.
بعد شهر واحد من الكشف عن استخدام ميليشيات مرتبطة بإيران الأراضي العراقية لشن هجمات بالطائرات على مصالح سعودية، بحسب تقرير لأسوشييتد برس، تستقبل الرياض بشكل احتفالي رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الذي يجري، بدءا من الأربعاء، زيارة رسمية للمملكة.
واستقبل الكاظمي وفد سعودي كبير كان على رأسه ولي العهد محمد بن سلمان الذي رافق رئيس الوزراء العراقي في جولة لساعات توزعت بين استقبال رسمي وتوقيع اتفاقيات وجولة بعربات صغيرة قادها ولي العهد وإلى جانبه الكاظمي في حي الطريف التراثي في منطقة الدرعية.
#عاجل
سمو #ولي_العهد يصطحب دولة رئيس وزراء #العراق في جولة بحي #الطريف التاريخي بالدرعية.#واس pic.twitter.com/hD8MR4nzyz— واس الأخبار الملكية (@spagov) March 31, 2021
وخلال الاستقبال في المطار، أدت طائرات سعودية مقاتلة تحية للكاظمي بتشكيل ألوان العلم العراقي في السماء، كما ضربت المدافع السعودية 21 طلقة تحية لرئيس الحكومة والوفد الكبير الذي جاء معه والذي تكون من مسؤولين أمنيين واقتصاديين في أغلبه.
ويقول الباحث السياسي العراقي هيثم المياحي إن “المحور العربي الجديد وبناء العلاقات مع شركاء اللغة والثقافة تأخر كثيرا وأصبح ضرورة”، مضيفا أن “المملكة العربية السعودية ترغب وبقوة ببناء العلاقات مع العراق رغم الاستعراض العسكري الأخير الرافض لربط العراق بالمحور العربي”.
المياحي كان يشير إلى استعراض ميليشيا “ربع الله” في بغداد والتي دأبت على مهاجمة السعودية والإمارات ودول عربية أخرى، في ترديد لخطابات ميلشيات أكثر تأثيرا مثل عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله.
ويقول المياحي لموقع “الحرة” إن “العراق بحاجة لبناء علاقات استثمارية واقتصادية وليس علاقات سياسية فقط مع المملكة العربية”، خاصة بعد “استقبال كبير” أرسل رسائل إيجابية، بحسب المياحي، تشير إلى رغبة القيادة السعودية في تعميق العلاقات مع العراق.
وعلى الرغم من الهجمات الإعلامية والعسكرية التي تستهدف علاقات بغداد بالرياض يقول المياحي إن “السعوديين يدركون من وراء الهجمات (..) ومن يخطط لها في داخل العراق”، ويؤكد قوله “بالنتيجة علينا تحمل نتاج هذا المحور الجديد والاستمرار في فتح أفق التعاون ومد الجسور العراقية العربية”.
وقال بيان لمجلس الوزراء العراقي، الأربعاء، إن بغداد والرياض وقعتا خمس اتفاقيات ومذكرات تفاهم مشتركة منها اتفاقية لمنع الازدواج الضريبي واتفاقية تمويل الصادرات السعودية، واتفاقية مشتركة للتعاون في مجال التخطيط التنموي ومذكرة للتعاون المشترك بين دار الكتب والوثائق الوطنية في جمهورية العراق، ودار الملك عبد العزيز في السعودية ومذكرة تفاهم بين شبكة الإعلام العراقي وهيئة الإذاعة والتلفزيون السعودية.
لكن كل هذا قد لا يكون كافيا، بحسب محللين عراقيين توقعوا حدوث “ضغط سياسي ومسلح” لعرقلة التقارب بين العراق والمملكة.
وتوقع السياسي المستقل محمد السعبري أن تكون السعودية أرادت “دعم الكاظمي وإظهاره أمام خصومه (بشكل) قوي كي يكون أقوى من خصومه في الداخل”.
وفيما أشار السعبري في حديث مع موقع “الحرة” إلى احتمالية حدوث “ضغط سياسي داخل العراق” لمواجهة التقارب مع السعودية، استبعد أن يتحول ذلك الضغط إلى “هجمات” عسكرية تقوم بها فصائل مسلحة.
لكن المحلل الأمني فيض الله محمد كان أكثر تشاؤما، وأكد إن “الميلشيا أظهرت نمطا جديدا في المعارضة السياسية منذ تسلم الكاظمي مسؤولية الحكومة وهو استخدام السلاح بشكل علني لتمرير إراداتها”.
ويعتقد محمد، وهو باحث في مركز دراسات سياسية في العاصمة بغداد، أن “تحسين العلاقات بين بغداد والرياض هو خط أحمر بالنسبة للميليشيات المدعومة من إيران، لأن إيران لا تريد ذلك وتريد المحافظة على نفوذها في العراق لتهديد المصالح السعودية”.
ويقول محمد لموقع “الحرة” إن “وقوع هجمات على السعودية أو على الحكومة نفسها أمر شبه مضمون في حال كان التقارب مع السعودية منهجا ثابتا وليس تكتيكا من قبل الحكومة العراقية لحشد الدعم الإقليمي لتوجهاتها المعارضة لنفوذ الميليشيات”.
في النهاية، يضيف محمد “إيران تتحكم بجزء كبير جدا من المشهد العراقي، وأخذ ذلك منها أو تهديده لن يكون سهلا، خاصة إذا جاء من أحد أكبر أعدائها في المنطقة، وهي المملكة”.