الإثنين, نوفمبر 25, 2024
Homeاخبار منوعةتعرف على يونِتي ميتفورد، سيدة المجتمع البريطانية التي أصبحت مهووسة بأدولف هتلر

تعرف على يونِتي ميتفورد، سيدة المجتمع البريطانية التي أصبحت مهووسة بأدولف هتلر

انتقلت (يونتي فالكيري ميتفورد) إلى ألمانيا عام 1933 لتقترب من (أدولف هتلر)، وتمكنت من أن تصبح إحدى أقرب المعجبين به.

(يونيتي ميتفورد) والزعيم النازي (أدولف هيتلر).

.

على الرغم من أن (يونتي ميتفورد) ولدت لعائلة من النبلاء البريطانيين، وكانت ذات صلة بـ (وينستون تشرشل) من خلال زوجته، إلا أنها كانت فاشية صريحة مفتونة بـ (أدولف هتلر). وصفتها المخابرات البريطانية بأنها ”نازية أكثر من النازيين“، حتى أن (ميتفورد) حظيت بإعجاب (هتلر) بذاته، الذي وصفها على أنها ”عينة مثالية من الأنوثة الآرية“.

افتتان (ميتفورد) بالزعيم انتهى بمأساة. انقسم ولاؤها بشكل مؤلم، حيث حاولت الانتحار بعد غزو (هتلر) لبولندا في عام 1939. ولكن بالرغم من إطلاقها النار على رأسها، لكنها لم تمُت جراء الإصابة. تم إرسالها إلى سويسرا لتتعافى، ثم تم إعادتها إلى إنجلترا من قِبل والدتها وأُختها.


عاشت (يونتي ميتفورد) بقية حياتها كعاجز. في النهاية، حققت الرصاصة في دماغها هدفها الأساسي، حيث توفيت بسبب التهاب السحايا في عام 1948 عن عمر يناهز 33 عامًا.

هذه هي القصة الغريبة عن (يونتي ميتفورد)، سيدة المجتمع البريطانيّة، التي رُبما أغوت (أدولف هتلر).

(يونتي میتفورد) وفضائح الأخوات (ميتفورد)

صورة نادرة ليونتي ميتفورد (أقصى اليسار) وأخواتها. عُرفت أخوات ميتفورد بحياتهن المختلفة – والفاضحة في كثير من الأحيان.

ولدت (يونتي) في لندن في الثامن من أغسطس عام 1914. بطريقة ما، بدا مُقدراً لها أن تطارد النازية، كما عُرف عنها في سواستيكا، أونتاريو، اسمها الأوسط كان ”فالكيري“، وهي شخصية نسائية من الميثولوجيا الإسكندنافية التي تختار من يعيش ومن يموت في المعركة.

وُلدت (ميتفورد) لعائلة أرستقراطية كبيرة، عُرِفت بداية حياتها بجُهدها الدائم لتمييز نفسها عن شقيقاتها الست. كتبت (جان دالي)، المسؤولة عن كتابة سيرة حياة أختها (ديانا ميتفورد)، أن كل أخت سعت لِتُميز نفسها في السنوات اللاحقة. حيث قالت: ”وجدت (يونتي) الحياة في عائلتها الكبيرة صعبة للغاية لأنها جاءت بعد هؤلاء الأخوات الأكثر ذكاءً وجمالاً وأكثر براعةً“. لتُبرِز نفسها، كما تدّعي (دالي)، قامت (يونتي ميتفورد) بملء منضدتها بالحملات الدعائية عن الاشتراكية الوطنية.


(يونتي ميتفورد) في زي القميص الأسود مع (فريتز شتادلمان)، مساعد هتلر في برلين، ألمانيا 1933.

شكّل هذا الديكور الجديد تناقضاً حاداً مع جانب أختها (ديكا) من الغرفة، والذي كان مغطى بملصقات لـ (فلاديمير لينين). كتبت (ماري س. لوفيل)، مؤلِفة كتاب «الأخوات: قصة عائلة ميتفورد» أن (يونتي) قالت: ”سأذهب إلى ألمانيا لمقابلة هتلر“، بينما قالت (ديكا): ”سأهرب بعيدًا وأُصبح شيوعية“. جذبت مثل هذه التصريحات انتباه والديهما، فكان أمر (هتلر) هذا مريب جداً، حيث كان أثرياء عائلة (ميتفورد) غاضبين من هوس ابنتهم المتمردة المُكتشف حديثًا، على الرغم من أن والدتها دعمت الفاشية بشكل عام.

