الدبور أو الزنبار حشرة من رتبة غشائيات الأجنحة ، هي ليست من النحل أو النمل ، ليجعلها تلعب دور عظيم في مكافآت الآفات الزراعية ، وكذلك الآفات الحشرية في المقام الأول، وتعيش في أمكان معينة دون غيرها حسب توفر الظروف الطبيعة له وهنا بيت القصيد من المقالة .
عش الدبابير خطة بريطانية مهدت لظهور داعش بأشراف الموساد ، وبالتعاون مع وكالة الأمن القومي الأمريكية حسب ما كشفه المتعاقد معهم ادوارد سنودن ، لخلق تنظيم إرهابي قادر على استقطاب المتطرفين من كافة إنحاء العالم في مكان واحد في عمليةيرمز لها ب عش الدبابير ، هدفها حماية إسرائيل بإنشاء دين شعاراته أسلامية من أحكام التطرف ترفض أي فكر أخر أو منافس لها ، وتحقيق أهداف أخرى لعدة أطراف . لنقول لماذا نجحت الخطة في اغلب بلدان العربية الإسلامية ؟
قد يقول قائل بسبب دقة وذكاء وحنكة من وضع الخطة ، لان من وضعها دول عظمى تمتلك الخبرات والإمكانيات الهائلة ، وهي تحسب ألف حساب لكل أمر حساب اليهود المثال المعروف من الكل , وخطة لم تكون بين ليلة وضحاها ، بل لسنوات طويلة جدا ،من الدراسة والإعداد وبمشاركة أناس تعرف كل صغيره وكبيره في مجتمعاتنا ،وهي تغلغلت فيه بعدة طرق شيطانية,وهيئة الأجواء أو الظروف ( مثل ظروف عيش الدبابير ) لنجاح عمل التنظيم ، وكسب ود اغلب الناس وتعاطفهم معها,باسم الدين وإحكامه ومن أهل يثرب لأنهم اعلم بشعابها .
ليكون ردنا فعلا خطة شيطانية موضوعة بشكل دقيقة للغاية ومهني ، لكن الخلل أو المشكلة تتعلق في معظم مجتمعاتنا ، بما تعاني من مشاكل عديدة في مختلف الجوانب والنواحي،سهلت أو ساعدت في انتشار الأفكار الإرهابية المجرمة، التي لم ترحم صغير أو كبيرا ، ولم تستثني احد لا سني ولا شيعي ولا مسيحي ولا غيرهم .
لعل الأسباب عديدة لانتشار هذه الجماعات ومناقشاتها بشكل تفصيلي بحاجة إلى عدة مقالات ، لكن جانبين سنتحدث عنهم ، وهم سبب رئيسي في الفشل من مواجهة هذا الإعصار المدمر ليومنا هذا ، انه الجانب الديني وعلماء الأمة من مختلف الطوائف ، حيث كانت خطاباتهم وتوجيهاتهم للناس ليس في المستوى المطلوب ،ولم تلتقي مع تحديات ومقتضيات المرحلة الحرجة، وخصوصا شباب هذا الوقت في التوصل والتفاعل معهم ، وهم يعيشون في مشاكل شتى ، بين انتشار الأفكار المزيفة والمنحرفة من علماء السوء في غسل عقولهم وترسيخ أفكارهم الشيطانية و باسم الدين الحنيف ، التي استطاعت كسب عقولهم ومحاكاة أفكارهم ،وبين معاناة الشباب من جور حكامهم وتسلطهم عليهم ، وحرمانهم من اقل حقوقهم المشروعة ،لا عمل لا حياة جيدة ، وهم يرونهم يعيشون في قصور مشيدة ،وحتى المجتمعات تتحمل الجزء الأكبر من المشكلة حيث أصبحت غارقة بطوفان من الانحلال في الأخلاق والقيم والثوابت الاجتماعية التي فقدانهم باسم أكذوبة الحرية والديمقراطية ، ولا يحق لأحد الاعتراض عليه تحت أي مبرر .
المتاجرة في الدين الجانب الثاني من الكل الحكام و بعض رجال الدين والتجار والحقيقة من الغالبية العظمى من اجل غايات تخدم مصالحهم ، حيث أصبح الدين من الكل يفسر كل حسب مصلحة والفائدة .
وبهذا الأسباب وغيرها نجحت الأيادي الخبيثة في تنفيذ خطتها وكسب البعض وخصوصا الشباب وتكوين عش الدبابير من اجل تنفيذ خططهم وتحقيق غاياتهم وأهدافهم المرسومة لدول المنطقة ومنها العراق وسوريا .
كما قالنا في بداية الحديث الظروف التي تساعد حشرة الدبور أن لم تكون موجودة يصعب عليه العيش ومكافآت الآفات الزراعية والحشرية .
وبنفس الحال لو كانت مجتمعاتنا قوية فكريا وعقائديا ، وخطاب ديني موحد معتدل هادف ، والاهم يكسب الناس والشباب ويزرع ثقافة الحوار والتعايش واحترام كل حسب اعتقاده دون تحريض ، لما نجحوا في خطتهم التدمرية لنا جميعا،والفرصة مازالتمتاحة وقائمة أمامنا في مكافحة الإرهاب وبمشاركة الكل وخصوصا من الأمة علماء الصالحين في توحيد الخطاب الديني من اجل إنقاذ الأمة وإيقاف سيول الدماء وتدمير المدن من مأرب الشياطين .