نفذ صبر القوى الديمقراطية ومنتفضو تشرين في انتظار تنفيذ مطلبهم الأساسي بلجم سلاح الميليشيات وتقديم امراء القتلة إلى المحاكم, وإرساء أسس نظام ديمقراطي حقيقي.
وجاء إغتيال الناشط المدني في حراك كربلاء ورئيس تنسيقيتها ” إيهاب الوزني ” بالكاتم في منطقة محصنة بالقوات الأمنية من كل صنف ولون, بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير, ليحسم المواقف من المشاركة في انتخابات العاشر من تشرين الأول المقبل البرلمانية… فقد علق الشيوعيون وممثلو قوى وطنية متعددة المشارب وقوى تشرينية المشاركة في هذه الأنتخابات.
لقد لاقت قراراتها بعدم المشاركة في انتخابات تجرى على وقع كواتم الصوت والدعاوى الكيدية وتفجير بيوت النشطاء, إرتياحاً وترحيباً شعبياً وخاصة من قواعد هذه الأحزاب والقوى التي رأت في الأشتراك غير المتكافيْ في الصراع الأنتخابي مع قوى تمتلك المال والسلاح واجهزة الدولة وتمارس الفساد والقتل بشكل علني فاضح لايمت بصلة لممارسة ديمقراطية محترمة, وهو انعتاق من قيود ” شاهد الزور ” على انتخابات تشرعن تزويرهم المتتابع, لتُعاد بها ذات الوجوه الكالحة التي يطالب الشعب بالقصاص منها, كما في الحالات السابقة.
استنفذت القوى الديمقراطية والوطنية جميع المحاولات لفتح ثغرة في جدار نهج المحاصصة الطائفية – العرقية بتجريب كل الطرق والوسائل السياسية التقليدية؛ مثل المشاركة المثابرة في الانتخابات المتتالية بالاعتماد على قواها الخاصة وتبوء وزارات, لم تخضع لمعايير التحاصص, لأجل التغيير او بالمداخلات الدقيقة المنحازة لمصالح المواطنين والفقير منهم بالتحديد, أو في الدخول في ائتلافات عابرة للأيديولوجيا على أساس مدني لكبح الطأفنة وإشاعة قيم التسامح وتقبل الآخر أو محاولة التأثير على الحكومات من خلال تحريك الشارع وطرح المواطنين لمطالبهم الآنية والعامة مباشرة في تظاهرات شعبية, قوبلت بالقمع…
حتى كان بزوغ فجر انتفاضة تشرين الأول ٢٠١٩ المجيدة, التي فرضت واقعاً جديداً بسبب المشاركة الشعبية الواسعة ومبادئها المدنية وعنفوان شبابها الثائر التي أسقطت حكومة عادل عبد المهدي الجائرة, وفرضت على طغمة الحكم الإتيان برئيس الوزراء مصطفى الكاظمي, الذي توقع العراقيون منه تخليصهم من جور الميليشيات وفرق الموت ولكنه وقف عاجزاً أمام تغولها, لكونه كان قد قدم وعوداً وتعهدات لأحزاب المحاصصة الإسلامية منها والقومية الكردية, أثبتت الوقائع بأنها أمضى من وعوده وتعهداته لشعبه بإنتشاله من هوة الهلاك التي أوقعه بها من جاءوا به.
أن التمسك بانتخابات بهذه المواصفات البائسة سيكون عبثاً في مستقبل العراق والعراقيين بعد أن أغلقت المنافذ أمام اي تطور في كنف هذه القوى المتنفذة المجروحة في ولاءاتها التي لا تمت بصلة بمصالح العراقيين ووحدة ومنعة بلادهم.
ما من وصفة لتحمل تداعيات مضي القوى المزورة والفاسدة في انتخاباتها رغم أنف الشعب والقوى الممتنعة سوى الوصفة السحرية القديمة المتجددة أبداً :
” الأتحاد ” !
وإلا سيكون اقتصاصهم منكم فرادى قاسياً يتحول به ارتياحكم و حماسكم إلى انكسار وهوان.
فالطغمة الحاكمة ليست معنية بالتنازل وهي غير قادرة على ذلك لفداحة جرائمها بحق العراقيين, وضخامة غنائمها, مما يجعلها تستميت في الدفاع عن مصيرها المعروف سلفاً, عندما سيقول الشعب كلمته الأخيرة !
أرى تحت الرماد وميض نار… ويوشك ان يكون لها ضرام