وأشارت (دالي) إلى أن ”الرغبة في إحداث صدمة كان أمراً مهماً، والطريقة التي جعلتها تشعر بأنها مميزة، عندما اكتشَفَت أن النازية كانت فرصة رائعة لصدمة الجميع في إنجلترا، وجدت أكبر إثارة في حياتها على الإطلاق“.

ولذلك، أخذت (يونتي ميتفورد) تقود السيارة التي علّقت فيها قلادة الصليب المعقوف، وكانت تلقي التحية النازية على العائلة والأصدقاء. سُرعان ما تحول هوسها إلى شيء ملموس. في عام 1933، ذهبت (يونتي) إلى ألمانيا.

اغتنام مكانة في دائرة المقربين لـ (هتلر)

3 من الأخوات ميتفورد في عام 1932. من اليسار إلى اليمين: يونتي ميتفورد، ديانا ميتفورد، ونانسي ميتفورد. 

لم تكن (يونتي ميتفورد) الأخت الوحيدة المغرمة بالفاشية. بدأت شقيقتها الكبرى، (ديانا)، علاقة غرامية مع (أوزوالد موزلي)، زعيم الاتحاد البريطاني للفاشيين. ضد رغبة والدهما، انضمت الأختان إلى (منظمة موزلي) في رحلة إلى نورمبرج، ألمانيا، حيث حضرتا حدث نورمبرج الشهير عام 1933 الذي تنبأت بنهوض (هتلر).


مفتونة برؤية (هتلر)، سارعت (يونتي) بانتقالها إلى ميونيخ على أمل مقابلته شخصياً. عند وصولها إلى المدينة، ترددت على مطعمه المفضل «أوستريا بافاريا» لعدة أشهر، وجلست على بُعد طاولة أو اثنتين عن الزعيم حتى لاحظها ودعاها لتناول العشاء معه بعد ظهر أحد الأيام.

رأى (هتلر) القدر في مسقط رأسها واسمها الأوسط، والذي كان أيضاً تكريماً لأحد الملحنين المفضلين له، (ريتشارد فاغنر)، الذي ألف مقطوعة Ride of the Valkyries.


باعتبارها أصبحت مُتيّمةً به، حرصت (ميتفورد) على متابعة لقائاتهما الـ 140. كتبت إلى أختها (ديانا) بعد لقائهما الأول: ”أعتقد أنني أسعد فتاة في العالم“. على الرغم من تحفظات (هتلر) الأولية حول (ميتفورد) –حيث كانت بنظر مساعدي (هتلر)، هي وأختها (ديانا)، ”عاهرات“، إلا أن الزعيم أصبح مغرماً بسيدة المجتمع البريطانية.

في نسخة من كتابه ”كفاحي–Mein Kampf“، الذي أهداه لها، كتب (هتلر)، ”أنا دائمًا معكِ مهما كنتُ بعيداً. أنتِ دائماً بجانبي. لن أنساكِ أبداً“.


الزعيم النازي (أدولف هيتلر) و(يونيتي ميتفورد) في صورة من عام 1936.

أثبتت (ميتفورد) نفسها كعضو مهم في دائرة المقربين لـ (هتلر). كانت ضيفة معروفة في بيرغوف، منزل إجازته في جبال الألب البافارية. كما جلست في غرفة خاصة خلال دورة الألعاب الأولمبية في برلين، ووقفت بجانب الزعيم عندما أعلن ضم النمسا بعد ذلك بعامين.

خلال هذا الوقت، لم تتمتّع (يونتي ميتفورد) بغنائم الحياة الفاشية المترفة فحسب، بل ساهمت بنشاطات الحزب النازي. حيث ألقت كلمة أمام الآلاف في تجمع لشباب هتلر، واعتُقلت في براغ لنشرها دعايات عن النازية، لم يكن ولاؤها للزعيم النازي سراً.


في عام 1935، كتبت رسالة مفتوحة تقول: ”نأمل في اليوم الذي سنكون قادرين فيه على القول بقوة وسلطة: إنجلترا للإنجليز! خالية من اليهود!“ في حال فوت أي شخص وجهة نظرها، أضافت (يونتي) ملاحظة، طلبت طباعة اسمها بالكامل، والسبب ”أريد أن يعرف الجميع أنني كارهة لليهود“. لكن لم يكن الجميع مسرورين بولاء (ميتفورد) لكبار النازيين.

