يتبع ما قبله لطفاً
كتبتَ عزيزي د. عبد الخالق عن أمريكا في مرحلة ما بعد الحرب الباردة التالي: [أما العلاقة مع أمريكا فهي أكثر تعقيداً من العلاقة مع إيران، لعدة أسباب. أولاً، لما لأمريكا من تاريخ سيء مع العالم الثالث من تركة مرحلة الحرب الباردة…الخ].
أود أن أقول هنا أني اعتقد اليوم أن لا أحد يعود الى الحرب الباردة في تقيَّيمه لأمريكا واجرامها لأنه لا يحتاج الى ذلك حيث ما فعلته بعد الحرب الباردة كافي ومُعاشْ لأجيال اليوم وهو إعادة لما قامت به وفعلته قبل وأثناء الحرب الباردة بل ربما أكثر أجراماً وحقداً وانفلات… في الحرب الباردة ربما كانت اغلب زعامات دول المنطقة وبعض شعوبها بنفس المسيرة الامريكية فالاتجاهات الدينية بألوانها وطوائفها والقومية بمسمياتها تؤيدها بهذا الشكل او ذاك أو تتطلع ’’ للنموذج الأمريكي/ المدافع عن ’’الحريات وحقوق الانسان’’ وكان كل الملوك والرؤساء والامراء والسلاطين معها وربما موظفين في دوائر مخابراتها كأشخاص وأنظمة حكم علناً او سراً، بشكل مفضوح أو مستور والدليل موقفهم جميعاً مما جرى في أفغانستان حيث صار الطريق الى القدس يمر عبر كابول ثم تحول الى بغداد ومن ثم الى الكويت.
السؤال ماذا تغير في أمريكا بعد موت/انتهاء الحرب الباردة؟ الجواب لا شيء نحو الاحسن والكثير جداً نحو الأسوأ حيث كشَّرت عن انيابها متصورة انها انفردت بالعالم والجميع أصبح تحت إمرتها فانطلقت غريزة الاجرام وفق عرف الكاوبوي باستعارة قول لتوظيفه في غير محله وهو: [من ليس معنا فهو ضدنا] الذي ساد ويسود النظام والحياة الامريكية وعلاقاتها مع الدول والشعوب منذ المؤسسين لليوم وللغد والتي كانت تحد من انفلاته أحياناً ظروف الحرب الباردة.
اليك عزيزي د. عبد الخالق واليكم أيها القُّراء الكرام بعض من ذلك الاجرام أي بعض المكشوف من جرائم أمريكا بحق العراق وشعب العراق بعد الحرب الباردة ودون سبب’’ يستدعي’’ ذلك…أعرف أن الكثيرين يعرفون ذلك وعاش ذلك واكتووا من ذلك لكن ما اكتبه هو للأرشيف وللأجيال حيث يجب كما أتصور ان نترك لها كل وجهات النظر وكل الآراء والحقائق وحتى لا نُلْعَنْ كما يُلْعَنْ البعض وألْعَنْ أحياناً. اليك واليكم من جرائمها:
1ـ جريمة الحصار الاقتصادي والعلمي الذي فرضته على العراق في عقد التسعينات وتدميرها للمجتمع العراقي بحجة أسلحة الدمار الشامل وهي تعرف ان لا أسلحة دمار شامل في العراق وصدام سمح لمخابراتها و مفتشي الأمم المتحدة العاملين بعض افرادها تحت علم المخابرات المركزية الامريكية وتوصياتها واوامرها بإتلاف ما موجود منها و الاستمرار بالتفتيش وسمح بتفتيش حتى غرف نومه… أمريكا خلال فترة الحصار سمحت لصدام باستيراد كل شيء له ولعائلته وحرمت العراق حتى من أقلام (الرصاص) لأنها كما تقول ذات استخدام مزدوج حتى استغرب العراقيين وظنوا بأن سلاح الدمار الشامل سهل الى هذه الدرجة حيث لا يحتاج إلا إلى تجميع أقلام الرصاص… وتَكَّشَفَتْ معلومات كثيرة عن الدور الخبيث للأمريكان واتباعهم مع فرق التفتيش الدولية. اليكم صورة واحدة من آلاف الصور التي لا تقل عنها وهي:
