لم تصل الطاقة الكهربائية والماء الصالح للشرب لحد الان إلى ناحية القحطانية (تل عزيز) جنوب قضاء سنجار (غرب محافظة نينوى) ذات الاغلبية الايزيدية، وهذا اصبح “المشكلة الأساسية للعوائل العائدة”.
“خلال تسعة أشهر الماضية عاد اكثر من 480 عائلة نازحة إلى مركز ناحية القحطانية، لكنهم لم تصلهم الخدمات لحد الان، على الرغم من مطالباتهم كثيرة” حسب قول العائد خودید جمیل حمو لـ(كركوك ناو).
خلال تسعة أشهر الماضية عاد اكثر من 480 عائلة نازحة إلى مركز ناحية القحطانية، لكنهم لم تصلهم الخدمات لحد الان
سعد إبراهيم عاد مؤخرا إلى مجمع “سيبا شيخ خدر” التابع لناحية القحطانية بعد سنوات قضاها في النزوح بمخيمات إقليم كوردستان، قال لـ(كركوك ناو)، بعد عودة أهالي جنوب جبل سنجار إلى مناطقهم والخدمات معدومة والمشاريع التي تنفذ فيه قليلة جداً مقارنة باعداد العائدين إليها”.
ناحية القحطانية والمجمعات التابعة لها عاد ما يقارب خمسة الاف انسان وجميعهم دون كهرباء وماء صالح للشرب على حد قول ابراهيم.
الكهرباء الوطنية معدومة وشحة بالمياه الصالحة للشرب
أهالي هذه المناطق طالبوا جميع الجهات المسؤولة والمنظمات المحلية والدولية بتوفير الخدمات المعيشية كالكهرباء والماء الصالحة للشرب وغيرها من الخدمات الأساسية الغير متوفرة.
مازن خليل عيدو العائد إلى مركز الناحية يوضح لـ(كركوك ناو) ان القحطانية لم يصلها الكهرباء نهائيا، على الرغم من عودة سكانها منذ اكثر من تسع الأشهر.
ويعول العائدين على المولدات الكهربائية الاهلية بتوفير الطاقة لساعات قليلة وذلك بعد دفع مبالغ مالية يعجز الكثيرون على توفيرها.
اما الماء الصالح للشرب، فلم يصل الناحية سوى سيارة حوضية توزع الماء يوميا على العائدين، حسب افادة عيدو.
لم يصل الناحية سوى سيارة حوضية توزع الماء الصالح للشرب يوميا على العائدين
وتعرضت القحطانية حالها حال اغلب المناطق الايزيدية في غرب محافظة نينوى إلى هجوم واسع من قبل عناصر تنظيم الدولة “داعش” في آب 2014، اسفر عن دمار كبير ونزوح اغلب سكانها.
وشدد عيدو على ضرورة مساعدة العائدين كونهم خرجوا من الإبادة الجماعية عندما شن تنظيم داعش هجومه على المناطق الايزيدية في آب 2014.
منذ حوالي سنة عاد ازاد حسين من النزوح إلى سكانه الأصلي قرية عزير القديمة تابعة للناحية، ومنذ عودته لحد هذه اللحظة لم تصله الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والماء.
لكنه يعتقد ان المنطقة تفتقر إلى بعض الخدمات الأخرى، مثل حدائق أو روضة للأطفال أو حتى زراعة بعض الأشجار.
وطالب جميع الجهات والمنظمات الخيرية والانسانية إلى مساعدة أهالي الناحية، وقال “نحن نشعر بالسرور بقدوم أي شخص او منظمة أو أي جهة لتنفيذ المشاريع”، وعبر عن استعداد أهالي الناحية لمساعدهم وتقديم “الواجب لهم” على حسب تعبيره.
ولم يقتصر افتقار القحطانية على الكهرباء والماء الصالح للشرب، فالناحية تفتقر أيضا للخدمات التي تقدمها دوائر الكهرباء، الأحوال المدنية، الزراعة والمياه، جميعها حاليا عبارة هياكل وبنايات فارغة من الموظفين.
وعود بتحسن الوضع
“العمل على ربط الناحية بالشبكة الكهربائية مستمر منذ أكثر من شهر ومازال العمل مستمراً وقد تم إتمام نسبة 90 ٪ من المشروع”، حسب قول مدير ناحية قحطانية خدیدا حسن.
اما عن موعد تجهيز المنازل بالطاقة، اكد حسن لـ(كركوك ناو) انه: سيتم إيصال الكهرباء إلى مواطني مركز الناحية الأسبوع القادم، أما بالنسبة لأطراف الناحية والقرى والمجمعات فسيكون هناك بعض التأخير لأيصال الطاقة الكهربائية إليها”.
سيتم إيصال الكهرباء إلى مواطني مركز الناحية الأسبوع القادم
“لدينا الكثير من المشاكل في الناحية مثل عدم فتح الدوائر الحكومية، فحالياً فقط دائرة الناحية والماء مع المراكز الصحية مفتوحة اما البقية لم يتم فتحها وذلك لأن موظفي الدوائر لم يباشروا في وظائفهم ومازالوا موجودين في اقليم كوردستان”، يوضح مدير الناحية.
العائد ازاد حسين يعبر عن ثقته بأن الاهل ناحية سيرجعون بأقرب وقت و يستقرون الى حياتهم الطبيعية حالما توفر الخدمات الأساسية فيها.
عمار عزيز- نينوى