دعا تيسير خالد ، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، عضو المكتب السياسي للدجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الى عدم التعويل على دور بناء يمكن ان تضطلع به الادارة الاميركية لدفع جهود التسوية السياسية للصراع الفلسطيني – الاسرائيلي على اساس القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ، خاصة وأن التصريحات الصادرة عن البيت الابيض والخارجية الأميركية ما زالت تجتر اللازمة المعروفة حول ما يسمى حل الدولتين دون إبداء ولو قدر ضئيل من الاستعداد لممارسة الضغط على دولة الاحتلال للتوقف دون قيد او شرط عن الممارسات ، التي تقوض مثل هذا الحل وتجعله مجرد وسيلة للخداع وإضاعة الوقت ولإدارة الأزمة بدلا من العمل على حلها .
جاء ذلك على خلفية التصريحات والمواقف ، التي تصدر عن عدد من المسؤولين الفلسطينيين ، الذين يحاولون من جديد إشاعة الوهم بأن الحرب العدوانية الأخيرة على قطاع غزة بتداعيتها التي ظهرت حتى الآن ، تفتح الطريق أمام مسار سياسي جديد ، تقوده الادارة الاميركية او تلعب فيه دورا محوريا ، يفضي الى تسوية سياسية شاملة ومتوازنة ، تماما كما كان عليه الحال بعد الانتفاضة الكبرى عام 1987 ، التي وقعت انجازاتها العظيمة ضحية أوهام تسوية سياسية لم تكن متطلبات بلوغها قد نضجت بعد .
وأضاف بأن الرهان أولا وقبل كل شيء يجب ان ينطلق من العمل على تعديل ميزان القوى على الارض وتطوير أدوات الكفاح ضد الاحتلال والارتقاء بالحالة الجماهيرية العفوية الى حالة منظمة تؤطرها وتقودها قيادة وطنية مركزية موحدة وقيادات وطنية ميدانية جهوية وخاصة في الريف في الضفة الغربية وتطوير عناصر القوة الذاتية ، التي جسدها الصمود الاسطوري للمواطنين وجسدتها المقاومة الباسلة ، التي تصدت لجيش الاحتلال ببسالة وجدارة على امتداد أحد عشر يوما من العدوان ، الذي استهدف المدنيين وخاصة الاطفال والنساء وكبار السن وطال الابراج والمباني السكنية والطرقات وشبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي والبنى التحتية في قطاع غزة ، هذا الى جانب المعاني العظيمة للهبة الجماهيرية الواسعة في وجه الاحتلال وآلته العسكرية وأجهزته الامنية والشرطية التي عمت مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية في اكثر من مائتي ساحة اشتباك وعمت مدن وبلدات وقرى الداخل الفلسطيني ومخيمات الجوء والشتات والجاليات وعبرت عن وحدة حقوق ومصالح الشعب الفلسطيني على نحو فاق جميع التوقعات ليس فقط في دولة الاحتلال بل وفي العالم بأسره .