الأربعاء, نوفمبر 27, 2024
Homeالاخبار والاحداثتقرير أمريكي يشيد بقانون عراقي: حوّل العار إلى نعمة

تقرير أمريكي يشيد بقانون عراقي: حوّل العار إلى نعمة

 اعتبرت صحيفة “كريستيان ساينس مونيتور” الاميركية ان العراق الذي هو ساحة حرب، أصبح رائدا في استراتيجية السلام فيما يتعلق بالتركيز على استعادة كرامة الناجيات من العنف الجنسي الممارس ضدهن خلال النزاعات المسلحة.

واوضحت الصحيفة في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، أنه على مدى اربعة عقود، عانى الشعب العراقي من اربع حروب، كان آخرها ضد تنظيم داعش بين عامي 2014 و2017، مضيفة ان العراق برغم انه ديمقراطيته تعاني، الا انه أصبح مؤخرا رائدا عالميا في التعامل مع مفهوم جديد لضمان السلام، من خلال اعادة الكرامة لآلاف الناجيات من العنف الجنسي.

وذكرت الصحيفة الاميركية انه في مارس/اذار الماضي، صوت النواب العراقيون على تعويض النساء والفتيات، وخاصة من الاقلية الايزيدية اللاتي تعرضن للاستعباد والاغتصاب والبيع من قبل داعش.

واشارت الصحيفة الى ان هؤلاء الناجيات سيبدأن قريبا في الحصول على قطعة ارض واسكان وتعليم وحصة من الوظائف الحكومية. واضافت انه سيتم التعامل مع الوضع القانوني للاطفال المولودين نتيجة الاغتصاب.

وتابعت ان التعويضات تحددت من أجل معالجة الصدمات الفردية واعادة دمج الناجيات في المجتمع، ومعالجة اي وصمة عار اجتماعية ناتجة عن تجربتهن.

واعتبرت الصحيفة ان الجزء السلمي من قانون الناجيات الايزيديات يكمن في تحويل العار الى نعمة، موضحة انه يساعد الناجيات في مبادلة انطباع الضحية بتجديد حياتهن، مما يعزز رسالة مفادها ان الاغتصاب في زمن الحرب لا يغير القيمة المتأصلة لدى الانسان.

وذكرت بتصريح الرئيس العراقي برهم صالح الذي قال ان التعويض “يساعدهن على تحقيق الحياة الاجتماعية والاقتصادية التي تليق بهن”.

واشارت الصحيفة الى ان غالبية العنف القائم على الاستهداف الاجتماعي اثناء النزاع، هدفه النيل من شعب بأكمله، موضحة ان أمثلة تحدث حاليا في ظل تقارير عن عمليات اغتصاب جماعي في هجوم اثيوبيا على مقاطعة تيغراي، وعمليات الخطف المتكررة من قبل جماعة “بوكو حرام” للفتيات النيجيريات، وقمع الصين للاويغور.

واوضحت انه “في محاولته اقامة خلافة دينية، حاول داعش اما قتل او استعباد الايزيديين الى جانب الاقليات المسيحية والتركمان والشبك”.

واعتبرت الصحيفة الاميركية انه من خلال ازالة فكرة وصمة العار عن العنف الجنسي، فانه عندها قد يخف استخدامه كسلاح حرب.

واشارت الى ان هذه الفكرة تنتشر بشكل متزايد في الحملات الدولية ضد الاغتصاب في زمن الحرب، موضحة ان اهتمام العالم بالعنف الجنسي في النزاعات بدأ فعليا خلال التسعينيات بعد حربي رواندا والبوسنة. أما في العام 2000، فقد اقرت الامم المتحدة بان الاغتصاب اصبح اداة حرب، وبدأت المحاكم الدولية بمحاكمة مثل هذه الجرائم.

وتابعت انه في العام 2008، بدأت الامم المتحدة بالتركيز على منع الاغتصاب، وفي العام 2018 مُنحت جائزة نوبل للسلام لاثنتين من الناشطات ضد العنف الجنسي في النزاعات إحداهن، نادية مراد، الأسيرة الايزيدية السابقة لدى داعش.

وقبل عامين، أصدر مجلس الامن الدولي قرارا يولي الاهمية الاولى لحقوق واحتياجات الناجين. وتابعت الصحيفة ان القانون العراقي الجديد يعكس مدى تحول التفكير العالمي، ليس فقط بعيدا عن فكرة ان الاغتصاب في زمن الحرب امر لا مفر منه، ولكن ايضا تجاه احترام كرامة الناجين الذين يمكنهم المساعدة في قيادة الطريق على طريق السلام الدائم.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular