لم يعد هناك من بمقدوره أن يٶکد بأن أوضاع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية على مايرام وإنه يمسك بزمام الامور کما کان حاله خلال الاعوام المنصرمة، ويبدو بأن إنتخابات الرئاسة التي ستجري في 18 من الشهر الجاري، قد کشفت المزيد من الحقيقة القاتلة التي سعى النظام من أجل إخفائها طوال العقود الاربعة المنصرمة، واليوم لم تعد الإعترافات بضعف النظام وبرفض الشعب له مقتصرة على مسٶوليين تقليديين ووسائل إعلام محسوبة على النظام فقط بل إن الاعتراف قد وصل الى قمة ورأس النظام نفسه.
حسن روحاني الذي يطوي ثاني ولاية له في خدمة هذا النظام والذي أبلى حسنا في خدمة النظام وقدم کل مابوسعه من أجله، وهو بعد کل ماقد صرح به ليٶکد قوة ومتانة النظام وشعبيته ومن إنه يقف بقوة على قدميه، لکنه وفي خضم الاستعدادات الجارية لإنتخابات الرئاسة والتي يبدو واضحا وبحسب الکثير من المٶشرات بأنها ستکون أسوأ إنتخابات في تأريخ هذا النظام، فإنه وبعد أن شعر بمدى ومستوى الرفض الشعبي للنظام خصوصا وإن إنتخابات مجلس الشورى للعام المنصرم والذي قاطعه الشعبي الايراني بصورة ملفتة للنظر، يظهر واضحا من إنه يضع يده على قلبه عندما يعترف بمدى المقاطعة الشعبية للنظام قائلا:” كان المواطنون يصوتون لنظام الملالي بنسبة 98,2 في المائة، أين ذهبت الـ 98 في المائة، ولماذا تتقلص هذه النسبة باستمرار؟ ” وهذا کما يبدو إعتراف صريح لاغبار عليه من وجه قضى معظم حياته في خدمة النظام ويعتبر من أعمدته الرئيسية ولاسيما وإنه قد لعب دورا کبيرا في المحافظة على النظام وضمان عدم إنهياره وسقوطه من خلال سعيه لإظهار النظام بأنه إصلاحي ومعتدل!
روحاني الذي يستبد به القلق والخوف على مصير النظام بعد أن صار يلاحظ حالة التفکك والانقسام في داخله والرفض والکراهية الشعبية المتصاعدة ضده، ولايتمکن من إخفاء ذلك فيقر به عندما يقول: “ماذا يحدث لتماسكنا الوطني، ماذا يحدث لائتلافنا الوطني، ماذا يحدث لأمن البلاد” والخطر من ذلك إن الرئيس السابق أحمدي نجاد يذهب أبعد من ذلك حينما يتحدث عن تشاٶمه بشأن مصير النظام عندما يقول: ” إن هذا الوضع سوف يسفر عن آثار محلية ودولية واسعة النطاق لدرجة أننا سوف نسقط ولن تقوم لنا قائمة مرة أخرى” والانکى من ذلك إن نجاد لايقف عند هذا الحد بل وحتى يحدد مکمن الخطر ومصدره حينما يقول: “إنني أشعر بخطر انتفاضة جيش الجياع كل يوم، والمجتمع آخذ في الانفجار”، ولاريب من إن هکذا إعترافات خطيرة وغير مسبوقة لم تنطلق من فراغ بل إنها إنعکاس وتجسيد لواقع قلق وحرج جدا للنظام والذي صار يبدو واضحا للعيان.