ليس بأمر جديد أو حتى قابل للتعجب والاستغراب عندما يصف المرشد الاعلى لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية معارضي الداخل ب”الاعداء”، إذ لايوجد في مبادئ وأسس نظرية ولاية الفقيه التي يقوم على أساسها النظام الايراني، معارضة بل يجب أن يکون الجميع سواسية خاضعين للنظام ومنقادين له ومن يعارض فإنه ومن دون شك عدو للنظام ويجب مواجهته بأسلوب وآخر.
قانون المحاربة”سئ الصيت”، هو أحد القوانين التي تم أساسا سنها ضد منظمة مجاهدي خلق، يعتبر أي نشاط ضد النظام بمثابة محاربة ضد الله!! وهذا الموقف يمکن تفهمه ومعرفة ماهية هذا النظام عندما نجد خامنئي يٶکد بأن التصويت في إنتخابات الرئاسة في 18 من الشهر القادم”واجب شرعي”، وهو يعلم بأن الشعب صار لايٶمن بالانتخابات في ظل هذا النظام ومن إنها ليست سوى تغيير في الوجوه ولن تحقق أي تغيير مفيد لکن النظام ومثلما يرفض أية معارضة ضده ويضعها في مصاف محاربة الله، فإنه يقوم بسياق مشابه عندما يقوم بإستخدام العامل الديني من أجل إجبار الشعب للمشارکة في إنتخابات يعلم بأنه قد تم هندستها سلفا وإنها لن تکون في صالحه أبدا.
أکثر شئ يلفت النظر ويضع نظرة واسلوب تعامل النظام مع قضية الانتخابات والحرية في ظل هذا النظام، إنه يعتبر معارضته مشبوهة ويضعها دائما في خانة الاعداء الخارجيين، وهذا الامر هو ماقد کرره خامنئي عندما قال مٶخرا في خطاب له بمناسبة الذکرى السنوية لموت خميني بقوله: “يريد البعض التنازل والتخلي عن واجب المشاركة في الانتخابات تحت ذرائع سخيفة. إنها إرادة الأعداء، أعداء إيران وأعداء الإسلام وأعداء الديمقراطية الدينية”! وهذا الکلام يبدو واضحا جدا ولايحتاج أي شرح أو تعليق، ومن هنا، فإن رفع منظمة مجاهدي خلق لشعار إسقاط النظام قد جاء بعد أن تيقنت بأنه ليس لاوجود للديمقراطية في هذا النظام فقط بل وأن التغيير من داخل النظام کما يعول عليه البعض هو أيضا أمر غير ممکن، وإن الاحداث والتطورات الجارية منذ تأسيس هذا النظام قبل 42 عاما قد أثبتت ذلك بوضوح بل وإن الملفت للنظر إن ماقد دأبت مجاهدي خلق على التأکيد عليه وتکراره بخصوص إن التغيير في داخل النظام غير ممکن وإن شعارات الاصلاح والاعتدال ليست إلا مجرد مزاعم فارغـة ليس لها من أي صدى وإنعکاس على أرض الواقع.
خلاصة الامر، کل معارض لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية حتى وإن کان لايحمل أفکارا سياسية أو يستند على أساس حزبي وماإليه، هو عدو لهذا النظام!