معلومات تفيد أن للإخوان تواجداً في كوسوفو ولديهم مؤسسات تعليمية وثقافية، وقامت السلطات الكوسوفية بإغلاق بعضها في 2014، بعدما ثبت تورط تلك
المؤسسات في تجنيد كوسوفيين وإرسالهم للقتال بسوريا إلا أن الجماعة أعادت افتتاحها بعد تغيير مسمى المؤسسات وأنشطتها
رغم التصريحات المطمئنة التي تصدرها السلطات التركية نحو عدم تسليم عناصر وقيادات الإخوان الفارين من مصر، تزامنا مع بدء المشاورات التركية المصرية التي انطلقت الأسبوع الماضي تمهيدا لتطبيع العلاقات والتقارب بين البلدين، إلا أن قيادات الجماعة متوجسة من ذلك التقارب، وتخشى من غدر السلطات التركية وإمكانية قبولها بتسليمهم قربانا للصلح مع القاهرة.
ومنذ الإعلان رسميا عن خطوات التقارب المصري التركي، وقيادات الجماعة والتنظيم الدولي يواصلان بحث تطورات الموقف، ويعقدون اجتماعات مستمرة لمناقشة توفير ملاذات أخرى آمنة تمهيدا للرحيل من تركيا، خاصة بعد الكشف عن لقاء عقدته قيادات من الجماعة مع حزب “السعادة” المعارض لأردوغان، وهو ما أثار غضب السلطات التركية تجاه الجماعة التي سمحت لعدد من قياداتها بالمشاركة في هذا اللقاء.
ففي تلك الاجتماعات، بحثت قيادات الجماعة توفير ملاذات آمنة في بريطانيا وكندا وماليزيا، وتردد اسم كوسوفو المجاورة لتركيا والتي يتواجد فيها تنظيم للإخوان، وعناصر إخوانية فاعلة، يمكن أن توفر تلك الملاذات وفرص العمل الممكنة.
وكشفت معلومات حصلت عليها “العربية.نت” أن للإخوان تواجدا في كوسوفو ولديهم مؤسسات تعليمية وثقافية، وقامت السلطات الكوسوفية بإغلاق بعضها في العام 2014، بعدما ثبت تورط تلك المؤسسات في تجنيد الكوسوفيين وإرسال بعضهم للقتال في سوريا. لكن الجماعة قامت بعد ذلك بتغيير مسمى مؤسساتها وأنشطتها منعا لإثارة غضب السلطات هناك، وأصبحت تقوم بأعمال إغاثية، وتوفير الطعام والمساعدات للفقراء، ويدير كل ذلك قيادي إخواني مصري يدعى “ع .د” من محافظة كفر الشيخ شمال القاهرة، ويقيم في كوسوفو منذ سنوات ويعمل لصالح إحدى المنظمات الخيرية الكبيرة.
ويعود تاريخ الإخوان وأنشطتهم في كوسوفو إلى العام 2008، وزادت بعد وصول الإخوان للحكم في مصر، حيث دعا الرئيس الإخواني محمد مرسي، رئيس الوزراء في كوسوفو وقتها هاشم تاتشي الذي أصبح رئيسا للبلاد فيما بعد، لحضور القمة الإسلامية في القاهرة، كما قامت باكينام الشرقاوي، مساعدة مرسي للشؤون السياسية بزيارة رسمية إلى كوسوفو في 17 فبراير من العام 2013 للمشاركة في الاحتفال بالذكرى الخامسة لإعلان الاستقلال. وأعلنت من هناك أن مصر في طريقها للاعتراف باستقلال كوسوفو، وبعد تلك الزيارة ظهرت مواقف تؤكد وجود بصمات للإخوان في كوسوفو، منها مثلا تقدم أحد رؤساء الحركات الإسلامية هناك بطلب لتسجيل أول حزب إسلامي سياسي في البلاد، رغم وجود حزب آخر معروف بتوجهه الإسلامي وهو “حزب العدالة” الذي كان يمثله في الحكومة وزير الصحة والبيئة فيما بعد فريد أغاني والمعروف بانتمائه لتنظيم الإخوان.
وخلال حكم الإخوان توالت زيارات عناصر من جماعة الإخوان في مصر لكوسوفو، كان من بينهم الداعية صفوت حجازي، وتدفق كذلك عناصر من الإخوان للعمل في كوسوفو، وفي مؤسسات خيرية وإغاثية، كما قام وفد من الأئمة في كوسوفو بزيارة الداعية القطري الجنسية المصري الأصل يوسف القرضاوي، وتم الاتفاق والتنسيق على تكثيف تواجد الجماعة وتجنيد عناصر جديدة دون لفت انتباه السلطات.
وكشفت المعلومات أن جماعة الإخوان تفكر جديا في إرسال عدد من شبابها وعناصرها المدانين في مصر والمقيمين حاليا في تركيا لكوسوفو تحت زعم العمل، على أن يتولى توفير ذلك القيادي “ع .د”، وبشرط عدم الانخراط في أي نشاط قد يلفت نظر السلطات الكوسوفية لحين استقرار أوضاعهم وحصولهم على الإقامة وكذلك الجنسية.