ندعو كافة دول العالم للإقتداء بالمبادرة الهولندية
أعادت السلطات الهولندية للعراق (ميسوبوتاميا) مجموعة من القطع الأثرية الفخارية عليها كتابات بالخط المسماري بالإضافة لمنحوتتين أثريتين تعود لحضارات بلاد مابين النهرين. وقد تم أكتشاف القطع الأثرية السبعة عندما تم عرضها للبيع من قبل مواطن هولندي في مزاد علني حيث تبين أنه لم يكن على علم بأصل تلك القطع الأثرية حين اقتناها عبر الشبكة الإلكترونية. وقد بادر المواطن بتقديم بلاغ إلى السلطات الهولندية بذلك وتنازل عن ملكية القطع الأثرية طواعية. مما يذكر أن العراق يحمي آثاره ضمن إتفاقات دولية.
وتشمل القطع الأثرية على مسامير صلصالية ، ولوحاً من الطين ، ومنحوتتين نادرتين ، جميعا تنفرد بخصوصية عائديتها لحضارات بلاد ما بين النهرين (ميسوبوتاميا) ، مهد الحضارات الحديثة. حيث كانت المسامير المصنوعة من الطين توضع على جدران المباني أو تُدفن عند تشييد المعابد. كما تم أكتشاف نصوص مسمارية مخطوطة على المسامير الطينية، ويعتبر الخط المسماري الأساس في تطور الكتابة في العالم، لذلك فإن للوائح المسمارية الطينية أهمية ثقافية تاريخية، وهذا ينطبق أيضاً على الألواح الطينية. وتعتبرالمنحوتتان من القطع الأثرية الثمينة والنادرة حيث يعود تأريخهما للعصرالقديم ، احدى المنحوتتين تمثل ما يسمى بـ ” شخصية حلف الإلهة الأم ” وترمز للخصوبة حيث كانت تستخدم في طقوس القرابين. اما القطعة الثانية فهي عبارة عن تمثال كبش تم استخدامه كتميمة أو ختم.
القوائم الحمراء
جميع القطع الأثرية العراقية محمية بموجب قانون الثقافة العراقي وهي مدرجة في القائمة الحمراء للمجلس الدولي للمتاحف. وتتضمن هذه القوائم أمثلة على الأشياء المعرضة للسرقة والنهب والتصدير غير القانوني من بلد المنشأ ، حيث يحظر الاتجار بالأشياء ذات الأهمية الأثرية أو التاريخية أو الثقافية أو العلمية أو الدينية التي يحميها العراق.
لم يكن المواطن الهولندي على علم بعائدية القطع الاثرية عندما قام بعرضها في مؤسسة للمزادات العلنية ، إلا أنه بمجرد أكتشافه حقيقة عائدية تلك القطع الأثرية وكونها مسروقة ، قام بإبلاغ السلطات المسؤولة وقام بإعادة تلك القطع طوعيا للحكومة الهولندية ، وهو تصرف لايمكن مقارنته بعمليات سرقة وتهريب الآثار العراقية التي أنتشرت من قبل الفاسدين والسراق في العراق قبل وبعد الإحتلال . وقد فتحت مفتشية المعلومات الحكومية والتراث في هولندا تحقيقاً في القضية ، كما شارك خبير من المتحف الوطني للآثار في لايدن وهي احد المدن الهولندية وبالتعاون مع الحكومة العراقية أيضاً. وقد قدم العراق طلبا للتعويض حيث تسلم كافة القطع بتأريخ 7 مايس/أيار 2021.
الامانة العامة لهيئة الدفاع عن اتباع الديانات والمذاهب في العراق تطالب الحكومة العراقية بأهمية مراقبة شبكات الانترنيت المتخصصة ببيع الآثار والتعرف على الآثار العراقية المسروقة والمطالبة بإسترجاعها واقامة الدعاوي القانونية على سارقيها وتجارها في الداخل والخارج. إن آثار العراق هي ملك للشعب العراقي وسرقتها تهدف لتغييب معالم الحضارات العراقية القديمة لذلك تعتبر جريمة من الدرجة الأولى.
تنتهزالامانة العامة الفرصة لتقدم شكرها الجزيل للحكومة الهولندية وللمواطن الهولندي الذي تنازل عن حق أمتلاك تلك القطع بصورة طوعية.
الامانة العامة لهيئة الدفاع عن اتباع الديانات والمذاهب في العراق
رابط نشر الخبر في الصحف الهولندية يوم 7 مايس 2021
https://www.ad.nl/binnenland/
أعد التصريح وترجمه بتصرف الأستاذ نهاد القاضي