ما أن تخلص الشيوعيين من تبعات عملهم في الجبهة مع البعثيين وتحولوا للمعارضة , حتى صار همهم البحث عن تحالفات جديدة مع أحزاب سياسية أعلنت هي أيضاً وقوفها ضد النظام المقبور وتريد ان تتحالف مع اي قوى تصب في نفس الهدف ..على الرغم من تباعد المسافات بين تلك القوى ومواقع الحزب الشيوعي والتي بدأت بالتمركز في كردستان العراق ..حيث كان عدد من تلك القوى يعمل من دمشق او بيروت او غيرها ما عدا الاحزاب الكردية والتي كانت لها مواقع عسكرية في مناطق بهدينان وسوران ..وقد كانت لهذه القوى بيانات وشعارات وبرامج تلتقي او تقترب من نهج الشيوعيين وتوجهاتهم في بعض خطوطها العامة وكان الحزب الشيوعي ومنذ عام 1979 يحرص على عقد اجتماعات على مستوى لجنته المركزية كلما سنحت له الفرصة بذلك..فتمكن من عقد الاجتماع الاول في تموز عام 1979 في مدينة براغ الجيكوسلوفاكية وكان بحضور 16 رفيق رفع فيه الحزب شعار في سبيل انهاء الديكتاتورية وإقامة البديل الديمقراطي ./ .ومن هنا تم وضع اللمسات الاولى على العمل الانصاري وتجميع الرفاق في قواعد انصارية مسلحة , على الرغم من ان بعض تجمعاتهم كانت متواجدة في المنطقة قبل انعقاد هذا الاجتماع وخاصة في مناطق سوران الجبلية ..ومن هنا بدأ الحزب الشيوعي العمل من أجل توحيد القوى الوطنية والديمقراطية المعارضة للنظام الديكتاتوري بعد أن انهى رسمياً عمله بالجبهة والتي هم ايضاً / البعثيين / أنهوا رسمياً عمل الحزب الشيوعي فيها بحجج واهية وسخيفة وقاموا بخطط كانوا قد رسموها مسبقاً ونفذوها للقضاء على تنظيمات الحزب الشيوعي في جميع محافظات العراق ..ثم عقد في حزيران عام 1980 إجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في موسكو وهنا أشار بشكل واضح في شعاره الى إسقاط النظام ودعم قوات الانصار بالمال والسلاح والمعدات الاخرى ..بعد أن أثير لغط من قبل البعض بأن إنهاء النظام المشار اليه في اجتماع تموز عام 1979 لا يعني الاسقاط ..! وتحرك الحزب لعقد جبهة من قوى تؤمن بالبديل للنظام المقبور حيث تم في دمشق الاعلان عن انبثاق جبهة جوقد اي ..الجبهة الوطنية القومية الديمقراطية بتاريخ 12 تشرين الثاني عام 1980 وكانت تضم الاحزاب التالية..ومع ممثليهم فيها..
1- الحزب الشيوعي العراقي / عزيز محمد
2- الاتحاد الوطني الكردستاني / جلال الطالباني
3- الحركة الاشتراكية العربية ./ .جواد الدوش
4-قيادة قطر العراق لحزب البعث ./ .جبار الكبيسي
5-الحزب الاشتراكي ./ .رشيد مجيد ثم بعده مبدر سلمان الويس
6- جيش التحرير الشعبي هاني حسن النهر
7- الديمقراطيين المستقلين / حسن النهر
8- الحزب الاشتراكي الكردستاني /..محمود عثمان ثم بعده رسول مامند
ومن هنا نرى عدم دخول الحزب الديمقراطي الكردستاني لهذه الجبهة بسبب عدم موافقة الاتحاد الوطني الكردستاني وحزب البعث قيادة قطر العراق على انضمامهم اليها.. ولهذا السبب دعاهم الحزب الشيوعي لجبهة معهم سميت بجبهة جود اي الجبهة الوطنية الديمقراطية والتي اعلن عنها بتاريخ 28 / 29 تشرين الثاني عام 1980..أي بعد حوالي اسبوعين على اعلان جبهة جوقد ..! وضمت جبهة جود الحزب الشيوعي والحزب الديمقراطي الكردستاني والحزب الاشتراكي الكردستاني..ثم بتاريخ 10 أيار عام 1982 إنضم الحزب الاشتراكي الكردي المسمى الباسوك لجبهة جود .. وبعد خمسة أيام إنضم حزب الشعب الديمقراطي الكردستاني الى جبهة جوقد لكنه في عام 1984 انسحب من جوقد..ولما قامت جبهة جود أثارت حفيظة بعض القوى في جوقد حيث تم تجميد عضوية الحزب الشيوعي والاشتراكي الكردستاني حسك فيها ..