على وقع بدء عملية الترشيح لإنتخابات الرئاسة في إيران والتي ستجري في 18 من حزيران القادم، فإن الاوساط المقربة من المرشد الاعلى للنظام خامنئي، تقوم بصورة وأخرى بتسليط الاضواء على”الحکومة الاسلامية الفتية” والترويج لها، والتي سبق وإن طرحها خامنئي کمقترح من أجل خروج النظام من أزمته الحادة التي يواجهها خلال هذه المرحلة، ولايبدو بأن ترشيح إبراهيم رئيسي المقرب من خامنئي والمطروح کأحد الوجوه الرئيسية لخلافته في منصب المرشد الاعلى بعد وفاته، قد جاء صدفة، بل إنه عمل مقصود وواضح المعالم والاهداف.
مقترح الحکومة الاسلامية الفتية، تعني إعادة الروح في جسد نظام ولاية الفقيه المترهل والسعي لإعادة روح البطش والوحشية والدموية المفرطة فيه تماما کما کان الحال في أيام المرشد السابق حيث کانت الجرائم والمجازر والانتهاکات ترتکب بلا حساب، وإن رجلا کإبراهيم رئيسي الذي برز کواحد من أکثر العناصر التي خدمت هذا النظام دموية ووحشية وتدرج في المناصب حتى وصل الى منصب رئيس السلطة القضائية للنظام، إنما يعتبر أفضل وجه يمکن أن يتم خلال عهده تشکيل الحکومة المزعومة وتنفيذ مقترح خامنئي، خصوصا وإن رئيسي يفاخر بدمويته وإجرامه وخدماته اللامحدودة للنظام.
ومع إن الهدف کما قلنا تحقيق حکومة خامنئي الفتية، فإن خامنئي يريد من وراء ترشيحه أن يٶکد عليه کخليفة له ولاسيما بعد أن إستفحل سرطان البروستات في جسد خامنئي وجعله يقترب منن أيامه الاخيرة، لکن يجب أن لاننسى أيضا ثمة ملاحظة مهمة جدا يجب أخذها بنظر الاعتبار، وهي إن ترشيح رئيسي لإنتخابات رئاسة النظام يأتي أيضا في فترة تعاظم فيها دور وحضور وتأثير منظمة مجاهدي خلق على الساحة الايراني وبعد أن قادت إنتفاضتين شعبتين کبيرتين في کانون الثاني 2018، وتشرين الثاني2019، فإنه مرشح وبقوة ليقود إنتفاضة أخرى بوجه النظام خلال هذه الفترة تحديدا، وإن رئيسي الذي کان أحد أعضاء”لجنة الموت”التي أعدمت أکثر من 30 ألف سجين سياسي في عام 1988، ولذلك فإن خامنئي کما يبدو يريد أن يحصن جدار نظامه المتداعي والآيل للسقوط من خلال ترشيح رئيسي للمنصب کي يقف بوجه دور ونشاطات مجاهدي خلق.
رئيسي الذي فشل في إنتخابات الرئاسة عام 2013، والتي رشحه خامنئي لذلك، بسبب دوره الاجرامي کأحد أعضاء “لجنة الموت”، فإن التعويل عليه لمواجهة مجاهدي خلق وتنامي وعي الشعب الايراني وعزمه على إسقاط النظام، إنما هو مسعى يثير السخرية والتهکم خصوصا وإن رئيسي مرفوض ومکروه أساسا بين أوساط الشعب الايراني وإنه لو تسنى نصبه کرئيس في حال قيام النظام بهندسة الانتخابات وفرضه على الشعب، فإن النظام سيصبح أکثر رفضا وکراهية من جانب الشعب وإنه سيرى الذي کان يجب أن يراه في عام 1988، بعد إرتکابه للمجزرة والايام بيننا!