لم تمر سوى ساعات على وصول قافلة مخيم الهول السوري وهي تحمل نحو 100 عائلة من عناصر تنظيم داعش الإرهابي، لتحط رحالها في مخيم الجدعة بمحافظة نينوى، حتى خرجت أخبار تفيد بتسرب عدد من العائلات من المخيم، وفق بيان للنائبة السابقة فيان دخيل، غير أن للحكومة رأي آخر؛ بشأن وجود هذه العائلات.
وأبلغ مصدر أمني في محافظة نينوى، وكالة شفق نيوز؛ يوم الثلاثاء (26 أيار 2021)، أن القافلة المكونة من 10 حافلات دخلت إلى مخيم الجدعة جنوب الموصل، وبدأت الجهة المسؤولة عن إدارة المخيم بتوزيع العائلات على الخيم المعدة مسبقاً في مخيم الجدعة الذي تشرف عليه منظمة IOM وتموّل احتياجاته مع وزارة الهجرة والمهجرين.
وحصلت وكالة شفق نيوز؛ على معلومات من مصادر مسؤولة عن هذا الملف تؤكد أن مخيم الجدعة ليس مخيماً بالدرجة الأساس، أي أن العوائل ستبقى فيه الى اشعار اخر إنما هو أشبه بمحطة اعادة تأهيل بعض هذه العوائل التي من الممكن دمجها من في المجتمع مرة أخرى بعد التأكد من أنها لا تحمل الفكر المتطرف.
وفي غضون ذلك؛ يقول مصدر مطلع في دائرة الهجرة والمهجرين ان باقي العوائل الموجود في مخيم الهول يصل عدد أفرادها الى 30 الفا.
فيما كشف مصدر امني لوكالة شفق نيوز؛ عن لجنة امنية مشتركة من جميع اجهزة الدولة الامنية منها الامن الوطني والاستخبارات والمخابرات والاستخبارات العسكرية لديها قاعدة بيانات كاملة وتدقق اسماء كل وجبة سيتم نقلها حتى تحدد من هم الأفراد المنتمين من عوائلها الى داعش بالاضافة الى البحث فيما اذا كان هنالك بين النساء عليهن مؤشرات امنية وفي حال ظهرت هذه المؤشرات يكون مصيرهن السجن وليس المخيم ويقدمن للمحاكمة.
أما عن المخاوف يوضح المصدر؛ أن “الاجهزة الأمنية متواجدة في المحافظة (نينوى) تكمن مخاوفها حول عمل التنظيم مجدداً على استغلال هذه العوائل واطفالها وانتاج جيل ثالث من الإرهاب بعد القاعدة وأخواتها وداعش وفي حال اصرت الحكومة العراقية على دمج هذه العوائل في المجتمع مرة اخرى واعتقد ان هذا الامر لا مفر منه فسيكون على عاتق الاجهزة الامنية مهمة كبيرة وهي متابعة هذه العوائل التي ستذوب كذوبان الثلج في المجتمع.
وفي إطار الحديث عن الرفض المجتمعي قال الناشط السياسي سعد الوزان لوكالة شفق نيوز؛ نحن اليوم أمام مرحلة مصيرية مع الارهاب وعلى الحكومة العراقية توفير ظروف ملائمة والعمل بجدية على منع الخلايا النائمة من استغلال هذه العوائل مرة اخرى ويجب ان تجد الحكومة العراقية إلى حقيقة لإعادة تأهيل من يمكن تأهيلهم والتحفظ على من تأثروا بهذا الفكر المتطرف، فهؤلاء قنابل موقوتة واي خطأ في التعامل مع القنبلة ستكون نتائجه كارثية.
إلى ذلك؛ يبين النائب عن محافظة نينوى شيروان الدوبرداني، في حديث لوكالة شفق نيوز؛ عن كيفية “نقل هذه العوائل دون وجود آلية واضحة لتحديد مصيرها هل ستبقى هذه العوائل في مخيمات ويظهر لنا جيل متطرف بعد عام او اثنين ام سيتم دمجهم في المجتمع وهنا يكون الخطر الاكبر وقد يكونون نواة جديدة فيما إذا نجح التنظيم باستغلالهم مرة اخرى وخصوصا ممن ما تزال لديهم القناعات الكاملة بالفكر المتشدد.
وقال “اليوم بات هذا الامر واقع وقد فرضته الحكومة العراقية دون اي اليات واضحة وهذا ما دعانا للقلق والرفض لنقل العوائل وانشاء نسخة من مخيم الهول بنسخة عراقية”.
وكشف الدوبرداني في حديثه عن “وجبة أخرى ستصل خلال هذه الأيام وقد وصلت الحافلات إلى الأراضي السورية منذ يومين لنقل الوجبة الجديدة والتي يصل عددها الى 97 عائلة”.
ولفت إلى ان “الحكومة العراقية مستمرة بنقل العوائل في وجبات متتالية حتى يصل العدد الى 500 عائلة في المرحلة الاولى”، مشيرا إلى ان “هذه العوائل تم استحصال الموافقات الرسمية لنقلها الى العراق”.
وكان محافظ نينوى نجم الجبوري قال في مؤتمر صحفي سابق؛ ان هذه الوجبة من العوائل هي ليست من عوائل عناصر داعش إنما كانت عوائل قد هاجرت الى الأراضي السورية بسبب الحرب وانتهى بها المطاف في مخيم الهول.