وهذا التجميد انعكس على الصراع العسكري بين الاتحاد الوطني الكردستاني من جهة واطراف جود جميعها من جهة ثانية وحدثت معارك خسر فيها كافة الاطراف ومنها جريمة بشتاشان التي استهدف من خلالها الاتحاد الوطني تشكيلات الحزب الشيوعي العسكرية الرئيسية في منطقة بشتاشان ..في تشرين الثاني عام 1981 عقدت اللجنة المركزية اجتماع كان تحت شعار ..من أجل تصعيد النضال في جبهة وطنية عريضة لاسقاط النظام الديكتاتوري وإقامة حكومة ديمقراطية إئتلافية تنهي الحرب العدوانية مع إيران وتحقق الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكردستان ..وهنا حدد الحزب الشيوعي أهدافه العامة بإسقاط النظام وإنهاء الحرب وتبني رسمياً الكفاح المسلح اسلوباً رئيسياً للنضال ..وفيه أكد الحزب على تنظيم تشكيلات قوات الانصار وتكوين المكتب العسكري المركزي وإعادة تنظيم الحزب داخل الوطن وتشكيل البناء الحزبي والاداري للأنصار ..وبعد تجميد نشاط الحزب الشيوعي في جوقد , بقي يعمل بجبهة جود والتي انضم اليها بتاريخ 13 تشرين الثاني عام 1984 ثلاثة احزاب هم الحزب الاشتراكي وحزب الشعب الكردستاني والتجمع الديمقراطي العراقي ..
وخلال هذه الفترة التي برزت فيها جوقد وجود لم تكن الحركات او الاحزاب الاسلامية لها حضور واضح على الخارطة السياسية العراقية خارج الوطن او في كردستان ما عدا بعض تجمعاتهم في دمشق وإيران لذلك فأن حزب الدعوة الاسلامية بادر الى نشر بيان في اواخر تشرين الثاني عام 1980 أسماه /..بيان التفاهم /..الذي اطلع عليه الحزب الشيوعي ورحب به لكن لم ينتج عن اتفاق جبهة او اي تنسيق معهم ..وفي ايلول عام 1981 أعلن الحزب الشيوعي العراقي عن تحالفه مع /..قوة وطنية تقدمية /..لم يعلن عن اسمها ولكن تبين لاحقاً أنها حزب الشعب الديمقراطي الكردستاني بزعامة الفقيد محمد محمود عبد الرحمن المعروف بإسم سامي عبد الرحمن ..لكن هذه العلاقة لم تتطور كثيراً لأسباب تخصهم .. وللفترة من الاول الى السادس من شباط عام 1983 عقد بطرابلس الليبية مؤتمر لما يسمى المعارضة العراقية , وقد صدر بيان عن هذا الاجتماع الذي أعلن فيه عن تشكيل جبهة عريضة تضم 19 حركة وحزب ثم عقد اجتماع تكميلي في الاول من آذار من نفس العام في دمشق وضمت الجبهة بالاضافة الى الحزب الشيوعي ..ما يلي ..الحركة الاشتراكية العربية والحزب الاشتراكي وحزب البعث قيادة قطر العراق ومنظمة جيش التحرير الشعبي والحزب الديمقراطي الكردستاني الذي مثله الفقيد ادريس البرزاني واتحاد الديمقراطيين الاشتراكيين الوحدويين والاتحاد الديمقراطي الكردستاني ومؤتمر الشعب العراقي وحزب الشعب الديمقراطي الكردستاني وحركة الطليعة العراقية ومؤتمر القوميين الاشتراكيين وفصائل الثورة العراقية والمستقلون الديمقراطيون والاتحاد الوطني الكردستاني وحركة الوحدويين الاحرار ومنظمة الوطنيين الديمقراطيين التركمان وحزب العمل الاشتراكي العربي والحزب الاشتراكي الكردستاني , ولم تكن هذه الحركات والاحزاب منسجمة على برنامج محدد وخط سير سياسي يعمل على زحزحة او اسقاط النظام المقبور وكانت مغرقة بالخلافات والصراعات غير المجدية , فتفرق شملها وإنتهت بدون ان يلمس المواطن العراقي منها أي تأثير إيجابي في الواقع السياسي العراقي ! ..