ما يمر به بلد دجلة والفرات منذ 2003 وليومنا معروفه من الجميع بعد سقوط النظام البائد ليشهد البلد متغيرات وتحولات كبير في مختلف النواحي لتغير نظام حكمنا من الدكتاتوري إلى ديمقراطي تعددي يضمن للجميع حريتهم وحقوقهم المشروعة ، ومن يحكم العراق اليوم اغلب أحزاب المعارضة العراقية السابقة التي ضحت بالغالي والنفيس وهجرت ، بسبب معارضتها للنظام البعثي ، واللذين انتخبتهم غالبية طوائف الشعب في انتخابات شهدت إقبال جماهير واسع ، وتحت أشراف الأمم المتحدةومعترف بنتاجها من المنظمة الدولية والمجتمع الدولي ، وليكتب الدستور بأيدي عراقية ويصوت عليه من الشعب العراقي ، وتشرع القوانين النافذة بموجب الدستور من قبل البرلمان وحكومة عراقية منتخبة من الشعب وتحتها ألف خط .
ماذا كانت النتيجة النهائية لوضع البلد العام أو ماذا تحقق للبلد وأهله ؟، ومن المستفيد الحقيقي لوضعنا منذ خمسة عشر سنة عجاف حكام المنطقة الخضراء أو من يخطط وراء الكواليس أو في الغرف المظلمة .
لو أردنا أن نحدد مشاكلنا أو معاناتنا ا والى أي حد وصلت أمور العراق فلا يكفينا عشرات من المقالات لكي نقف على حقيقية أوضاعنا المأساوية ، ولعل الكثيرون يعتقدون أن المسالة متوقفة على ملفي الأمن والخدمات ، ودمار شامل لمؤسسات الدولة ومصانعها ومعاملها وزراعتها وتعليمها اعتقد ما زال بعيد كل البعد عن واقعنا ، بسبب حجم التهديد والمخاطر ضربت ثوابتنا الدينية وعاداتنا وتقاليدنا ، ونشرت وغرست أفكار منحرفة هدامة لعقول شبابنا لنرى الغرائب والعجائب في بلد الحضارات والثقافات ، وفي ظل حكام الأحزاب واللاعبين الأساسيين .
ظروف سوريا اليوم لا تختلف عن وضع العراق بكافة النواحي ، وهي تعيش مأساة منذ أكثر من سبع سنوات من اقتتال داخلي ودمار والخراب الشامل لأغلب مدنها ومؤسساتها ، وبتدخل من الكبار معروف من الكل .
لنعود إلى عنوان كلامنا هل سيكرر الكبار تجربة العراق في سوريا ؟ ليكون الجواب من خلال ما تشهده الأزمة السورية من صراع محتدم بين الكبار ووصلوا الأمور إلى حد المواجهة المباشر ، لكن حساباتهم في المواجهة المباشرة ستكون نتائجها وخيمة عليهم لذا ألجوا إلى أساليب أخرى كدعم المجموعات المسلحة وغيرها من الأساليب الأخرى من اجل تحقيق مصالحهم .
الدعوات في الآونة الأخيرة من عدة إطراف لتشكيل لجنة كتابة دستور سوري جديد وبأشراف من الأمم المتحدة وإجراء انتخابات وبمشاركة المعارضة السورية والحكومة وبوجود الكبار دلائل وحقائق تؤكد مضي الكبار في تكرار تجربة العراق في سورية
هذا الخيار أو الحل سيدخل الشعب السوري في دوامة لا يعرف أولها من أخرها ، وسيكون حالهم أسوء من حال الشعب العراقي في كافة النواحي والجوانب ، وتبرز مشاكل لا تعد ولا تحصى في الحقوق والواجبات ،وسيدفعون الثمن باهظ جدا من خيراتهم وثرواتهم وسيصل الخطر والتهديد إلى عاداتهم وتقاليدهم .
وفي المقابل تضمن الكبار مصالحها وتحقيق غاياتها من خلال دعمهم لجهة ما ، وإطراف أخرى تدعم آخرين ليكون التوافق والمحاصصه في تقاسم السلطة وتوزيع المناصب نواة الدولة السورية الجديدة ، وبطبيعة الحال بتوافق الكبار .
المستفيد الأول والأخيرة بطبيعة الحال ليسوا أهلنا من الشعبين العراقي والسوري ، بل أمريكا ودول أخرى كثيرة استفادت من وضعنا سياسيا وامنيا واقتصاديا و حتى انتخابيا لتكون تجربة العراق لهم ناجحة في بلوغ أهدافهم المرسومة لهم في المنطقة وبأقل الخسائر .
وما الذي سيخسرونه ؟ لو جربوها في العالم الثالث كلها ، إنها مجرّد عملية البحث عن سوق السلاح لبيعه ، فلتبقى مفتوحة ورائجة إلى 1000 سنة