الإشارات بدأت تتوالى من طهران لتٶکد حقيقة أن التأثيرات والانعکاسات السلبية للحزمة الاولى من العقوبات الامريکية على إيران واضحة جدا مع وجود مٶشرات عملية تٶکد بأن تفعيل الحزمة الثانية من العقوبات ستدفع الاوضاع نحو منعطف حساس وبالغ الخطورة وإن هناك قناعة تامة في الاوساط السياسية في طهران ومن کلا الجناحين الرئيسيين في النظام بذلك.
مسعود بزشکيان، نائب رئيس البرلمان الايراني، طرح رٶيا تشاٶمية غير عادية عن الذي ينتظر النظام بعد تفعيل الحزمة الثانية من العقوبات عندما صرح بمنتهى الوضوح قائلا: “يجب أن نحذر لأن أمامنا أياما صعبة. في الأشهر القادمة، سنواجه عجزا غير مسبوق في الميزانية، ويجب أن ننتظر كيف يريد النظام مواجهة هذهالظروف”، بزشکيان إستطرد معترفا وعلى مضض بالقول: “نحن في حرب اقتصادية أكثر صعوبة من التي شهدناها في حربنا مع العراق، لكن المسؤولين لا يريدون التصريح بذلك للشعب”! وعندما نقرأ مابين السطور نعلم بأن هناك عجز واضح لدى طهران في هذه الحرب وإقرار مبطن بتوقع الهزيمة فيها.
هذه التصريحات لاتأتي جزافا لو دققنا في الاوضاع السائدة في إيران في ظل الحکم الحالي الذي يبدو إنه يواجه ظروفا بالغة الصعوبة ليس بإمکانه أبدا التغطية عليها ويکفي أن نشير الى تصريح ملفت للنظر لرئيس مجلس إدارة رابطة المرشدين الاجتماعيين “حسن موسوي جلك” خلال مقابلة معه عندما قال بأنه” في كل ساعة يدخل 50 شخصا السجون الإيرانية أي 1200 شخص كل يوم”، وهذا أکبر دليل على مدى تأثر الاوضاع الاجتماعية التي تواجهها إيران حاليا بالاحداث والتطورات الجارية ولاسيما بالاوضاع الاقتصادية الصعبة التي تسير من سئ الى الاسوأ.
الاجواء المتخمة بالاحتقان بمختلف أنواعه في سائر أرجاء إيران، وتزايد الاحتجاجات وفقدان النظام لشعبيته التي کان طالما يستشهد بها وحتى صار يخاف من التجمعات الکبيرة من أن تنقلب عليه وبالا، هي التي يمکن أن تفسر وبدقة بالغة ماقد قاله هذا المسٶول الايراني في جانب آخر من کلمته: “وعدنا الشعب ودخلنا البرلمان بتصويتهم. ولا ندرك الآن أن شعار (أيها الإصلاحي وأيها الأصولي، لقد انتهت القصة” شعار حقيقي موجود في المجتمع”!
أکثر شئ يلفت الانظار الان هو تلاشي أو على الاقل إختفاء ظاهرة الصراع والتلاسن بين الجناحين بعد أن تيقنا من إن کلاهما مستهدفان ومرفوضان من جانب الشعب وهذا مايدل بأن النظام قد صار أمام مأزق لاخلاص منه وفي ضوء ذلك فإن قصة نظام ولاية الفقيه في طريقها لنهايتها غير السعيدة وفق کل الاحتمالات.