموضوع بغض النظر عن الاتفاق او الاختلاف بما فيهم من كتب تعليقات حادة.
استخدامي لمصطلح تحالف – الفيل والنملة – هو توصيف كمي  لعكس الخلل الكبير في التوازن الموجود في تحالف سائرون بين التيار الصدري والحزب الشيوعي العراقي من حيث القوة التنظيمية والعسكرية والمالية والدعم الإقليمي الكبير للتيار الصدري مقارنة بالحزب الشيوعي مما سيكون من الصعب الحديث عن توازن منطقي في آليات اتخاذ القرار في – سائرون- التي يحتكرها مقتدى الصدر، ويعلم الجميع ان التيار الصدري كان احد أقطاب الحكم الفاسد والمستبد في العراق وشارك بميلشياته وبأسمائها المختلفة في الحروب الطائفية والانتهاك الواسع لحقوق الإنسان. ومن هنا استخدمت مصطلح – النملة – لوصف الدور الضعيف و الهامشي للحزب الشيوعي في اتخاذ القرارات في تحالف -سائرون- حيث الأغلبية العظمى هي للصدريين – الفيل – وتصريحات وتحالفات الصدر ما بعد الانتخابات تعكس ذلك بوضوح، ولم اقصد مطلقا الإساءة للرفاق والرفيقات في الحزب الشيوعي العراقي الذي أكن له كل التقدير والاحترام ولي الشرف الكبير في اني ناضلت في صفوفه ومازلت اعتبره القطب اليساري الأكبر في العراق، وكيساريين من العادي ان نختلف في هذا النقطة او تلك ومنها الموقف من – سائرون- ولكن نقاط التقاء التي تجمع اليسار العراقي هي كثيرة جدا وهي الأهم الآن ولابد ان نعمل وننسق معا في ضوئها، ومن الضروري الحوار الحضاري البناء حول الاختلافات.
اكرر شكري وامتناني للجميع على مساهمتهم في الحوار مع كل المودة والاحترام

رزكار عقراوي

يساري مستقل

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular