القلق الذي ينتاب العالم من البرنامج النووي للنظام الايراني وعدم الثقة بما يٶکده هذا النظام بصدد سلمية برنامجه، قلق له مايبرره ولاسيما بعد أن کان هناك دائما مايٶکد على إن هذا النظام لايکف عن مساعيه السرية المشبوهة وإنه يواصلها وبطرق واساليب مختلفة، ومع ملاحظة إن منظمة مجاهدي خلق کانت أول من جعلت العالم يصحو من غفوته بشأن النوايا السرية المشبوهة للنظام الايراني في عام 2002، لکن وکما أکدت الاحداث والتطورات فيما بعد، فإن هذه النوايا ظلت مستمرة وقد أکدت العديد من تقارير المعلومات المتعاقبة على ماقد قام به هذا النظام بهذا الخصوص، واليوم ووفقا لتقرير للمخابرات الايرانية قامت صحيفة “واشنطن فري بيكون” Washington Free Beacon، بنشره فقد کشف هذا التقرير إن النظام الايراني قد سعى الى إنتاج أسلحة دمار شامل وأن هذه الجهود تواصلت حتى عام 2020، وهي جهود من المرجح أن تكون مستمرة وفقا للتقرير الاستخباراتي الجديد الصادر عن وكالة أمنية حكومية ألمانية.
إصرار النظام الايراني على مواصلة الجوانب السرية لبرنامجه النووي بل وحتى صدور تصريحات ومواقف من جانب مسٶولين في النظام تٶکد عزمه على انتاج الاسلحة الذرية، تجعل العالم يٶمن ويأخذ بما يأتي من معلومات في تقارير دولية بهذا الشأن، خصوصا وإنه وبحسب هذا التقرير، يعمل النظام الايراني على توسيع “ترسانته من الأسلحة من خلال إنتاج أو تحديث أسلحة ذات قدرات نووية”، وطبقا لما تقولهن الصحيفة فإن التقرير يقدم أقوى دليل حتى الآن على أن النظام الايراني يضلل العالم بشأن طبيعة برنامجه النووي.
المحاولات والمساعي المشبوهة التي لايکف عنها هذا النظام من أجل إنتاج الاسلحة الذرية، لايمکن أبدا فصله عن السياسات والنهج المشبوه الذي إتبعه ويتبعه هذا النظام في داخل إيران وفي المنطقة والعالم، ذلك إن النظام يصر على نهجه ولاسيما على قمعه للشعب الايراني ومصادرة حرياته وکذلك على تدخلاته في بلدان المنطقة وتصديره للتطرف والارهاب ولايريد أن يتخلى عنها وإنه ولکي يجعل من مايقوم به أمرا واقعا ومفروضا على المنطقة والعالم فإنه يتصور بأن حصوله على الاسلحة الذرية سوف تمنحه القدرة الکافية على عدم الاکتراث للمجتمع الدولي وعدم الانصياع لمطالبه بشأن إحترام مبادئ حقوق الانسان والکف عن الممارسات القمعية ضد الشعب الايراني وکذلك رفض الدعوات والمطالب الدولية من أجل إنهاء التدخلات السافرة للنظام في بلدان المنطقة ووضع حد لها، ولذلك فإنه سيبقى هذا القلق الدولي مالم يکن هناك من إتفاق نووي حازم وحاسم وصارم بحيث يقطع کل الطرق على هذا النظام ويجعله وجها لوجه أمام الامر الواقع.