لا يعرف البعض وقع تسيير قوافل نعوش الأطفال الموتى في شوارع بغداد رغماً عن اهاليهم بعد ان تستمر السلطات مدة شهر او أكثر بتجميع الاطفال الموتى خلال تلك الفترة…للمتاجرة بنعوشهم اعلامياً وعندما سُئِلَتْ المنحرفة مادلين اولبرايت عن معاناة أطفال العراق أطلقت كلام هي من قالت عنه سخيف وانا اقوال انه كلام المجرمين…اليكم تبريرها
https://arabic.euronews.com/2016/04/28/madeleine-albright-us-needs-to-be-more-involved-in-syria
سألها السائل: [لنعرج على الجدل بشأن العقوبات في العراق وبصفة خاصة على شيء قلتيه في برنامج تلفزيوني، بما معناه “قتل خمسمائة ألف طفل عراقي، كان أمرا يستحق ذلك. “أحدهم قال:” كيف يمكن لمادلين أولبرايت تبرير وفاة نصف مليون طفل عراقي ثم يمكنها النوم ليلا؟”
مادلين أولبرايت:” لقد سبق لي الاعتراف بأن هذا هو أغبى شيء قلته واعتذرت عن ذلك، ولكن يبدو أن هناك أناسا يريدون دائما العودة إلى هذه المسألة] انتهى
هنا مادلين اولبرايت تؤكد وفاة العدد الهائل من الأطفال العراقيين وهي وزعماء أمريكا سعيدة/سعداء بذلك كما يبدو من ردودها حيث لم تُكَّذب الخبر او الرقم ويمكن ان يستنتج البعض ان د. عبد الخالق اعتبر هذا من مخلفات الحرب الباردة و العداء الأيديولوجي لأمريكا وذلك من خلال الربط بين قول اولبرايت: [أن هناك اُناساً يريدون دائماً العودة الى هذه المسألة] و قول د. عبد الخالق: [أما العلاقة مع أمريكا فهي أكثر تعقيداً من العلاقة مع إيران، لعدة أسباب. أولاً، لما لأمريكا من تاريخ سيء مع العالم الثالث من تركة مرحلة الحرب الباردة]. وما ورد في مقالته: [في مقالة د. عبد الخالق : [مناقشة حول العلاقة مع أمريكا] بتاريخ 05/09/2014 الرابط
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=431490
كتب: (ورغم العداء المستفحل بين التيارات السياسية العراقية والعربية المؤدلجة بالأيديولوجيات الشمولية (الشيوعي والإسلامي والقومي العروبي)، إلا إن هذه التيارات متفقة في عدائها المعلن ضد الغرب وبالأخص لأمريكا. ونتيجة لهذا الموقف التدميري انتهى العراق (وكذلك سوريا وليبيا)]انتهى
هنا وقفت الولايات المتحدة الامريكية بكل قوة واجرام مع صدام وقامت بقتل العراقيين كما قتلهم صدام واشتركت معه في تدمير المجتمع العراقي ووفق هذا يجب ان تُعرض أوراق هذه الجريمة على المحاكم كما عُرِضت جرائم صدام حسين على المحاكم لأنها وهو مارسا نفس الإبادة الجماعية للشعب العراقي.
حرب 1991 وقعت على ارض الكويت …لماذا يُقصف معمل حليب الأطفال في أبو غريب؟ لماذا تُدَمَرْ محطة كهرباء المسيب وبقية محطات الكهرباء والمصافي؟ لماذا تم تدمير الجسور على نهري دجلة والفرات؟ أسئلة كثيرة تشير الى نفسية الاجرام والقتل والتدمير الامريكية التي لازمتها منذ المؤسسين لليوم وللغد القريب والبعيد.
2: ما قبل الحصار عندما دمروا الجيش العراقي عند اعلان الانسحاب من الكويت وتسببوا بقتل أعداد كبيرة جداً (قَّدرها البعض بالآلاف) من الأبرياء العراقيين بحقد قل نظيره ربما في كل تاريخ الحروب إلا حرب ابادتهم للهنود الحمر أصحاب الأرض الأصليين واستعبادهم وقتل ملايين الافريقيين البسطاء، وهم يعرفون ان الجنود العراقيين مغصوبين على التواجد في الكويت وانهم هاربين عُزَّلْ ومنكسرين ومستسلمين وحفاة وجياع وعطشى.
