السبت, نوفمبر 23, 2024
Homeمقالاتمجزرة هنا وأخرى هناك : حسن حاتم المذكور

مجزرة هنا وأخرى هناك : حسن حاتم المذكور

1 ــ مجزرة عراقية هنا, ومجزرة فلسطينية هناك, هنا صامتة ترتكبها ايران المحتلة, وادواتها احزاب شيعية, يطلق عليها “ولائية”, هناك ناطقة ترتكبها اسرائيل, وادواتها جيش صهيوني, هنا لا تحظى المجزرة بتضامن عربي اسلامي, ولا حتى غربي شرقي, ولا تحظى بتهدئة ولا هدنة, والقاتل مجاهد مقدس!!, ملثم بعباءة المراجع الخرساء, وهناك تحظى بتضامن يتجاوز حدود الدنيا, هنا يسجل الشهداء قتلى وتعد بالأرقام, ولا يستحق اهل الشهيد تعويضاً, ويُنسى (القتيل!!) ودمه لم يجف بعد, وتسجل الجريمة ضد مجهول, هناك تفتح مزاريب العملات الصعبة, للعالمين العربي الأسلامي وكذلك الغربي والشرقي, لتصب في جيوب مجاهدي الأسلاميين في غزة, هنا القاتل عراقي اسلامي شيعي مر في عملية ارتزاق, فأصبح ولائي ايراني سافل منحط, والقاتل هناك هو ايضاً مر في بعملية ارتزاق, فتصهين في دولة اسرائيلية.

2 ــ الحرب بين اسرائيل واسلاميي غزة استمرت لـ (11) يوماً, استعمل فيها الثقيل والخفيف والمتوصط, وكذلك الطيران والصواريخ البالستية, عدد القتلى في الجانب الفلسطيني, (232) والجرحى (1900) جريحاً, اما في الجانب الأسرائيلي, عدد القتلى (11) قتيلاً و (243) جريحاً, مجموع القتلى والجرحى من الجانبين, لا يعادل (ربع) عدد الشهداء والجرحى بين صفوف المتظاهرين العراقيين السلميين, الشهيد الفلسطيني يريد استرجاع وطنه من الأحتلال الأسرائيلي, والشهيد العراقي يريد أيضاً, استرجاع وطنه من الأحتلال الأيراني, انتفاضة الأول من تشرين 2019, مضمونها وطني وابعادها انسانية, متضامنة مع جميع حركات التحرر في المنطقة والعالم, لكنها لم تجد من يتضامن معها, حتى من اقرب اشقائها, مفارقة قذرة جعلت الأرض العراقية, تتنفس بكامل شموخها, مكتفية برئة الجنوب والوسط العراقي.

3 ــ النظام الأقليمي والدولي, يخشى ان ينهض التاريخ العراقي من الجنوب والوسط, او ينبعث عن جيل جديد غير مدجن, بالهزائم والأنكسارات, عصي على التلوث بالفساد والمساومات, كالنظام العربي وبضمنه القيادات الفلسطينية كاملة, فالشعب الفلسطيني كما هو الشعب العراقي, والشعوب العربية معهما, ضحايا تلك الأنظمة, ومختبرات لخياناتها ومجازرها , الشعب الفلسطيني باسل, لم يبخل على ارضه السليبة بدماء وارواح ابناءه, كما هو الشعب العراقي, الفرق ان الذي يقود الحراك الفلسطيني, قيادات مبللة بالخذلان, جعلت من معانات الفلسطينيين, جسر عبور لتحقيق المزيد من منافعها الشخصية والفئوية والحزبية, اما الحراك العراقي , يقوده جيل منفصل, عن جيل الأنتهازية والنفعية, وانتظار المكاسب المجانية, انه جيل “يريد وطن” وسوف لن تصمد بوجه موجته, شلل المرتزقة من ولائيي احزاب وتيارات البيت الشيعي, ومليشيات حشدها, والمجاهد الملثم غادر جبان.

4 ــ الأحتلال الأيراني كما هو الأحتلال الأسرائيلي, ورغم التغلغل الأقتصادي والثقافي والسياسي والجغرافي والعقائدي, في اوطان الأخرين, سوف لن يجدا لهما سكينة على ارض ترفضهم, وعندما تستطيع الأجيال الجديدة, ازالة الطبقات المحلية الميتة عن طريقها, لن تجد ما يعيقها من تحقيق ذاتها, في وطن كان لها, جيل الأول من تشرين, خلق وعياً جديد, واحلام وآمال على ابواب التحقيق, جيل سيوحد العراق, وطناً ودولة ومجتمع, وسيادة وطنية تجمع شماله بجنوبه وغربه بشرقه, وبغداد عاصمة للجميع, هذا المستقبل القادم, يثير الرعب والهلع والهزيمة, في شراسة النفس الأخير, لأحزاب المكونات والمذاهب والعشائر والأعراق, ويجعل الهويات الفرعية, جاهزة للأنصهار داخل الهوية العراقية الوطنية المشتركة, ويكتمل النصاب في وحدة المكونات الوطنية, وينصرف لأحتلال الأيراني هنا,  وهناك ستغير الأجيال منطق التاريخ, وتستعيد الأرض عدالتها وحتمية المتغيرات قوانينها الصارمة, حينها سيجد الشعب الفلسطيني مكانه التاريخي, على ارض تنتمي اليه, واليها ينتمي.

25 / 05 / 2021

mathcor_h1@yahoo.com

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular