1 ــ القاتل لا يولد ليقتل, لكنه ولأسبابه الأقتصادية والأجتماعية قد يصبح مجرماً, وقد يكون في بدايته لصاً او محتالاً, او قاتل تحت الطلب, يقلقه شعور ان ضحاياه تحاصره وثأرهم يترقبه, وعليه ان يدافع عن نفسه, من شبح يريد قتله, ومن أجل سلامته عليه ان يقتل قبل ان يُقتل, وقد يكون الشبح فرداً او مجتمعاً, فتدفعه غريزة البقاء, الى الأحتماء بجماعة اخرى, وهنا يبحث عن التنظيمات الرخوة للأنتماء اليهم والأحتماء بهم, والأقرب اليه اصحاب الأيديولوجيات القومية والأسلامية المتطرفة, فيتخد مكانته المرموقة بين صفوفهم, كون اخلاقية تلك الكيانات, لا تؤمن بالتحولات السلمية للمجتمع, وعقائدها تبيح لها العنف الأنقلابي, للوصول الى غاياتها, فتصبح مستنقعاً لملتقى القتلة, والجرائم المشرعنة, ودائماً ينبثق عنها القائد الضرورة, الذي يكتب تاريخه بدم الضحايا.
2 ــ تجربة العراقيين مع القوميين, بعد الأنقلاب الدموي, في 08 / شباط / 1963, كانت مكلفة بالدماء والأرواح والخراب الشامل, اما بعد الأحتلال عام 09 / نيسان / 2003, وقفز الأسلام السياسي بأغلبيته الشيعية, على ظهر موجة السلطات والثروات, كانت ام النكبات في تاريخ العراقي الحديث, فيها الجلاد استورث العراق من جلاد سبقه, لا فرق بينهم في بربرية القتل الوحشي, فالفساد والأرهاب المليشياتي, قاسمهم المشترك والتراث الذي يجمعهم ويوحدهم, حول ارتكاب الجرائم, ومثلما لا فرق بين النظام البعثي(القومي), والنظام الأسلامي بأغلبيته الشيعية, لا فرق ايضاً بين هجين داعش الأسلامي ــ القومي, ومليشيات الآسلام الشيعي, فعقائد الأثنيين كاذبة زائفة, خارجة عن دين الله, مهما كانت شعاراتها مموهة بأسماء الله, أو بعض الجوانب الملتبسة, من التاريخ العروبي ــ الأسلامي ــ, فكلاهما الوريث الشرعي, لكامل التاريخ البربري, لأحزاب وشلل الأسلام السياسي.
3 ــ العراقيون امام مجاميع طائفية قومية قاتلة, خرجوا من رحم التاريخ الوحشي, لجرائم الأغتيال والقنص والخطف والسلب والتعذيب والتغييب, تلك كامل تراثهم ومضمون عقائدهم, ان لم يعثروا على ضحاياهم من خارجهم, يفترسون داخلهم ومن يدّعون تمثيلهم, ما اقبحها خدعة, عندما ارتدت احزاب وتيارات البيت الشيعي, عباءة مظلومية الأمام الحسين (ع), ليسلطوا ظلمهم المنفلت على العراقيين, وابناء الجنوب والوسط منهم بشكل خاص, فلا غرابة في المجازر, التي ارتكبتها ولا زالت مليشياتهم, في ساحات التحرير, كان دليلهم في المجازر النوعية عقيدة ” اخذناهه وما ننطيهه” انهم هكذا, ولا يمكن لهم ان يكونوا, غير الوجه الأبشع لوحشية الأسلام السياسي.
4 ــ ازاء تلك المرحلة المظلمة, انقسم المجتمع العراقي, أكثر من 85% منه, اتخذوا مواقف الرفض, ومن ساحات التحرير, متاريس وطنية لأسترجاع وطنهم المسروق, وقدموا ولا زالوا نزيف هائل, من الدماء والأرواح, اقلية من حثالات المجتمع, من طائفيين وعرقيين, اندمجوا مع الأحزاب والتيارات الشيعية, في مستنقع العملية السياسية, واتخذوا من (بالوعة) المحاصصة, في المنطقة الخضراء, نهج فسادهم وارهابهم وعمالتهم, خانوا قضايا مكوناتهم, واحتالوا على من منحوهم ثقتهم واصواتهم, واتفقت كل تلك الحثالات التاريخية, على سرقة السلطات والثروات, وتدمير الدولة وانهاك المجتمع, انهم الأرث الدموي, لتاريخ الجرائم والخيانات والأنحطاط, تطاردهم انتفاضة الأول من تشرين, وستحاصرهم في احقر حفر التاريخ, انها جيل يكبر ويتمدد وعي وارادة, وانها الحياة وروح الله, ستغمر الساحات بالنصر المؤكد.
03 / 05 / 2021