مع تضارب التصريحات والمواقف ووجهات النظر بشأن مجريات الامور في مفاوضات فيينا والتصورات المستقبلية بشأنها، فإن هناك قاسم مشترك واحد يمکن أن يجمع کل هذه الاراء المتضاربة وهو التشاٶم إذ إن إستمرار المفاوضات ودخولها الجولة الرابعة ليس دليل على إنها تجري بصورة توحي وکأن الامور في طريقها للحل بل وعلى العکس من ذلك تماما ولاسيما بعد أن أوضح العديد من المشاركين في الجولات التفاوضية على مدى الأسابيع الماضية، أن هناك العديد من العراقيل والصعاب، لا سيما في ما يتعلق برفع العقوبات، وماهيتها، وما تشمله، لا سيما وأنها تفوق الـ 1500 عقوبة.
النظام الايراني الذي کان يتصور إنه وبمجرد رحيل ترامب ومجئ بايدن، فإن کافة مشاکله مع الولايات المتحدة الامريکية ستجد طريقها للحل وسوف تعود الاوضاع الى ماکانت عليه خلال عهد الرئيس الاسبق أوباما، لکن ليس لم يحصل شئ من ذلك بل وإنه ليس هناك في الافق مايمکن أن يبشر بالخير لهذا النظام بهذا الصدد، إذ أنه وبين کل فترة وأخرى يطل مسٶول أمريکية ليدلي بتصريح صدام ضد النظام الايراني ويدعو لتوخي الحذر کثيرا في التفاوض معه وعدم تکرار تجربة عام 2015، والمطالبة بعدم رفع العقوبات عنه لأن هذا النظام معروف بکذبه وخداعه وعدم تنفيذه لإلتزاماته في الاتفاقيات الحساسة التي يبرمها مع المجتمع الدولي.
في الوقت الذي عارض فيه عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين رفع العقوبات ورفع الحظر عن الأصول الإيرانية المحظورة، فقد دعا جاك شومر، زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأمريكي، الى توسيع المحاور التي تم التفاوض عليها مع النظام الإيراني. وبحسبه، لا يمكن أن يقتصر الاتفاق مع إيران على الاتفاق النووي بل يجب أن يشمل قضايا أخرى، حيث يرى بأنها”أي المفاوضات” يجب أن تشمل قضايا مثل انتهاكات حقوق الإنسان، وبرنامج الصواريخ الباليستية، ودعم الإرهاب، واحتجاز الرهائن. وهي أمور يتجنبها النظام الايراني ويتخوف منها لأنها معادية لکنهجه وتوجهاته وسياساته بصورة غير عادية.
موقف شومر هذا الذي يأتي بعد فترة وجيزة من قرار أغلبية الکونغرس الامريکي الداعم لنضال الشعب الايراني من أجل الحرية والمٶيد أيضا لبرنامج السيدة مريم رجوي، ذو العشرة نقاط وإتساع نطاق توجه أوساط سياسية نافذة نحو دعم ومساندة نضال الشعب الايراني من أجل الحرية وإعتبار إن التغيير السياسي الجذري في إيران والاطاحة بهذا النظام هو الطريق والملاذ الوحيد الذي يضمن السلام والامن والاستقرار في المنطقة والعالم.