3: عن ملجأ العامرية الذي زاره الامريكان بعد الحرب الباردة و’’ نثروا الورود’’ و’’ الحرية’’ على الأطفال والعوائل الذين لجأوا اليه والامريكان يعرفون انه مزدحم بالأبرياء وصدام ليس بهذا الغباء حتى يتواجد هناك في ملجأ العامرية. لقد قتلت ’’ زهورهم’’ و’’ حريتهم’’ المئات من الأطفال الأبرياء والكثير من العوائل البريئة في جريمة لا تقوم بها إلا أمريكا ومن سار على دربها الاجرامي.
الامريكان مسؤولين عن كل عراقي قُتِلَ خلال الفترة من عام 1959 حتى اليوم والغد ويجب ان يدفعوا ثمن ذلك ولن ينسى العراق والعراقيين دماء أهلهم بما فيهم قتلى الحرب مع إيران…يحضرني هنا فديو انتشر في حينه لشاب عراقي في العاشرة من عمره تقريباً وقف على شارع المطار/بغداد قرب نخلة اقتلعها جنود الاحتلال في نهاية 2003 او بداية 2004 وقال كل نخلة بأربعة امريكان. وصار معروف ما جرى بعد ذلك.
اما موضوع العمالة و من (اتباع او أصحاب ايران و أمريكا) أي ما ورد عن اتهامات بالعمالة…فهذه لا تأتى من الدعوة الى علاقات ودية مع الدول العظمى…فهذه العلاقة مطلوبة و مرغوبة ان كانت على اسس صحيحة تُراعى فيها مصالح الدول و القوانين الدولية و العلاقات الانسانية… انما تأتي من ذيلية الشخص و محاولته اللف و الدوران لتعمية الناس بحقيقة الامور و ذلك بتسطيحها او التلاعب بالعبارات و الجمل او ترك الامور مبهمة مندفعاً خلف مجموعة حاقده تهتم بمصالحها الشخصية و مصلحة دولتها فقط …العمالة في عدم قول الحقيقة و محاولة تجميل القبيح و تأييد الخَطِرْ و نشر الخَطَرْ و ليس في قول الرأي و طرح وجهات النظر و مناقشة الامور…ان الولايات المتحدة الامريكية جندت الالاف لخدمتها و خدمة اهدافها منهم من التحق بذلك طواعيةً و منهم لأنه غبي لا يعرف الامور فيركض خلف الطعم الحلو او البراق من الكلمات و الالقاب و المناصب و المواقع . تلك القوة الناعمة الخانعة الذليلة التي تنتظر فم مُروضها لتهتف له قبل ان ينطق الكلمة التي يريدهم ان يُعمموها كلُ بأسلوبه.
هنا العمالة…وسنحاول توضيح بعض الامور فيما ورد في موضوع السيد عبد الخالق حسين التي تعني ذلك. اكرر العمالة ليست باختلاف وجهات النظر او اختلاف الافكار او في النقاش حتى لو كان حاداً جارحاً انما العمالة في تغليف سم القصد بعسل النفاق.
ولعلم السيد عبد الخالق حسين ان بقاء المعسكر الغربي ليس لأنه الاصلح وانما لأنه مُقاد من مجموعة دول هي الأكثر اجراماً في تاريخ البشرية وفي المقدمة من تلك الدول أمريكا.
يقول د. عبد الخالق حسين شتان ما بين ال’’وجود’’ الإيراني وال’’وجود الأمريكي’’…أسأله هنا: كيف توضح لنا ال(شتان) هذه لطفاً؟ هل من ضمنه/ضمنها سرقة ذاكرة العراق وارصدة العراق من الذهب والدولار والتهديد الدائم بالبند السابع.
اليكم إعادة لما نشرته من مقاطع من مقالات د. عبد الخالق عن أمريكا:
1ـ في مقالة د. عبد الخالق حسين: [لماذا بدأت أمريكا بضرب داعش الآن؟] بتاريخ 09/08/2014 الرابط
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=427531
كتب: [قلنا أن داعش هي صناعة أمريكية، وهذا ليس من باب نظرية المؤامرة، كما يردد البعض،بل نشاهد دلائلها على أرض الواقع وكما يلي:
أولا، هناك عدة تقارير من كتاب ومحللين سياسيين غربيين، وكذلك تصريحات إدوارد سنودون، تؤكد هذه الحقيقة.
ثانياً، لعبت الدول الإقليمية مثل السعودية وقطر وتركيا والأردن دوراً مهماً في تأسيس داعش، وتمويلها وتسليحها وتدريبها، وآخر دليل هو عقد مؤتمر أنصار داعش في عمان قبل أسابيع. وهذه الدول هي تابعة لأمريكا ولا يمكن لها أن تتصرف بدون موافقة ومباركة أمريكا. كما ونشر تقرير بعنوان (بندر بن سلطان موَّل مؤتمر عمان، اجتماع لداعمي الإرهاب في اسطنبول الشهر المقبل).
ثالثاً، إصرار أمريكا على عدم دعم العراق في حربه على داعش بحجج واهية، وهي نفس الحجج التي يرددها خصوم رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، عن التهميش والإقصاء والدكتاتورية… الخ. وكان المالكي قد طلب في يونيو/ حزيران مساعدة امريكية وفق اتفاقية الإطار الاستراتيجي، لمواجهة تقدم داعش، ولكن واشنطن تجاهلت الطلب.
رابعاً، معارضة أمريكا لفتوى الإمام السيستاني ضد داعش، وتضايقت من الاستجابة القصوى من الجماهير لها، علماً بأن هذه الفتوى لم تكن موجهة لطائفة ضد طائفة أخرى، بل فيها دعوة للوحدة الوطنية وحمل السلاح ضد داعش التكفيريين. بينما أمريكا لم تستنكر مئات الفتاوى التي أصدرتها شيوخ الوهابية في السعودية وقطر لإبادة الشيعة “الروافض” حسب تعبيرهم، منذ ما قبل إسقاط حكم البعث وإلى الآن)] انتهى
2ـ في مقالة د. عبد الخالق حسين: [مؤتمر عمّان نتاج تساهل الحكومة العراقية مع داعمي الإرهاب] 20.07.2014 الرابط
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=424833
كتب: [(لقد بات معروفاً للقاصي والداني أن هناك جهات دولية مثل أمريكا، وإقليمية مثل السعودية وتركيا وقطر والأردن، تسعى لإسقاط العملية السياسية في العراق وتحت مختلف الحجج الواهية، مثل الإدعاء بدكتاتورية المالكي، وتهميش السنة العرب وملاحقتهم…الخ، ولكن الهدف الرئيسي هو إلغاء الديمقراطية وإقامة حكومة معادية لإيران، تدور في فلك السعودية وإعادة العراق إلى ما قبل 2003)] انتهى
3ـ في مقالته: لماذا بدأت أمريكا بضرب داعش الآن؟ بتاريخ 09/08/2014
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=427531
كتب: [منذ البداية قلنا إن داعش هي نتاج دول إقليمية ودولية، تستخدم كقوة بربرية وحشية ضاربة لتحقيق أغراض هذه الجهات وبدعم قوى داخلية معارضة. فبعد أن دمروا سوريا باسم الديمقراطية والتخلص من حكم بشار الأسد، جاؤوا إلى العراق للتخلص من نوري المالكي الذي يختلف كلياً عن بشار الأسد في كونه داعم للديمقراطية، ولكنه يلتقي مع الأسد لأنه لا يرى من مصلحة العراق معاداة إيران إرضاءً لأمريكا وإسرائيل والسعودية وغيرها.] انتهى
4ـ في مقالته : [المحنة السورية الى أين] بتاريخ 17/06/2013 الرابط
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=364601
كتب: [وبناءً على ما تقدم، نستنتج أن الغرض من الحرب القذرة في سوريا هو ليس لإقامة نظام ديمقراطي وإنما لإشعال حرب طائفية ماحقة تهلك الحرث والنسل، ولتدمير الطاقات البشرية والاقتصادية لشعوب المنطقة، كخطوة أولى لشن حرب على إيران وتدمير برنامجها النووي، وذلك من أجل حماية إسرائيل وإبقائها الدولة العظمى الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط وإعادة بقية شعوبها إلى عهد الجمال والحمير] انتهى
هذه بعض أفعال أمريكا بعد الحرب الباردة وغيرها الكثير الكثير…وما حصارها للشعوب الإيرانية ولشعب فينزويلا والشعب الكوبي وعقوباتها الاقتصادية على كل من يخالفها الرأي إلا تعبير عن حالة مرضية مزمنة لا تستطيع أمريكا واجيالها السياسية و العسكرية الفكاك منها وكل واحد من قادتها يتمنى لو كان قد عاش أيام الهنود الحمر لشبع من شرب دمائهم ويتمنى لو عاش أيام العبودية ليتمتع برائحة شواء ’’العبيد’’ والدليل هو ان مرشحي الرئاسة يتفاخرون بمشاركتهم في الحرب الفيتنامية او غيرها من الحروب وان شعبية رؤسائها تزداد عندما يفتعل حرب و يُقتل بها الكثير من شعوب تلك البلدان و لن تنخفض نسبة تأييده الا بعد ان تعود فطائسهم اليهم عندها يتظاهرون منددين بالحرب و الدليل الأهم انهم ما حاسبوا رئيساً لهم على اجرامه بحق الشعوب الأخرى يوما…و قادتها و ديمقراطيتها تقول انها لا تحاسب مسؤولي دول حليفة عندما جاء الدور على من قتل خاشقجي ونفس الشيء حصل مع السعودية ومجرمي 11 سبتمبر2001.
أمريكا أمام الكثير من أبناء شعوب العالم ليست بلد المؤسسات وليست بلد الديمقراطية وليست بلد حقوق الانسان وليست بلد الحرية وليست بلد الدولة العميقة انما هي بلد اللوبيات والسماسرة منذ المحتلين الأوائل الذين أطلق عليهم المؤسسين لليوم.
في مقالته: [الحشد الشعبي (مليشيات شيعية) مدعومة من إيران!] بتاريخ 16.04.2015 الرابط
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=464001
كتب: [النقطة الثانية، هي حول الدعم الإيراني للعراق: إن موضوع العلاقة مع إيران معقد ويحتاج إلى مقال مستقل، ولكن يكفي في هذه العجالة بيان الحقيقة التالية. تربطنا مع إيران علاقة جوار وتاريخ طويل يمتد لآلاف السنين، وحدود بطول 1400 كم. وإيران لم تعتدي على العراق، بل العراق في عهد صدام شن الحروب على إيران. وبعد تحرير العراق سارعت إيران إلى دعم العراق، ولم تبعث لنا منظمات إرهابية وانتحاريين ليفجروا الجماهير في الأسواق المزدحمة، ومساطر العمال الفقراء في بلادنا كما فعل الأشقاء العرب، بل العكس هو الصحيح، فعندما تعرض العراق إلى الإرهاب الداعشي، والذي هو من صنع السعودية وقطر وتركيا، أرسلت إيران لنا أسلحة وذخائر ومستشارين، لمواجهة هذا الإرهاب، وفي هذه الحالة، من واجب الحكومة العراقية أن ترحب بكل مساعدة ومن أية جهة كانت، فهناك آلاف المستشارين العسكريين الأمريكان والبريطانيين في العراق، فلماذا كل هذه الضجة ضد الدعم الإيراني فقط؟ خاصة وقد امتنعت أمريكا في البداية عن تسليح الجيش العراقي لمواجهة داعش. أما السعودية فترسل لنا الإرهابيين وتدعم داعش وتثير الفتن الطائفية وتحرض على إشعال الحروب الطائفية في العراق. لذلك فمن الانصاف أن نرحب بالدعم الإيراني. أما أن نرفض هذا الدعم لأن النظام الإيراني هو إسلامي، فالنظام السعودي والقطري الوهابي هو من أسوأ الأنظمة تخلفاً في التاريخ] انتهى
في مقالة د. عبد الخالق حسين: [هل داعش صناعة أمريكية؟] بتاريخ 21.01.2015 الرابط
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=451621
