الثلاثاء, نوفمبر 26, 2024
Homeمقالاتالأمانة في توثيق حركة الأنصار: مازن الحسوني 

الأمانة في توثيق حركة الأنصار: مازن الحسوني 

 

-شكلت حركة الأنصار الشيوعيين العراقيين صفحة مشرقة بتاريخ الحزب الشيوعي العراقي رغم الجدل السياسي حولها من ناحية صواب او خطأ هذا النهج بالكفاح ضد الدكتاتورية البعثية بتلك الفترة.

-الا أن الشيء الذي لا ينكره الجميع هو دور هذه الحركة في أعادة روح التحدي والعزيمة لعموم الحزب وأعادة تجميع قواه بعد التبعثر وكذلك أعادة مركزه داخل المعارضة التي بدات تنشأ ضد البعث بعد الأنكسار الكبير نتيجة ضربة البعث القوية للحزب عام 1978 وتشتت قوى الحزب وتفكك منظماته وانهيار العديد من الرفاق نتيجة الأعتقالات ناهيك عن حالات الأعدامات والتغييب التي مورست بحق المئات من المناضلين .

-بعد سقوط البعث عام 2003 بدأ العديد من الأنصار الكتابة حول تلك التجربة التي أنهارت نهاية الثمانينات بعد الأنفال وما صاحبها من استخدام للسلطة من بطش وسلاح متعدد حتى الكيمياوي منه ونزوح الألأف من المواطنين وعموم الأنصار والبيشمركة الى دول الجوار.

-هذه الكتابات من قبل الأنصار هي بمثابة توثيق لتلك الحركة لأن من يكتب هو شاهد عيان على تلك الأحداث وليس أنسان ناقل لأخبار تلك الأحداث .من هنا تأتي أهمية توثيق تلك الأحداث وما يجب أن يدون فيها.

-نشتكي نحن على الدوام من أن كتابة التاريخ يكتبها القادة والمنتصرون ولهذا هي غير صادقة في الكثير من الوقائع المتكوبة.من هنا يجب أن تكون لدينا نحن الأنصار بعد أن أمتلكنا حرية الكتابة وناصيتها العمل على تدوين حقائق تلك المرحلة (حركة الأنصار )بكل أمانة وصدق لأننا لسنا بقادة ولا منتصرين وأنما شهود عيان ويهمنا جدأ أن تدرك الناس حقائق ما عشناه بكل صدق وأمانة لكي ندون صفحة النضال هذه للتاريخ . 

لكن هل نقوم بهذا الدور بشكل صحيح ؟

*قبل يومين حضرت على منصة الزوم محاضرة لأربعة أنصار عاشوا تجربة الأنفال وتحدثوا عنها كشهود عيان مع شرح ما عاشوه ومشاعرهم ومجمل الصعوبات الحزينة التي رافقت تلك الأحداث من قتل وتهجير وعذابات للأنصار والعوائل الكردية وحالة الأنهيارات المعنوية لأغلب الناس وكيفية أنقاذ طفلة بعمر ستة سنوات ضاعت عن أهلها ومعاناة الأنصار في معسكرات الأجئين بدول الجوار المعادية للشيوعيين .

-في كل الحديث الشيق الذي قدمه هؤلاء الأعزاء تجنبوا الحديث عن قادة فصائل الأنصار سواء العسكريين منهم أو السياسيين.

-عندما سألتهم أن يتحدثوا عن دور هؤلاء القادة ومواقفهم سواء الشجاعة التي تتطلبها من القادة بهكذا مواقف أو مواقف الضعف (أكرر ان الغاية هي التوثيق للتاريخ)،لم يجب أي منهم على السؤال رغم أن البعض أراد أن يتحدث ولكن لم يسمح له المجال بأعذار غير مناسبة .عندما أعدت الطلب بالأجابة وعدم تجاهل السؤال كان جواب من أدار الفعالية لا ينم عن أي رغبة في الخوض بهكذا معلومات وكأنه يخشى شأنا سوف يمس مقدسات معينة.

-هنا أطرح التساؤل التالي أذا كنا غير قادرين على توثيق تجربتنا بشكلها الحقيقي الأ ينتج هذا الكثير من  اللغط حول العديد من أحداثها وصدق ما نطرحه للناس ؟

-الأ يدعو هذا الكثير ممن نعلم جيدأ دورهم البائس بتلك الأحداث من التبجح بأدوار بطولية لا يستحقونها؟

-ثم تعالوا معي لماذا الخوف في الخوض باسماء هؤلاء القادة ؟

-البعض يعتقد بأن طرح الأسماء سيعتبر مثل التسقيط السياسي لهؤلاء وهو ما يؤثر على مكانة الحزب .هذا يعني بالضرورة يجب الحديث فقط عن ألقضايا الأيجابية للحركة وأعطاء صورة ناصعة عنها وعن الناس الذين عاشوها. وهنا الأ نمارس نفس الممارسة التي يمارسها الأخرين ورفضناها في كيفية كتابة التاريخ من قبل القادة والمنتصرين؟

