السبت, نوفمبر 23, 2024
Homeمقالاتإنه أکثر من إنتصار : منى سالم الجبوري

إنه أکثر من إنتصار : منى سالم الجبوري

في الوقت الذي يواجه فيه نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية أوضاعا بالغة السلبية على مختلف الاصعدة عموما وعلى الصعيد الداخلي خصوصا والذي يشبه برکان يغلي بقوة وقد ينفجر في أية لحظة، فإن مفاوضات فينا النووية لاتسير کما يشتهي هذا النظام بل إن مايريده ويتمناه من وراء هذه المفاوضات لايزال أبعد مايکون عن التحقيق، خصوصا وإن الاصوات المتصاعدة في واشنطن والمطالبة بإستمرار سياسة الحد الاقصى من الضغط على النظام الايراني، ليس تتزايد فقط، بل وإن هناك سياق وإتجاه صار يبرز في الاوساط والمحافل السياسية الامريکية الصانعة للقرار، يطالب بالابتعاد عن المراهنة على هذا النظام والالتفات الى النضال الذي يخوضه الشعب الايراني من أجل الحرية والى الدور والنشاط الفعال الذي تقوم به المقاومة الايرانية على صعيد الاوضاع في إيران وبروزها کبديل للنظام.

إستمرار مفاوضات فينا في أجواء تبدو عليها الضبابية بوضوح وعدم تحقيق أي تقدم ملموس يمکن أن يستفيد منه النظام الايراني کي يستخدمه من أجل تهدئة الشعب الايراني والتمويه عليه، أمر يقلق النظام الايراني کثيرا ولاسيما بعد أن إستنفذ مناوراته المختلفة من أجل خداع الامريکيين وإبتزازهم، لکن من الواضح جدا إن قلقه هذا قد إزداد کثيرا بعد أن قدمت غالبية أعضاء الكونغرس الأمريكي قرارا بتوقيع 225 عضوا من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، هذا القرار الذي يحمل الرقم 118، إضافة الى تأکيده على الاعتراف بحق الشعب الإيراني في إقامة جمهورية ديمقراطية مبني على فصل الدين عن الدولة وإيران غير نووية. فإنه يدين انتهاك حقوق الإنسان والارهاب الحكومي من قبل النظام الإيراني والعملية الإرهابية في تجمع عشرات الآلاف من الأشخاص في باريس في 30 يونيو 2018 لدعم إيران حرة وخطة السيدة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية المكونة من 10 نقاط لمستقبل إيران. ويمکن إعتبار هذا القرار بأنه أکثر من إنتصار سياسي باهر للمقاومة الايرانية خصوصا وإنه ينص على أن الشعب الإيراني حرم من حرياته الأساسية، وکان هذا السبب وراء رفضه الديكتاتورية الملكية ويعارض الديكتاتورية الدينية. وهذا النص يعتبر إنتصار لمسعى طالما ناضلت من أجله المقاومة الايرانية في سبيل إغلاق الابواب أمام أي مساعي تهدف الى فرض الديکتاتورية مرة أخرى على الشعب الايراني.

هذا القرار الذي وقعه غالبية النواب الامريکيين من الحزبين، أشار أيضا الى العملية الارهابية التي قام بها الدبلوماسي الارهابي أسدي من أجل تفجير التجمع السنوي للمقاومة الايرانية في عام 2018، وکذلك الى إنتفاضة نوفمبر 2019، التي قتل فيها النظام أکثر من 1500 منتفضا بوجهه، وهو مايجب أن يصيب النظام الايراني بأکثر من القلق والخوف إذ أن هذا القرار وماسيتبعه مستقبلا من دون شك، سيکون بمثابة نذير عاصفة ستهب عاجلا أم آجلا على هذا النظام وتجعله أثرا بعد عين!

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular