من چنه زغار چنه ننتظر العيد على احر من الجمر وننتظر ملابسنه الجديده , وعيوننا مصوبه نحو الطشت والماء الحار والمجلايه السوده والليفه الخشنه التي ربما تنتزع احيانا من جلودنا طبقات كثيرة حد الاحمرار, كل هذا كي نستحق الاحتفال بجداره لابد ان نجلف ونجلف ونجلف.
لم تكن ملابسنا فاخرة ولا ماركة مشهوره لكنها مفرحه تدغدغ قلوبنا بالوانها وقماشها الخشن ,چنه نخليه يم الفراش بالليل وانام ونحن نتطلع اليها بشغف طفولي وفي الصباح نسبح بكل قوتنه حتى نستطيع ان نضعها على اجسادنا ونكشخ بها كاننا ملوك معدمين ,ملابس نظيفه, لكن الفقر كان واضحا عليها. ,
هناك همّ آخر وفرحات صغيرة اخرى نسمّيها, العيديه, من سيمر علينا لا احد , لا احد يمر لينقدنا اياها!!!! لم نكن ننتظر احد لسبب بسيط, ليس هناك من يمتلك الوقت للمرور على الفقراء الا الفقراء امثالهم, وهم بدورهم ينتظرون العيديه ايضا.
كانت تجتمع قليل من الفلسان من الام , ومن المقربين , فجولة الصباح لجمع الغلة من الاقرباء كل عيد مهمة ضرورية جدا, لهذا لانتذكر اشكال من نعرج عليهم ولا بيوتهم, لايهم ,فنحن نعيش الفرحه والمراجيح والعربانات ام الحصان تنتظرنا هناك في راس الدربونه.
عندما كبرنا قليلا صرنا نستحي من الملابس الجديده لانها تلفت الانظار وتقيد حركتنا في الركض واللعب كي لاتتسخ, فركوب العربانه ام الحصان يعني الغبار المتطاير من شوارعنا الترابيه سيحط علينا مع الكثير من التعرق, نتحوّل للوحه طينيه سومريه منقوشة بالفقر والشقاء والدبق المتسلل من الجكليت وبقايا الدراهم المختنقة في اكفنا كي لاتسقط, تلك الايام لم نكن نعرف انها كانت ايام خير ورفاهيه , هكذا اخبرونا اولاد الكلب فيما بعد ,
سبحتو سبحة العيد؟ , هل وزعتم على اطفالكم العيديه؟ هل تذكرتم الايتام في مناطقكم!!! جيرانكم!!! اولاد الشهداء والارامل!!؟ ام انكم لاتريدون لايام الخير ان تنتهي ومعها معاناة الفقراء!!!؟..