كشفت القوات الأمنية في كركوك بأن مسلحين ينتمون لتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) كانوا يخططون لتنفيذ تفجيرات عن طريق خمسة انتحاريين لاستهداف عدة مؤسسات في مدينة كركوك خلال شهر رمضان.
في الساعة 8:45 دقيقة من صباح اليوم، الخميس 29 نيسان، قتلت القوات الأمنية انتحارياً يرتدي حزاماً ناسفاً قبل أن يتمكن من دخول مبنى جهاز الأمن الوطني في مدينة كركوك وتفجير نفسه، وتزامن الحادث مع اعتقال انتحاري آخر في نقطة تفتيش جنوبي المدينة.
مصدر في جهاز الأمن الوطني في كركوك قال لـ(كركوك ناو) “كانت لدينا معلومات مسبقة حول كلا الانتحاريَّيْن، لذا تمكنّا من افشال مخططهما قبل تنفيذهما”، وأكد قائلاً “حسب المعلومات التي حصلنا عليها، قام تنظيم داعش بإرسال ثلاثة انتحاريين آخرين الى مدينة كركوك لتنفيذ هجمات انتحارية، ونحن الآن بصدد البحث عنهم.”
جثة الانتحاري الذي قًتِل أمام مقر جهاز الأمن الوطني في كركوك لم تتشوه بالكامل، الأمر الذي ساعد القوات الأمنية على معرفة هويته.
وفقاً لتحقيقات الأجهزة الأمنية، الانتحاري من أهالي قرية في أطراف كركوك وقد التحق بتنظيم (داعش) منذ سنوات.
وأشار المصدر الى أن “الانتحاري كان يرتدي دشداشة، والى جانب الحزام الناسف كان يحمل سلاحاً من نوع كلاشنيكوف، وكان يستهدف دخول مقر جهاز الأمني الوطني عبر السياج الخلفي للمبنى، نظراً لأنه ليس عالياً ويستطيع تسلقه، لكننا كنا نملك معلومات مسبقة حول العملية، لذا منعناه من تنفيذ مخططه وأطلقنا عليه النار.”
يقع مقر جهاز الأمن الوطني بالقرب من غرفة تجارة كركوك ومنطقة ساحة الاحتفالات وسط مدينة كركوك. يضم المبنى عدداً من المعتقلين بتهم تتعلق بالإرهاب والاتجار بالأعضاء البشرية.
وأكد المصدر بأن الانتحاري الذي اعتُقِل في نقطة تفتيش جنوبي كركوك كان ينوي استهداف مؤسسة أمنية في كركوك.
عقب الحادث، انتشرت القوات الأمنية في عدة مناطق داخل المدينة، في حين تم اغلاق بوابات عدد من الأجهزة الأمنية بصورة مؤقتة، من بينها جهاز الاستخبارات في كركوك.
“خمسة انتحاريين كانوا ضمن مخطط لاستهداف المحكمة، مقر جهاز الأمن الوطني وجهاز الاستخبارات، في الوقت الحاضر تفتش القوات الأمنية عن ثلاثة انتحاريين آخرين يُعتَقَد بأنهم سيغيرون خططهم بعد احباط الخطوة الأولى لداعش”، وأضاف المصدر “يُرَجّح أن يكون مخطط داعش رداً على اعتقال القوات الأمنية في كركوك لسبعة من مسلحي وقياديي التنظيم في الفترة الماضية وانكشاف أغلب خططهم و تنظيماتهم.”
خمسة انتحاريين كانوا ضمن مخطط لاستهداف المحكمة، مقر جهاز الأمن الوطني وجهاز الاستخبارات، في الوقت الحاضر تفتش القوات الأمنية عن ثلاثة انتحاريين آخرين
حسب متابعات (كركوك ناو)، اعتُقِل خلال هذا الشهر العديد من الأشخاص بتهم الارهاب والانتماء لتنظيم داعش، من بينهم أحد أمراء داعش، وفي 6 نيسان 2021 ألقت القوات الأمنية القبض على قياديين في التنظيم وأحالتهم الى المحكمة.
في 5 نيسان 2021، وجّهت قيادة غرفة العمليات المشتركة في كركوك كتاباً الى الأجهزة الأمنية المختلفة في كركوك، أَشير فيها الى تسلل “14 مسلحاً لداعش” الى داخل المدينة، بناءً على معلومات استخباراتية.
وذكرت الوثيقة التي تأكدت (كركوك ناو) من صحتها من عدة مصادر بأن المسلحين تسللوا عن طريق مركبة حمل محملة بمواد البناء وأنهم سيبدؤون بإطلاق القذائف من منطقة شركة طارق تمهيداً للإغارة على سجن التسفيرات في كركوك ومبنى المحكمة عن طريق انتحاريين.
حول قدرة القوات الأمنية للرد على تلك المخططات، قال المصدر في جهاز الأمن الوطني في كركوك، “وزعنا قواتنا على المؤسسات الأمنية والمحكمة، لدينا معلومات تفيد بأن ثلاثة انتحاريين آخرين متواجدون داخل المدينة والبحث عنهم مستمر.”
كوران بابان – كركوك