کما کان متوقعا، فإن الشعب الايراني بادر للتحرك إحتجاجا على الاتفاقية التي وقعها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية مع الصين والتي وکما أکدت العديد من الاوساط السياسية والاعلامية المطلعة بأنها إتفاقية مجحفة في غير صالح إيران وإن هدفها الاساسي والملح هو العمل من أجل المحافظة على النظام وضمان عدم سقوطه، فقد إندلعت مساء الاثنين الماضي احتجاجات في طهران أمام البرلمان الإيراني ضد توقيع هذه الاتفاقية وأظهرت مقاطع فيديو عديدة نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي عشرات المواطنين يطالبون بنشر محتوى الاتفاقية وهم يهتفون “إيران ليست للبيع”، کما وجهت دعوات عديدة على وسائل التواصل الاجتماعي للاحتجاج على الاتفاقية في مختلف المحافظات الإيرانية، ووصفت احتجاجات طهران بأنها نقطة البداية لهذه الحركة الشعبية الرافضة لهذه الاتفاقية المشبوهة التي لايبدو إنها ستمر بردا وسلاما على النظام.
ومع إن سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني، علي شمخاني، کان قد بادر للرد على قلق جو بايدن بتغريدة على تويتر يوم الاثنين قائلا ” بأن بايدن محق في قلقه بسبب الشراكة الاستراتيجية بين إيران والصين وهو جزء من سياسة المقاومة النشطة”، وهذا التعبير تحديدا، أي”سياسة المقاومة النشطة”، يعيد للأذهان الشعار الذي کان ينادي به الولي الفقيه خامنئي خلال الاعوام السابقة أي”الاقتصاد المقاوم”، والذي أثبتت الاحداث والتطورات من إنه قد زاد الشعب الايراني بٶسا وفقرا وحرمانا وجعل الاوضاع أسوأ من السابق بکثير، والانکى من ذلك إن الشعب الايراني بعد أن تندر وسخر کثيرا بشعار “الاقتصاد المقاوم” فإنه يتندر ويسخر الان الشعار والمطلب الجديد الذي رفعه بشأن ماسماه ب”الحکومة الاسلامية الفتية” من أجل تجاوز الاوضاع الصعبة وتخطيها کما کان قد فعل مع الشعارات السابقة، وإن شمخاني إذ يقوم بالبدء لتسويق هذا الاتفاق وتجميل مضمونه البشع الذي يهدف لتکبيل إيران ووضعه للبيع، فإن الشعب الايراني لايمکن أبدا أن ينطلي عليه هکذا ألاعيب وخدع معروفة لهذا النظام، ذلك إنه بات يعلم جيدا بأن بقاء وإستمرار هذا النظام يعني فيما يعني دفعه للمزيد من الاثمان الباهضة على ذلك، وهذا ماهو قد دفعه ويدفعه للتحرك ضد هذا النظام والقيام بثلاثة إنتفاضات عارمة نادت بإسقاطه، ومن دون شك فإن النظام وبعد أن صار معروفا لديه بحالة التفاعل والتداخل غيڕ العادية بين الشعب وبين المقاومة الايرانية والاتفاق على مبدأ إسقاط النظام وتغييره جذريا بإعتباره الحل الوحيد لکافة مشاکل الشعب الايراني وأوضاعه السلبية، فإن هذا النظام وکرد فعل على هذا الموقف الحازم ضده وکذلك ضد عزلته الدولية القاتلة، فإنه لم يجد أمامه من سبيل سوى عرض إيران للبيع کي يتخلص من کل ذلك، ولکن؛ هل يمکن لهذا النظام أن يتوفق بمسعاه المشبوه والمرفوض من جانب الشعب الايراني؟ قطعا لا وألف لا، إذ أن الکلمة الفصل للشعب الايراني وهو ليس يرفض هذه الاتفاقية فقط بل إنه يرفض النظام نفسه جملة وتفصيلا!