طوافة شيخان (طوافا ئيسفنئ) المعروفة على مستوى منطقة الولات بتجمعها الكبير ومراسيمها الدينية ، غاب عنها وللأسف وللسن اللعشرين على التوالي ( 20 سال ) طابع هذه المراسيم والمعروفة ايضا بالدبكات الشعبية التي كانت تقوم على انغام افضل عازفي الدوهول والزرنا في منطقة ولات شيخ .
لنعد بشئ من الذاكرى الى الوراء وتحديدا عام 2000 حيث آخر طوافة لشيخ مند على ما أظن ، تجمع فيها آلاف الاشخاص لأحياء هذه المراسيم الدينية دون خوف أو تردد رغم ان نظام الحكم أنذاك كان البعث وحينها كان الايزيديون يشكلون الغالبية العظمى لأهالي الشيخان على الرغم من وجود العشائر العربية التي كانت تسيطر على جميع القرى الايزيدية المحيطة بالقضاء تحت ما يسمى بالتعريب . لم يكن هناك تخوف ولم يكن هنالك تردد ابدا للقيام باجراء مراسيم هذه الطوافة الوحيدة في مركز قضاء الشيخان .
اليوم وبعد مرور عقدين من الزمن لا زالت هذه الطوافة تفتقد الى هذه المراسيم الدينية ودبكاتها الفلكلورية رغم التجمع الذي يحصل أمام المزار سنويا. هنالك عدة اسباب برأيئ تعود الى جملة من الاسباب ربما يفكر بها المسؤولون على تنظيم هذه المراسيم واولها جائحة كورونا، ربما يقدر اهالي الشيخان الظروف الخاصة التي يمر بها العالم اجمع إثر فايروس كورونا ولكن هذا ليس مانعا لإجراء المراسيم لكون التجمع قد حصل امام المزار واهالي القضاء حضروا صباحية وامسية هذه المناسبة الدينية وبتجمع عائلي كبير . والسبب الآخر ربما يعاتبنا الكثيرين على هذا الكلام الا وهو التخوف من الأحزاب الكوردية في القضاء او من الكورد المسلمين الذين سكنوا القضاء مؤخرا ويالأحرى تجنبا للمشاكل والاحتكاكات وخاصة بين الشباب ، وبرأيي هذا ايضا ليس سببا مقنعا لابعاد هذه المراسيم الدينية أمام مزار شيخ مند في هذا القضاء الذي ينسب الى الايزيديين بالأصل كما قلت لا اعتقد ان هذا الامر هو سبب مقنع لان الاحزاب ومقراتها تدار شؤونها من قبل الايزيديين ، وايضا غير الايزيديين هم اصدقاء لنا ويودون مشاركتنا في هذه المراسيم فعلى العكس تماما مسلمي قضاء الشيخان يشاركون ايضا في هذه المراسيم وكثيرا ما يتم دعوتهم لحضور مأدبة العشاء او السمات التي كانت تقدم امام المزار، والشئ الأهم هو تواجد القوات الامنية التي تحمي المزار مشكورة لفض اي خلاف او مشكة تحصل هناك . والسبب الآخر هو احتراما للمتوفين وخاصة الشباب منهم ، اهالي الشيخان يحترمون ويقدرون هذا الشئ كثيرا ولكن هذا الأمر ليس سببا مقنعا ايضا لأن الحياة لا تتوقف وابعاد المراسيم الدينية احتراما للمتوفين يعد خطيئة دينية بحد ذاتها لأن الحياة لا تتوقف .
شاهدنا هذه الفترة وعبر قنوات اليوتيوب عشرات التجمعات الايزيدية وخاصة في منطقة بعشيقة وبحزاني وختارا وقرى مجمعي شاريا وخانك وغيرها من القرى الايزيدية ، اظهرت فيها طقوس ومراسيم دينية لمراسيم الطواف اثبتت وبجدارة ان الايزيديون فئة أصيلة من العراق وكوردستان كما أثبت في الوقت نفسه للمشككين بخلو كوردستان او العراق من الايزيديين اثبتت بأنهم ( الايزيديين ) قائمين بمراسيمهم وتقاليدهم الدينية التي تعود لآلاف السنين ، ومن جانب آخر اظهرت هذه التجمعات وخاصة لداعش بان الايزيدية ديانة قائمة ولا تهزم ابدا مهما مرت عليها غزواتكم التافهة . شكرا لمن احيا مراسيم طوافته الدينية وقبل الله خيراتكم جميعا .
اتوجه بندايئ الى المديرية العامة للشؤون الايزيدية في دهوك والأميرة ميان خاتون وكذلك الاخوة في عائلة مجيور الشيخان ومعهم مختاري القضاء الايزيديين ومركز لالش فرع شيخان ووجهاء منطقة شيخان جميعا بأن ينظموا المراسيم الدينية لطوافة شيخ مند في عين سفني وإحياء دبكاتها الفلكلورية في السنة القادمة وذلك لعدة اسباب منها ، لإحياء المراسيم الدينية امام جيل الشباب الذي لم يتعرف بعد على افراح وتقاليد هذه المناسبة في الشيخان أو ربما نساها البعض الآخر . والسبب الآخر هو لإظهار ايزيدية الشيخان باعتبار قضاء شيخان ثاني قضاء بعد شنگال يعد مكانا لتواجد الايزيديين وكذلك مقر المجلس الروحاني الايزيدي والامارة الايزيدية التي كانت تسمى سابقا بإمارة شيخان .
اومر رشيد
عضو البيت الايزيدي في اولدنبورك