-قناعاتي الخاصة هي الخوف من تأثير توثيق الحركة بشكلها الحقيقي على بعض القادة الحزبيين خاصة وأن هؤلاء البعض لازالوا يتحكمون بالقرار السياسي للحزب وقولبوا كل كتابة فيها مواقف ضعف لأي قائد حزبي بتلك المرحلة سيضر الحزب (يعني هو الحزب وليس الأخرين)ولهذا تجد الدفاع الغير واعي للبعض من الرفاق في عدم تدوين كل الحقائق (البنتاغون يرفع الغطاء عن جميع الأحداث التي مرت قبل خمسة وعشرين عام .البنتاغون يا جماعة مو أحنه) رغم أن هذه الأحداث جرت قبل ما يزيد عن ثلاثين عام.

-هؤلاء المدافعين عن عدم التدوين بشكله الحقيقي لا يدركون بأن فعلهم هذا يؤذي الحزب ونضاله وليس العكس .كيف؟

*من كان موقفه ضعيف بتلك المواقف الحرجة هل تتوقعون اليوم أن يتسم بالشجاعة في مواقفه الحالية التي لا تخلو من مخاطر رغم اختلاف الزمن؟من ترك رفاقه دون تنظيم لعملية أنسحابهم ولم يبقي يدافع معهم وكان هو ليس مع أخر من أنسحب من مواقع الأنصار هل سيرسم اليوم سياسة تصدي واضحة ضد قوى الفساد والمحاصصة ؟

*من كان ذا موقف ضعف من عموم حركة الأنصار هل نتوقع اليوم منه الشجاعة الكافية في خوض غمار مرحلة النضال الحالية التي لا تقل خطورة عما سبق ويكون بالصفوف الأمامية مع شبان الأنتفاضة؟

–الأ تدعونا تلك التجربة (حركة الأنصار والأنفال خاصة) ومعرفتنا بمواقف هؤلاء القادة الى فهم لماذا تراجعت مواقف الحزب الحازمة أزاء قوى الفساد والمحاصصة و مشاركتنا معها في عملية سياسية صنعت بيد أمريكا وأيران وهم أشد أعداء الحزب والوطن (الحزب شارك بحكومتين وكذلك مجلس الحكم الطائفي).

-الأ يدرك الجميع الأن أن طرح الحقائق وبالأسماء هو تنقية للحزب ممن لا يستحق ان يكون بموقع يرسم به سياسة مصيرية للحزب؟

-لأي متابع مخلص لوضع الحزب بعد سقوط البعث عام 2003 يجد بأن العديد  ممن رسم سياسة الحزب منذ ذلك التاريخ وليومنا هذا لا يخلو من دور ضعيف لهؤلاء في حركة الأنصار سواء من شارك بها أو من لم يشارك.

-توثيق التاريخ الأنصاري أمانة بيد من ساهم به أولا قبل الأخرين وعليهم كتابة ذلك التاريخ بكل معايشاته الحلوة منه أو المرة ،الخوف والجبن والأنكسار بمقابل الشجاعة والبسالة والتضحية .الحزن والمرارة بجانب الضحكة والفرحة.لقد كنا بشرأ وللبشر صفات متعددة حسب كل فرد وكل موقف وليس من الصحيح أن يراد بنا أن نكون روبوتات لم تعش سوى الصفات الجيدة فقط لأن هذا كذب على النفس قبل الكذب على الأخرين ومن هنا أدعو الجميع عند الكتابة أو الحديث حول تلك التجربة التجرد من المحظورات التي تفقد تدوين قيمته الحقيقية  ولنكن صادقين مع أنفسنا ونعتز بما عشناه بكل تفاصيلها وشجعان بطرح الحقائق.

لا نكون أداة غير مناسبة بيد من لا يستحق أن نضعه بمكان غير مناسب له ونجني بعملنا هذا  هروب وعدم ثقة المئات من أنصارنا سواء بالحزب أو الحركة وهو ما نراه منذ زمن طويل حيث القضية هذه كانت سببأ رئيسيأ في أبتعاد الكثير من المناضلين الشجعان عن التواصل المثمر سواء مع الحزب أو روابط الحركة في اماكن متعددة. لتكن تجربة رصيدا مثمرأ للحزب ولتاريخه وعموم الشعب العراقي عبر التدوين الصادق لكل أحداثها ولنكن سباقين بصدق الكلمة مثلما نقول عن أنفسنا صادقين بالدفاع عن حقوق الناس .

 مازن الحسوني     

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular