الخميس, نوفمبر 28, 2024
Homeمقالاتهل سيتخلى الثعلب عن طبعه؟ : منى سالم الجبوري

هل سيتخلى الثعلب عن طبعه؟ : منى سالم الجبوري

هناك فرق کبير بين ماقد تتطبع عليه وبين ماهو طبعك في الاساس، إذ هناك مجال وإحتمال لتغيير ماقد تتطبعت عليه ولاسيما إذا ماکان أمرا أو صفة غير محمودة، إلا إنه من الصعب جدا يتم تغيير أمر أو صفة من صلب طبعك، وهذا مايجب أخذه بنظر الاعتبار عندما نتصدى لمسائل وأمور تتعلق بنظام الجمهوية الاسلامية الايرانية ولاسيما فيما يتعلق بمجالات نظير برنامجه النووي وصواريخه البالستية وإنتهاکات حقوق الانسان وتدخلاته في بلدان المنطقة، إذ أن اسلوب وطريقة تعامله وتعاطيه مع هذه المجالات، قد أصبح طبعا أساسيا له لايتمکن من تغييره کما قد يعتقد أو يتصور البعض!

في مجال حقوق الانسان مثلا، فإن النظام الايراني وبسبب من ترکيبته الفکرية ـ السياسية المعتمدة على نظرية ولاية الفقيه الشمولية الاستبدادية، فإن هذا النظام لايٶمن بمبدأ التعايش السلمي ولايتقبل الآخر ويرفض قيم ومبادئ الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان والمرأة ويعتبرها معادية له، وحتى إن توجيه 67 قرار إدانة دولية له في مجال إنتهاکات حقوق الانسان والمرأة لم يغير من طريقة واسلوب تعامله مع الشعب الايراني بهذا الصدد ولو شروى نقير.

فيما يتعلق بمجال تدخلاته في بلدان المنطقة، فإنه يمنح الحق لنفسه إستنادا لنظرية ولاية الفقيه خصوصا إذا ماعلمنا بأن هناك مواد في دستور هذا النظام تمنحه الحق والصلاحية للتدخل في بلدان المنطقة والعالم تعط مبررات نظير”الوحدة الاسلامية”و”نصرة المستضعفين” ومع إن ظاهر هذين المصطلحين رنان وطنان ويلمس شغاف قلوب المسلمين في العالم، لکن واقع وحقيقة أمرهما خلاف ذلك تماما، ولو نظرنا الى العراق ولبنان واليمن وسوريا حيث هي مسارح لتدخلاته السافرة، لوجدنا إن شعوب هذه البلدان بعکس شعوب بلدان المنطقة الاخرى، تعاني من الصراع والتناحر والانقسام والفتنة والفوضى، أي إن تدخلات النظام الايراني لم يحقق شيئا من شعاراته الرنانة الطنانة بل کان ولايزال مجرد هواء في شبك وکلام لاوجود له في الواقع أبدا، لکن النظام وبسبب من تورطه في هذه البلدان ووصوله الى منعطف لاعودة منه فإنه لايجد مناصا من الاستمرار بذلك!

في المجال النووي، وبعد کل تلك المحادثات الماراثونية معه وحتى بعد إبرام الاتفاق النووي عام 2015، فإن وسائل الاعلام العالمية عندما تتناقل خبرا ملفتا للنظر يقول أن: “وكالات استخباراتية من هولندا والسويد وألمانيا أفادت بأن النظام الإيراني قام بعدة محاولات في عام 2020 للحصول على تكنولوجيا برنامج أسلحة الدمار الشامل الخاص به، ولم يتوقف عن محاولة تطوير أسلحة نووية.” فإن الذي يتوضح بأن المفاوضات الدولية مع هذا النظام بل وحتى الاتفاق النووي ليس لم يکبح من جماحه من أجل السعي لإمتلاك الاسلحة النووية فقط بل وجعلته يتمادى أکثر من السابق إذ وبحسب تقرير صادر عن جهاز المخابرات الهولندي في نيسان (أبريل) الماضي، تم اكتشاف شبكات تحاول الحصول على المعرفة والمواد اللازمة لإنتاج أسلحة دمار شامل وفشلت بتدخل الأجهزة الأمنية. ووفقا لهولندا، تقوم الوحدة المشتركة لمكافحة انتشار السلاح النووي (UCP) AIVD (جهاز المخابرات والأمن العام) و MIVD (جهاز المخابرات الوطنية والأمن العسكري) بالتحقيق في الكيفية التي تحاول بها البلدان اكتساب المعرفة والسلع التي تحتاجها لأسلحة الدمار الجماعي. كما كشف جهاز الأمن السويدي في تقريره لعام 2020 أن النظام الإيراني يبحث عن تكنولوجيا سويدية لبرنامج أسلحته النووية. وبحسب الوثيقة الصادرة من جهاز الامن السويدي فإن”النظام الإيراني متورط في التجسس الصناعي، بشكل رئيسي بحثا عن التكنولوجيا السويدية المتقدمة التي يمكن استخدامها في برامج الأسلحة النووية”، وبعد کل هذا فهل من الممکن للنظام الايراني أن يغير من طباعه التي نشأ عليها منذ 42 عاما ويصبح نظاما مقبولا في العالم، من کان يتصور أو يعتقد بأن الاجابة بنعم، فإنما هو بعد کل ماسردناه هو کمن يصر على أن يغرف الماء من النهر بغربال!!

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular