منذ أيام، يخطط المحتجون العراقيون لاحتجاجات حاشدة في بغداد مطالبين بالكشف عن قتلة المتظاهرين والناشطين، وخاصة الناشط، إيهاب الوزني، أحد أهم قادة الاحتجاجات في محافظة كربلاء الذي قتل قرب منزله في المدينة القديمة برصاص مجهولين.
وتسود حالة من الترقب والشد بين الحكومة التي سيطالب المحتجون باستقالتها، كما يقول عدد منهم والميليشيات التي يتهمها المحتجون بقتل زملائهم، وبين المتظاهرين الذين تعاني تظاهراتهم من الانقسام في المواقف كما يبدو.
تحذير وتنبيه!
يا ثوار تشرين الأبطال:
لقد طبعت اليوم إحدى مطابع الميليشيات 900 بوستراً سيحملها المندسون الميليشياويون بينكم غداً.
فيها صور شهداء تشرين وهم يتساءلون: مَنْ قتلني؟
ومعها صورتي وأنا أحمل طبراً كقاتل!
فاحذروا وانتبهوا ولا تردوا عليهم، لأن غرضهم قتلكم!#ستنتصر_ثورة_تشرين— فائق الشيخ علي/كلمتي للتاريخ (@faigalsheakh) May 24, 2021
ويقول مرتضى منشد، وهو من متظاهري مدينة الكوت إنه “يمضي ليلته في بغداد تحسبا لانقطاع الطرق” لأنه يخطط للمشاركة في تظاهرات غد الثلاثاء “للمطالبة بإسقاط النظام”.
لكن مرتضى، الذي تحدث لموقع “الحرة” من منطقة الكاظمية في بغداد يقول إنه “حائر بين ساحات التحرير والفردوس والنسور التي يحشد كل مجموعة متظاهرين للتظاهر بها”.
ويشعر مرتضى بالحزن بسبب تفرق التظاهرات ويعتقد إن “قادتها يحاولون معرفة حجم جماهيرهم” قبل اتخاذ خطوات أكثر تهديدا للحكومة لكنه يريد أن يتوحد الجميع ويعيدون تظاهرات أكتوبر الماضي”.
ويقول حزب البيت الوطني العراقي إن تعدد ساحات الاحتجاج هو “تكتيك جديد” للابتعاد عن تضييق القوات الأمنية.
ويقول عضو الحزب حسين الغرابي لموقع “الحرة” إن هذا التكتيك الجديد ضروري كي لا تكتشف السلطة أو تضايق أو تمنع وصول المحتجين لهذا المكان”، مضيفا أعتقد أن ساحة التحرير ستكون هي الجامع الأهم لهؤلاء الشباب”.
لكن حسين مؤيد، وهو متظاهر من مدينة الكوت الملاصقة لبغداد يقول إن “القوات الأمنية يمكنها فرض حظر تجوال في عموم بغداد أو إغلاق مداخل العاصمة”.
ويضيف مؤيد “الانقسام يبعث برسالة خاطئة جدا، وأغلب المتظاهرين سيكونون في ساحة النسور ومنها سينطلقون إلى ساحة التحرير في بغداد، وهذا يعني أن هناك جسورا ونهرا يفصل بين المكانين، مما يعرقل وصول المتظاهرين إلى التحرير”.
وقال مصدر أمني لموقع “الحرة” إن التظاهرة “لن تواجه بالعنف” لكنه أضاف “هناك توقيت لانتهائها ويجب أن يتفرق المتظاهرون بحلول هذا التوقيت”.
ويضيف المصدر الذي يعمل ضابطا رفيعا في قيادة عمليات بغداد إن “المتظاهرين سيتحركون بحرية نسبية”، ورفض كشف الطريقة التي ستفرض بها قوات الأمن “التوقيت” الذي تحدث عنه.
وزامن التظاهرات انتشار ملصقات في بغداد تتهم قادة التظاهر وسياسيين معارضين، مثل النائب فائق شيخ علي والمتظاهر علاء الركابي ومستشار رئيس الحكومة مشرق عباس، بالمسؤولية عن قتل المتظاهرين.
تحذير وتنبيه!
يا ثوار تشرين الأبطال:
لقد طبعت اليوم إحدى مطابع الميليشيات 900 بوستراً سيحملها المندسون الميليشياويون بينكم غداً.
فيها صور شهداء تشرين وهم يتساءلون: مَنْ قتلني؟
ومعها صورتي وأنا أحمل طبراً كقاتل!
فاحذروا وانتبهوا ولا تردوا عليهم، لأن غرضهم قتلكم!#ستنتصر_ثورة_تشرين— فائق الشيخ علي/كلمتي للتاريخ (@faigalsheakh) May 24, 2021
ويقول علي الوزان، وهو صحفي عراقي مستقل، إن “التظاهرات يوم غد تشبه تظاهرات أكتوبر، هناك دعوات غامضة وتحشيد كبير، وربما ستكون الأعداد كبيرة فعلا”.
ويتوقع الوزان أن تكون التظاهرات “مؤثرة بشكل أكبر” لأن المتظاهرين أصبحوا أكثر تنظيما وأكثر وعيا وخبرة”، لكنه اشترط في حديث لموقع “الحرة” أن يتغلب قادة التظاهر على انقساماتهم.
ويطالب المتظاهرون “الخلاص من نظام المحاصصة المقيت”، و”محاسبة القتلة” منتقدين “الالتفاف والخديعة التي تمارسها البرلمان والسلطة”، بحسب بيان البيت الوطني، أحد أكبر الأحزاب الداعية لتظاهر يوم غد.
وقال بيان الحزب إن “فساد احزاب السلطة الحاكمة مستمر باختطاف حياة الناس”، مضيفا أن “الـ25 من ايار اعلان من العراقيين لعودة الاحتجاجات السلمي”، وحذر من أن “البلد مقبل على موجة احتجاج كبيرة ما لم تتدارك السلطة بالتغيير الجذري”.
ويدعو البيت الوطني للتظاهر في ساحتي النسور والتحرير في العاصمة.
في المقابل، يقول الناشط أحمد الوشاح، أحد الداعين لتظاهرات ساحة الفردوس إنه ” بعد بذل قصارى الجهود من اجل الحفاظ على امن المتظاهرين تم التنسيق مع قيادة عمليات بغداد وجهاز الأمن الوطني على تسهيل دخول العجلات القادمة من المحافظات وتأمين ساحة الفردوس وساحة التحرير”، كما يقول منشور في صفحته على فيسبوك.
وتأتي تظاهرة يوم غد بشكل رئيس احتجاجا على اغتيال إيهاب الوزني، منسق الاحتجاجات المناهضة للسلطة في كربلاء، ومنذ مقتله، دعا 17 تيارا ومنظمة منبثقة عن الحركة الاحتجاجية رسميا إلى مقاطعة الانتخابات المبكرة التي وعدت بها حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إثر توليه السلطة بعد أشهر من الاحتجاجات ضد الفساد والطبقة السياسية.
وأعلنت تلك التيارات في 17 مايو في بيان مشترك من كربلاء الرفض “للسلطة القمعية” وعدم السماح “بإجراء انتخابات ما دام السلاح منفلت والاغتيالات مستمرة” والتي ينسبها ناشطون إلى ميليشيات شيعية، وسط تعاظم نفوذ فصائل مسلحة تحظى بدعم إيران على المشهد السياسي.