وفي كردستان العراق وتحت حماية الانصار الشيوعيين عقد الحزب الشيوعي مؤتمره الرابع للفترة من 10 الى 15 تشرين الثاني عام 1985 ودرس عدة أمور كان من بينها عمل الانصار والحرب مع ايران وتطوراتها والتنظيم داخل الوطن وتم فيه تقليص رفاق اللجنة المركزية بعد ان كانوا 44 رفيق عضو ومرشح تم انتخابهم في المؤتمر الثالث المنعقد في ايار عام 1976 الى 15 رفيق فقط وأضيف اليهم عشرة رفاق لا يعرف بأسمائهم سوى سكرتير الحزب الفقيد عزيز محمد / وتم تسميتهم للمزاح من قبل بعض الرفاق /..بأنهم ..العشرة المبشرة بالجنة !! بينما احتفظ رفاق آخرون بعضويتهم في اللجنة المركزية الجديدة وفاز آخرون بالانتخاب وهم كل من ..عزيز محمد , وعمر علي الشيخ , وكريم أحمد , وعبد الرزاق الصافي , وحميد مجيد موسى , وكاظم حبيب , وسليمان يوسف , ومحمد سليمان شيخ محمد , وأحمد باني خيلاني , وتوما توماس , و رحيم عجينة , وآرا خاجادور , وفخري كريم , وعادل حبة , ومهدي عبد الكريم , علماً أن عدد من الرفاق المرشحين للجنة المركزية واعضاءها من الذين انتخبهم المؤتمر الثالث لم يحضر للمؤتمر الرابع بسبب إستشهادهم كالشهداء عايدة ياسين وعادل سليم ومحمد البطاط ابو زيتون وآخرين رفضوا الحضور وغيرهم كانوا مرضى ومن كبار السن بينما كان بعضهم قد اختلف مع الحزب وتعذر حضوره .. في تاريخ 12 أيار عام 1988 صدر بيان بإسم الجبهة الكردستانية العراقية / جك / ..وكانت تضم..الحزب الشيوعي العراقي والاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني والحزب الاشتراكي الكردستاني والحزب الاشتراكي الكردي وحزب الشعب الديمقراطي الكردستاني ..وكان الحزب الشيوعي العراقي خلال عمله مع هذه الاحزاب جميعا ً , يؤكد على استقلاليته الفكرية والسياسية والتنظيمية وأن التحالف لا يعني الذوبان او الاندماج في الآخرين وأن تكون للتحالف اهداف محددة تهم مصالح الجماهير وخاصة الفقراء ويجب أن يتمتع كل حزب بحرية التحرك والتصرف ويمكنه الانسحاب من التحالف اذا وجد ان القوى التي معه او بعضاً منها يسير على النقيض من البرنامج المرسوم للتحالف الذي يريده الشيوعيين والذي يجب أن لا يكون تحالف فوقي وهش بين قيادات ويجب ان تشترك فيه جماهير الشعب بالاضافة الى جميع اعضاء الحزب وأصدقاءه ثم أكد الحزب على الاجماع في اتخاذ القرارات ..لكن هذه التحالفات اولاً لم تتوسع لعمق الوطن وبقيت محصورة في إقليم كردستان والخارج ومن جهة أخرى شابتها الصراعات والخلافات وكانت تحمل في دواخلها التناقضات وحب الزعامة والسيطرة لبعض رموزها على الآخرين وممارسات الطرد بحق بعضهم مثلما حصل مثلاً لطرد الحزب الاشتراكي من جبهة جوقد بتاريخ 12 آذار عام 1984 مما حدا به للانضمام الى جود وهكذا ..فصيل يطرد من منطلق المسيطر والمتنفذ وآخر يستقبل المطرود ويضمه اليه ..! والخاسر هنا هو الشعب العراقي حيث لم تنعكس هذه الجبهات على عمله ونشاطه في التحرك لاسقاط النظام المقبورسوى أنه جرى تنسيق بين الحزب الشيوعي وبعض الاحزاب الكردية في انتفاضة آذار عام 1991 وتم من خلالها تحرير بعض مدن كردستان , .. ومن الجدير بالاشارة هنا الى أن هذه التحالفات الجبهوية تعلقت بعمل القيادة الحزبية ولجنتها المركزية والسكرتير والمكتب السياسي ولم يتم أخذ رأي أو استشارة بقية اعضاء الحزب فعلى الاقل الاستئناس بآرائهم لم يحصل ..! وهذا مما ساعد على سرعة فشلها وتفرق شمل المنضوين فيها..لذلك على الحزب الشيوعي أن يستشير رفاقه جميعاً وخصوصاً القدماء الذين يمتلكون تجارب وخبر كبيرة وخاصة في السياسة , وحتى الاصدقاء من القوى اليسارية والديمقراطية العراقية قبل الشروع بتوقيع اي اتفاق جبهوي مع اي حزب او كتلة ..لما لذلك من فوائد جمة لعملنا بشكل عام ..