قلِق بعض مساعدي (هتلر) من كونها جاسوسة للحكومة البريطانية، فـ (إيفا براون)، عشيقة (هتلر) منذ فترة طويلة، لم تتفهم أن ”فالكيري“ كانت تتنافس معها على حب الزعيم. وبحسب ما ورد، حاولت الانتحار بسبب غيرتها.


لكن (يونتي) ظلت متفانية في هوسها. وضمن أوراقها، التي تم فحصها بعد وفاتها، استرسلت قائلة إن كل ما تريده هو ”الذهاب إلى الجنة والجلوس هناك مع الزعيم إلى الأبد“.

محاولة الانتحار الفاشلة والسنوات الأخيرة

(يونتي ميتفورد) تغادر فندقاً في فولكستون بإنجلترا بعد محاولتها الانتحار 1940.

فيما حلمت (يونتي ميتفورد) بثورة فاشية في إنجلترا من شأنها أن توحد ألمانيا وبريطانيا دون إراقة دماء، اندفعت القوتان الأوروبيتان بسرعة نحو الحرب.


عندما حذّر (هتلر) الأخوات (ميتفورد) من أن الحرب مع إنجلترا بدت حتمية، أخذت (ديانا) بنصيحته وهربت من ألمانيا إلى إنجلترا. أما (يونتي) اختارت البقاء. قالت (ديانا) في مقابلة عام 1999: ”أخبرتني أنه إذا اندلعت الحرب، وهو أمر تمنينا جميعاً ألا يحدث، ستقتل نفسها لأنها لا تستطيع تحمل العيش ورؤية هاتين الدولتين اللتين تحبهما وهما تمزقان بعضهما البعض“.

عندما أعلنت بريطانيا الحرب على ألمانيا في أعقاب الغزو الأخير لبولندا عام 1939 ، أُفيد أن (ميتفورد) تحطم فؤادها. كتبت شقيقتها (ديبورا) لاحقًا: ”تحطّم كل شيء كانت (يونتي) تعيش من أجله بسبب اندلاع الحرب بين البلدين التي كانت تحبهما“.


باستخدام مسدس كان (هتلر) قد أهداها إياه، أطلقت (ميتفورد) النار على رأسها في الحديقة الإنجليزية في ميونخ. لقد نجت بأعجوبة. حيث نُقلت إلى مستشفى في ميونخ ورصاصة استقرت في رأسها، ثم نُقلت إلى مدينة برن في سويسرا المحايدة.

أشارت (ديبورا): ”لم نكن مستعدين لما رأيناه، حيث كانت ترقد على سريرها مريضةً جداً، وفقدت الكثير من وزنها، وكانت عيناها ضخمتان وشعرها متلبد، ولم يمسها أحد منذ أن اخترقت الرصاصة جمجمتها. كانت الرصاصة لا تزال في رأسها“. ثم احضروها أخيراً إلى منزلها في إنجلترا.


قبر (يونتي ميتفورد)، تم دفنها بين شقيقتيها (نانسي) و(ديانا). 

بعد محاولتها الانتحار، كانت (يونتي) بعيدة كل البعد عن الفتاة التي حاولت ذات مرة إغواء (أدولف هتلر). كتبت أختها (ديبورا): ”لم تستطع المشي، وكانت تتحدث بصعوبة وتغيرت شخصيتها، كما لو أنها قد أصيبت بجلطة دماغية. لم يكن مظهرها صادماً فحسب، بل كانت غريبة، شخصٌ ما لا نعرفه“.

في النهاية، استعادت (ميتفورد) القدرة على المشي والتحدث. ومع ذلك، ظل سلوكها طفولياً، وكأنها قد فقدت السنوات القليلة الماضية من حياتها.


لكنها حافظت أيضًا على هوسها بالسياسة. غالباً ما أخبرت القائمين على رعايتها أنه برغم سعادتها بالعودة إلى إنجلترا، لكنها لم تكن إلى جانبهم في الحرب. مع أنها لم تتذكر شيئًا عن محاولتها للانتحار، إلا أنها تذكرت ولاءها لـ (هتلر). حتى أنها أقسمت إذا أنجبت ابناً، فسوف تسميه (أدولف).

مع أنها عاشت أكثر من الزعيم بثلاث سنوات، إلا أنها لم تنجب ابنًا اسمه (أدولف). ولأن الرصاصة الموجودة في دماغها لم تتم إزالتها أبدًا، فقد أصيبت بحالة مميتة من التهاب السحايا وتوفيت في عام 1948. وهذه كانت الحياة التعيسة، لكن المليئة بالمغامرات، لسيدة المجتمع (يونتي ميتفورد).


RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular