|
في شهر نيسان سنة 2021م أصدرت محكمة الموصل قرارا بإعدام 4 شبان إيزيديين من عشيرة الهبابا , فكيف كان ذلك ؟وما الدافع إلى هذا ؟
_الحدث :في حيثيات القضية ,يرد بأن 4 شبان من عشيرة هبابا الإيزيدية في منطقة شنكال قد أقدموا على قتل شخصين من عشيرة الشمر العربية , وكما هو معروف فإن العلاقات بين الإيزيديين وبين عشيرة الشمر كانت ومنذ القديمة قوية وودية , وأثناء الهجوم الداعشي الإرهابي على الإيزيديين وقفت عشيرة الشمر موقفا مشرفا وانسانيا تجاه الإيزيديين ,ومنعت الزعامة في تلك العشيرة قيام أي شمري من القيام بالإعتداء على الإيزيديين ,رغم أنه كان من الممكن أن تلعب تلك العشيرة دورا كبيرا في الحاق الأذى بالإيزيديين كما فعلت العشائر العربية وغيرها مثل المتيوتا والخاتونية وغيرهما ,فأبناء تلك العشيرة جيران للإيزيديين في كثير من جهة ,لذا فإنه من المعقول جدا أن نرفض قيام الإيزيديين من القيام بذلك العمل وقتل ابناء عشيرة الشمر ,وأقول جازما بأن ما حدث تآمر لأجل الإيقاع وزرع الفتنة بين الإيزيديين والشمر لأن تلك العشيرة العربية هي الوحيدة الباقية على وئام مع الإيزيديين ,لذا فقد حاول البعض القيام بعمل جبان كهذا وهو بالطبع جزء من مخطط قديم حديث لأجل إفراغ شنكال من الإيزيديين .
نتيجة لذلك العمل والذي هو عمل إجرامي وجنائي ,فقد تم القاء القبض على 4 شباب إيزيديين وحجزوا في السجن بذريعة قتلهم لرجال الشمر وكما يبدو دون وجود أي دليل ثابت وقطعي على ارتكاب هؤلاء لذلك الفعل الجرمي وقدموا للمحاكمة .
*هذا الحدث من الناحية القانونية :
كما رأيت فقد تم اصدار الحكم على هؤلاء وفق المادة 4 من قانون الإرهاب ,فهل تتوفر في الإيزيديين صفات الإرهابيين وهم الذين تعرضوا لأبشع أنواع الإرهاب في تاريخهم في 3-8-2014م في كل من العراق وسوريا وتم ارتكاب افظع الجرائم بحقحم في شنكال بالعراق وعفرين ورأس العين بسوريا وسميت تلك الأعمال بالفرمان 74 و75 ؟وسمي ما جرى في شنكال بالإبادة الجماعية(الجينوسايد),وكما نعرف فإن اجراءات المحاكمة تمر في 3 مراحل 1-الحقيق ومحكمة البداية 2-الإستئناف 3-النقض
وتلك الإجراءت تستغرق وقتا أطول بكثير من الذي حدث هنا ,فقد تم اصدار الحكم هنا خلال سنة من بدء التحقيق ,وكما هو معروف في وضع كهذا فإن القرار النهائي وقرار محكمة النقض (التمييز) يحتاج إلى مرور سنوات ,لأن مثل تلك القرارات الخطيرة لاتصدر بسرعة ,فهناك مبدأ قانوني يقول (اطلاق سراح 100 مجرم أفضل من ظلم برئ)لذا فإن محكمة النقض (التمييز )تأخذ من الوقت ما هو كاف حتى لاينظلم أي شخص متهم و(المتهم برئ حتى تثبت ادانته),فلماذا تم اصدار هذا القرار وبهذه السرعة ,إذا سيفكر كل من له دراية بالأمور اقانونية بأن وراء إصدار هذا القرار أمر خفي ومستتر ودافع وقصد غير شريف وغير محايد .
*هذا الحدث من الناحية الإجتماعية :
إن مثل هذه الأمور العشائرية ,تلعب العادات والتقاليد الإجتماعية والعشائرية دورا كبيرا فيه ,لذا فإنه كان من الواجب على الجهة القانونية إفساح المجال أمام العرف العشائري كي يلعب دورا في ذلك ,خاصة وإن عشيرة الشمر هي ما أقرب الأصدقاء بالنسبة للإيزيديين ,وكان من الواجب السماح لكل الأطراف البحث عن الحقيقة وعن المجرمين الحقيقيين ومن الذي دفع إلى إرتكاب تلك الجريمة وكشف الحقيقة الحقيقيقة كي يعرف كل طرف الجهة المسؤولة عن ذلك الجرم والفعل الجرمي ,لكن هنا نجد بأن صدور القرار قد صد الباب أمام كل تلك المحاولات ووضعت النهاية مثل الفيلم الدرامي وبسرعة ,وحسب رأيي فإن ذلك قد حدث لمنع كشف الحقيقة والوصول إلى المسؤول الحقيقي عن ذلك,وعندما يحدث مثل تلك الأعمال يمكن إيجاد حلول أخرى مثل الدية أو المصالحة على أسسس أخرى ,ولكن للأسف لم يسمح لذلك .
*هذا الحدث من الناحية السياسية:
هذا الأمر تحوّل وسيتحوّل إلى تجارة سياسية بين مختلف الأطراف ,من عربية وكوردية ,وكل طرف سيحاول تسخير الأمر لصالحه واستغلال ذلك بكل قوة ,وخاصة لو عرفنا بأن الإنتخابات العراقية على الأبواب والصراع بين السنة والشيعة على أشده وكذلك الصراع بين العرب والعرب وبين الكورد والكورد ,كل ذلك سيلعب دوره ولعب لأجل الإستفادة من الواقع والأمر ,ولاننسى اتهام البعض لأطراف داخلية وخارجية بأن لهم أو كان لهم اليد في ذلك ربما تكون هناك فائدة من ذلك ,ثم قيام بعض الأطراف بتحريك الشارع العربي وكذلك تحريك الشارع الإيزيدي ,وكل ذلك من أجل ضرب الإيزيديين ببعضهم وضرب الإيزيديين والعرب بعضهم وكل ذلك لأجل المصالح الخاصة والذاتية .