كتب: [والملاحظ أيضاً أن الذين يدعمون داعش يؤاخذون على الحكومة العراقية علاقتها المسالمة مع إيران، فهم يريدون من العراق أن يتبع نهج البعث الصدامي في تبني سياسة العداء لهذه الدولة التي نشترك معها بحدود تقدر بـ 1400 كيلومتر وتاريخ لآلاف السنين، في الوقت الذي هم يرسلون إلينا الإرهابيين للقتل والتخريب. إذ كما قال الدكتور العبادي لمراسل الحياة: «…كانت إيران سباقة، فهي منذ الأسبوع الأول [من هجمة داعش]،أنشأت جسراً جوياً لنقل الأسلحة إلى العراق، إلى كردستان وبغداد، وهذا لم يكن سراً… وهناك مصالح مشتركة عراقية- إيرانية في الحرب على “داعش”، فأنا لا أشك في أن الإيرانيين يدافعون بصدق عن العراق، لأن تهديد “داعش” يتجاوز العراق، وهو خطر حقيقي على ايران…التدخل الإيراني بهذه السرعة لمساعدة العراق كان قضية استراتيجية. كما وصرح الجنرال مارتن ديمبسي رئييس هيئة الاركان المشتركة الامريكية، أن (الوجود الإيراني في العراق “إيجابي”) إضافة إلى ما صرح به مستشار للرئيس أوباما: «على الكونغرس ترك إيران وشأنها هكذا، نرى أن علاقة العراق الإيجابية مع إيران تخدم العراق وأمريكا على حد سواء كما وبات مؤكداً أن السعودية، وليست إيران، تشكل خطراً على المنطقة والعالم، وقد بدأ الأمريكان يدركون هذه الحقيقة. فها هو (سيناتور سابق اطلع على 28 صفحة سرية بتحقيقات تمويل هجمات 11 سبتمبر: هناك إشارة قوية موجهة نحو السعودية.])
كل عام منذ 1991 يقتطع العراق أموال من غذاء اطفاله ودوائهم لتسديد تعويضات احتلال الكويت ولم يُدفع لإيران حتى دولار واحد عن حرب العراق ضدها وهذا ما اعترفت به المنظمات الدولية… والعراق مدين لها بمئات المليارات من الدولارات تستطيع غداً لو ارادت ان تفرضها على العراق وعلى كل الدول كما فعلت الكويت.
لا أعتقد ان من يفهم ينتقد من ينتقد التواجد الإيراني الا إذا كان الناقد قد حاد بإصرار وترصد عن الطريق الصحيح ويضع نفسه في زاوية تدفع المقابل بالإشارة الى ان هناك علاقة ما بينه وبين أمريكا سواء علاقة عمل او رأي وقناعة وفهم…فمن يتهم المقابل بكونه من (أنصار إيران) اكيد سيرد المقابل هنا بأن الأخر من (أنصار أمريكا). والغريب انك لن تجد في العراق الا نادراً من يقول ان فلان صديق أمريكا او حليفها او مؤمن بأفكار ادارتها انما السائد حسابه عميلاً لأمريكا وإن وُصِفَ شخص بذلك لن يتمكن من الغاء هذا الوصف لو(شعل أصابعه شمع و حلف اغلظ الايمان ولو قدم حياته في هذا الطريق ) سيكون حاله حال صدام حسين حيث اطاحوا بنظامه وتسببوا بإعدامه ولا زال الكثير من يقول انه عميل امريكي ونفس الشيء بالنسبة لتوابع تنظيم القاعدة الذين فجروا انفسهم بالقوات الامريكية و اذلوا أمريكا في العراق وحتى من ارتكبوا جريمة 11 سبتمبر2001 لن تغادرهم صفة عملاء أمريكا والتي لليوم لم تغادر العقل الجمعي العراقي ولليوم لا يقول العراقي على المعارضة العراقية التي تصفها بالوطنية الا مجموعة عملاء للأمريكان و بأحسن الحال يصفونهم بمن جاء على ظهر الدبابة الامريكية وهذا لن تستطيع أمريكا اقتلاعه من العقل الباطن لملايين العراقيين.
