من يسعى للتغطية والتستر على الحقيقة ووالواقع السلبي والمشبوه لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية فإنه أشبه مايکون بالذي يريد أن يحجب شعاع الشمس الساطعة بغربال، خصوصا وإن فضائح هذا النظام صارت کثيرة الى الحد الذي لايمکن أبدا التستر عليها وتغطيتها وتبريرها، ولاسيما بعد أن صار قادة ومسٶولوا النظام الايراني بأنفسهم يثبتون ذلك عمليا!
إحتجاج حسين نقوي حسيني، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الايراني على تأسيس مكتب للاتحاد الأوروبي في طهران، قائلا إنه سيصبح “من المستحيل” الالتفاف على العقوبات الأميركية بوجود هذا المكتب. وأضاف حسيني في تصريحات لوكالة “نادي المراسلين الشباب YJC ” التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية إن فتح مكتب الاتحاد الأوروبي في طهران من شأنه أن يراقب كل معلوماتنا المالية والاقتصادية، كما في اتفاقية مكافحة الإرهاب”! وهذا الکلام الخطير له مدلولاته الواضحة جدا ذلك إنه يدل على حقيقة ماقد دأب عليه هذا النظام من الالتفاف على العقوبات والالتزامات الدولية والتعامل بطريقة القط والفأر.
المثير للسخرية والتهکم وکما يقول مراقبون سياسيون بأن تفعيل قانون التعطيل الأوروبي”الذي هو أحد المهام الرئيسية لفتح المکتب الاوربي في طهران”، له جانب سياسي أكثر من كونه أداة ضغط اقتصادية، حيث تلعب أوروبا بهذه الورقة ضد الرئيس الأميركي دونالد ترمب لكي يخفف الضغوط على الصادرات الأوروبية للولايات المتحدة في المستقبل مقابل الالتزام بعقوبات إيران، لکن المشکلة في إن هذا النظام يٶمن دائما بأساليب المراوغة واللف والدوران ولايريد أبدا التعامل والتعاطي بالاساليب التقليدية في المعاملات والاتفاقيات الدولية، وهو الامر الذي طالما أشارت إليه المعارضة الايرانية بقيادة رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية مريم رجوي وأکدت على إستحالة إلتزام هذا النظام بتعهداته الدولية لکن الذي يلفت النظر هو إن إدارة ترامب کما يظهر صارت تميل للإقتناع بوجهة النظر هذه وتعمل في ضوئه.
إدارة ترامب ليست کغيرها من الادارات الامريکية السابقة في تعاملها وتصرفها مع طهران، فهي وقبل أن تبادر بإتخاذ الاجراءات يبدو واضحا بأنها قد راجعت سجلات الماضي کله والمتعلقة بما جرى معها وماقامت به في ضوء ذلك، ولاغرو فإن الطريق أمام طهران لم تعد سالکة کما کان الحال في الماضي فقد صار طريق ذو إتجاه واحد بمعنى إن الطرق کلها تٶدي الى…واشنطن!