عصر يوم الجمعة في 4/6/2021 وبعد سبع سنوات عجاف من النزوح المريب عقب الهجوم الإرهابي لعناصر دولة الخلافة الاسلامية في 3/8/2014، شبّ حريق هائل في مخيم شاريا للنازحين الإيزيديين الذي التهم في غضون ساعات 370 خيمة تعود ل 1400 مواطن نازح منذ سبع سنوات ل 184 عائلة. فالحريق حصل لأي سبب كان، سواءاً كان بسبب خطأ بشري أو لعدم وجود متطلبات الأمان ولكن نحمد الله على أنه لم تكن هنالك ضحايا بشرية. وكما هو معروف عن شعب كردستان الطيب فإن المساعدات وإمداد يد العون كان في الميدان وهو موقف لا يمكن نسيانه.
لقد استمعنا إلى شهادات حية موقعياً من النازحين على مختلف توجهاتهم وكانت جميع تلك الشهادات تعبر عن الشؤم وفقدان الأمل في الحياة والمستقبل وعدم الامان، ليس بالقتل الفني فقط وإنما بالاساليب التي تعوّدهم على تقبل المهانة والتعويد على تلقي المساعدات بما يجعلهم قانعين بالسلوك اليومي المشؤوم. فالذي تعلمته من تجربة الحياة هو أن الإنسان يتعلم من الدروس ومعاناة الحياة، خاصة إذا كانت المعاناة قاسية ومؤلمة بحجم غزوة داعش في يوم 3/8/2014 أو كما هو مع اندلاع هذا الحريق الذي لا يقل مغزاً وفحوى عن تلك الكارثة، إلا أنه وعلى ما يبدو فإن التعّلم من الدرس لا يزال يراوح في محيطه السابق وسوف لن يتعدى أيام وينتهي كل شيء وهو ما يراهن عليه الآخر.
فالذي حيّرني هو هذا القرار السريع بإعادة إنشاء مكان تلك الخيم بالبلوك وذلك عِبر لقاء السيد حازم تحسين بك وبابا شيخ من غير أي تواجد أو على ما يبدو من غير موافقة أحد من البرلمانيين الذين يمثلون الشعب في مصيرهم. أو حتى من غير تواجد أي مسؤول إيزيدي سياسي أو رئيس عشيرة أو من ممثلي المجتمع المدني، وإنما بناءاً على دعوة عدد من الناجين لشدة معاناتهم والالم الذي اعتصر قلبهم لينطقوا بهذه العبارة التي لم تكن في وقتها بأفضل منها لكي ينطقوا بها. فكان يجب عدم التسرع في إتخاذ أي قرار خاطيء آخر إلا بعد الدراسة والتأني للاسباب الاتية:
- كان يجب أن يتم حث الشعب الايزيدي على التعاون والتكافل لمد يد العون بمناشدة انسانية من قبل شيخ علي بابا شيخ بإيواء المتضررين على وجه السرعة وأمتصاص محنتهم، وهذا ماحصل ولله الحمد.
- مناشدة الايزيديين والخيرين بالتبرع وجمع التبرعات في صندوق خاص وتوزيعها على المتضررين بما يناسب حجم الضرر الذي وقع عليهم، هنا لا أعني الضرر المادي (المبالغ التي حرقت وإنما التعاون الذي ينتشلهم من العوز بحيث يكفيهم لحد ما يحصل موقف معين)، وهو ماحصل ايضاً ولله الحمد.
- الدعوة لعقد اجتماع مشترك للمجلس الروحاني والبرلمانيين الايزيديين ورؤساء العشائر والنخبة المثقفة ومن المتضررين من بين الذين أحترقت خيمهم لتدارس تداعيات هذا الحريق والخروج بقرار موضوعي ومن خلاله بالضغط على الحكومة العراقية وحكومة الأقليم بحل مشكلة النازحين والتعجيل بإعادتهم إلى أرض سكناهم الأصلي.
- الأبتعاد الكلي عن المطالبة بإنشاء مكان الخيم بالبلوك وإنما أستثمار الواقعة في سبيل العودة والاستقرار في سنجار التي ليس لها بديل مهما طالت فترة البقاء حتى ولو بنوا لهم قرى من ذهب.
- تشكيل وفد رسمي من البرلمانيين والحقوقيين الايزيديين وممثل عن يزدا وممثل المجلس الروحاني وممثل عن محافظة نينوى وممثل عن الضحايا بزيارة البرلمان العراقي ورئيس الوزراء ومن ثم زيارة رئاسة أقليم كردستان العراق لطرح الالية الافضل لابعاد الناس عن هذه الكوارث اليومية للشعب الايزيدي الذي لم يعد ينفك من الابادات المتتالية.
الروابط التالية تفسر مدى الخراب الذي حل بهم بعد هذا الحريق الذي قد يتكرر في أي مخيم وفي اية لحظة . نتمنى من الله أن يحفظ شعبنا من كل مكروه.
https://www.facebook.com/
https://www.facebook.com/
https://www.facebook.com/
علي شيخ سيدو