نعم الاستقلال الفكري حق وعلى الوطني العراقي/ المستقل فكرياً أن ينظر الى أعداء العراق او الذين يتدخلون في الشأن العراقي نظرة واحدة ويأخذ بنظر الاعتبار مشاعر الكثيرين وعلاقة الجيرة التي تفرض نفسها. أمريكا بعظمتها وغطرستها ومن خلال أكثر من 300 ألف بين عسكري ومرتزق وعميل مع امكاناتها والدول المتعاونة معها واقمارها الاصطناعية وفرق تجسسها وترسانتها العسكرية الهائلة لم تتمكن من إدارة مدينة صغيرة/ قضاء/ناحية في العراق طيلة عقد من الزمان وما تمكنت من حماية حدود العراق. وحجم القتل والتدمير الذي مارسته القوات الامريكية او تسببت به للشعب العراقي الذي ربما فاق قتلى صدام حسين خلال أكثر من ثلاثة عقود…وصدام حسين كان يسيطر على العراق بالمسدس والكلاشنكوف وبطاقة تموينية وعملة ورقية بدون رصيد.
لقد بنى صدام من المدارس والمستشفيات والمصانع والمعاهد والجامعات أكثر من أي بلد اخر في المنطقة واليوم بعد 18 عام من الاحتلال الأمريكي للعراق عندما تسأل هذه المدرسة وهذا المستشفى وهذا المصنع وهذه الجامعة او ذاك المعهد من بناه يكون الجواب هو الدكتاتور صدام حسين وكل جيل أساتذة الجامعات والمعاهد والمهندسين والأطباء وغيرهم الفاعلين اليوم هم خريجي فترة صدام حسين.
أرجو أن يسمح لي الأستاذ عبد الخالق حسين بالأسئلة التالية:
ايهما قتل من العراقيين أكثر أمريكا ام صدام حسين؟
هل قتل صدام حسين من العراقيين في ثلاثة عقود ثلث ما قتلت أمريكا او تسببت بقتلهم خلال عقد من الزمان أم أقل؟
ايهما أقدم التدخل الأمريكي في الشأن العراقي ام التدخل الإيراني؟
أيها أقدم التدخل السعودي بالشأن العراقي ام التدخل الإيراني؟
تقول: [فسرعان ما يصرخون بوجهك: وماذا عن أمريكا؟] لماذا لا يصرخون هذه الصرخة وانت القائل: [لما لأمريكا من تاريخ سيء مع العالم الثالث من تركة مرحلة الحرب الباردة؟] يجب ان يصرخوا لان أمريكا ما تركت عاداتها الاجرامية في التآمر والحصارات والاجرام والحروب هنا وهناك…ثم ها انت بالمقابل تصرخ بوجه من لا يشير الى التدخل الإيراني العراق بأنهم اتباع او أنصار إيران.
المطلوب من الجميع الإشارة الى الجميع في كل موضوع يخص تدخل الغير في الشأن العراقي ولا يوجد فارق بين تدخل’’ قليل’’ وتدخل ’’ كثير’’ ولا يوجد صغير وكبير في هذا الموضوع حتى الكويت تتدخل بخبث في الشأن العراقي.
تحضرني هنا حالة حصلت معي فقد خرجنا في فرنسا تظاهرة ضد الحرب الامريكية المتوقعة على العراق وذلك في بداية عام 2003 وقد استغرب من ذلك شخص فرنسي ذو موقع وظيفي وسياسي جيد …قال لي: تطلب اللجوء السياسي هروباً من صدام وتتظاهر ضد من يريد تخليصكم من صدام…وكان جوابي له التالي: صدام قتل الكثير من العراقيين وربما وصل الى حالة الاشباع لكن الخوف من القادمين الذين سيبدؤون من الصفر في قتل العراقيين…وبعد احداث عام 2006ـ2007 المفزعة الفاجعة قال لي صدقت عندما قلت ذلك القول.
تقول: [فإذا أردت أن تنتقد إيران وهي تفعل ما تفعل في العراق، وفي دول المنطقة، عليك أن تسب أمريكا وغيرها في نفس الوقت وإلا فأنت متهم بالانحياز والعمالة]
وهل هذا غير صحيح؟ الجواب كلا فأنت تصف الاخر بأنه من المدافعين عن إيران اومن أنصار إيران والبعض يسميهم ذيول إيران عليه سيكون ردهم بنفس الصفة/ الوصف أي من أنصار أمريكا وهذا الوصف معناه كما اشرتُ اليه أعلاه. ونفس الشيء بالنسبة للموقف من السعودية او أي دولة أخرى فلماذا الاستغراب؟
يتبع لطفاً
عبد الرضا حمد جاسم