.
كشف تقرير أجرته شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأميركية أن جائحة كورونا تسببت في تفاقم تجارة المخدرات في العراق، وتسيطر عليها ثلاث جهات هي الميليشيات الموالية لطهران والجماعات السنية المتطرفة والعصابات الإجرامية.
ولفت التقرير إلى أن ارتفاع نسب البطالة في البلاد بالتزامن مع الأزمة الاقتصادية التي سببتها الجائحة رفع من أعداد المتعاطين للمخدرات، فيما أكد مصدر في وزارة الداخلية العراقية لموقع “الحرة” أن الفئات العمرية الأكثر تعاطيا هي للشباب بين 16 و39 عاما.
ووفقا لمسؤولين عراقيين تحدثوا لشبكة “سي إن إن” فإن عمليات تهريب المخدرات بلغت ذروتها في عام 2014 مع سيطرة تنظيم داعش على أجزاء من العراق.
ويؤكد مصدر في وزارة الداخلية العراقية لموقع “الحرة” أن أكثر المخدرات استخداما في العراق هي مادة الكريستال وتليها الكبتاغون وثم الترياق.
ويضيف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالحدث لوسائل الإعلام، أن الفئات العمرية الأكثر تعاطيا لهذه المواد تتراوح بين 16 و39 عاما.
ويتابع المصدر أن محافظات البصرة وميسان وواسط وبغداد تمتلك المعدلات الأعلى لأعداد المتعاطين للمواد المخدرة.
وقال المسؤولون لشبكة “سي إن إن” إن مادتي الكبتاغون والأمفيتامين المخدرتين كانتا تحظيان بشعبية واسعة في صفوف مقاتلي التنظيم ويتم إدخالهما للعراق عبر سوريا.
لكن حملة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد داعش أدت إلى تعزيز الوجود الأمني على طول الحدود العراقية السورية، مما أدى إلى تحول تجارة المخدرات إلى مناطق جنوب العراق المحاذية للحدود مع إيران.
وأكد كبار مسؤولي مكافحة المخدرات لشبكة “سي إن إن” أن الغالبية العظمى من مادة الكريستال المخدرة، والتي تشكل نحو 60 في المئة من تجارة المخدرات في العراق، تأتي من إيران.
ونقلت الشبكة عن العقيد محمد علوان، وهو مسؤول وحدة المخدرات في منطقة بغربي بغداد، القول إن “دول الجوار تستخدم المخدرات لتدمير المجتمع والاقتصاد في العراق”.
وأضاف “أنشأنا عدة قنوات مع الجانب الإيراني للتعامل مع هذه القضية، لكننا لم نتوصل إلى اتفاق لمعالجتها”.
ويقدر علوان أن نحو 10 في المئة من السكان في منطقة عملياته مدمنون على المخدرات، ومعظمهم من المدمنين على الكريستال.
وتشير “سي إن إن” إلى أن وزارة الخارجية الإيرانية لم ترد على طلباتها للتعليق على عمليات التهريب عبر الحدود.
بالمقابل يشير التقرير إلى أن وحدة مكافحة المخدرات، التي تعاني من نقص في الموارد البشرية والتمويل، لم تتمكن خلال فترة عملها من القبض على تجار رئيسيين في أي مكان في البلاد، على الرغم من الغارات المتكررة التي نفذتها في جميع أنحاء العراق.
ويؤكد المسؤولون العراقيون أن المستفيدين من تجارة المخدرات في العراق يتراوحون بين الجماعات السنية المتطرفة والميليشيات الشيعية المدعومة من إيران والعصابات الإجرامية.
وتنقل الشبكة عن اللواء عماد حسين، من شرطة مكافحة المخدرات، قوله إن “تجار المخدرات لديهم طرقهم، وعادة ما يقدمون المخدرات مجانا للفقراء والعاطلين عن العمل لإغرائهم حتى يدمنوا”.
ويضيف “ثم يبدأ هذا الشخص في سرقة الأموال لدفع ثمنها أو ربما يتحول فيما بعد إلى موزع”.