السبت, نوفمبر 30, 2024
Homeمقالاتعودة سريعة الى لينين! : يوسف أبو الفوز

عودة سريعة الى لينين! : يوسف أبو الفوز

نحو المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي

وجهات في النظر:

عودة سريعة الى لينين!

يوسف أبو الفوز

 

(عن طريق الشعب العدد 82 ليوم الاثنين 14 حزيران 2021)

 

وسط التغييرات المحتدمة، في وطننا العراق، وما حوله في بعض البلدان العربية، وإستمرار إندلاع الاحتجاجات الجماهيرية، وتقاطع الآراء والمواقف (والاتهامات!) بين قوى اليسار، أحزاب وجمعيات وأفراد في فهم ومواجهة ما يجري، اعتقد اننا بحاجة ماسة بالعودة الى مهندس الثورات ومنظرها الأبرع، فلاديمير أليتش أوليانوف ـ لينين (1870ــ 1924)، الذي سماه المفكر الراحل هادي العلوي ” نبي العصر”، فهو الثوري الماركسي، الذي قاد حزب البلاشفة وثورة أكتوبر رافعا شعار: الأرض والخبز والسلام.

قد يقول قائل ان ما تحدث عنه لينين في عصره لا ينطبق على عصرنا، عصر الفيس بوك والانترنيت والهامبرغر، لكن يجب ان لا ننسى ان مجتمعاتنا لا تزال تعاني من نفس الثوابت السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فأن الفقر والتمايز الطبقي والاضطهاد والاستبداد ما زال بنفس المحتوى وان تغيرت اشكاله الخارجية.

في مراجعة مؤلفات لينين، سنجده يناقش وباستفاضة مفهوم “الثورة” في العديد من منها. سنجد ان لينين يسمي كل تمرّد عفوي شعبي ضد النظام “ثورة”، هكذا لم يتردد في وصف ما حصل في روسيا عام 1905 بالثورة، رغم ان الاحداث بدأت بشكل عفوي. وقدم في “تقرير عن ثورة 1905”، الذي كتبه عام 1917، وصفا تفصيليا لما حصل في الاحد الدامي 22 كانون الثاني-يناير 1905، وكيف ان عمال بسطاء وبعضهم مؤمنين يحملون الايقونات، يقودهم كاهن توافدوا امام قصر القيصر ليقدموا له عريضة بمطالبهم، لكن القصير استدعى قوات من الجيش وفرسان القوزاق لينقضوا على الجموع بالسلاح الأبيض ويطلقون النار على العمال العزل، فسقط الاف الشهداء و” كان غضب العمال لا يوصف”.  وأدان لينين في التقرير المذكور بقسوة جناح من الاشتراكيين الإصلاحيين الذي قللوا من فعل الجماهير، وراحوا ينادون بالإصلاحات، بحجج” ليس في روسيا شعب ثوري”. سنجد في عموم كتاباته ان لينين في حديثه عن متطلبات الثورة، ميّز جيداً بين العامل الموضوعي (الثورة الشعبية) والعامل الذاتي (فعالية الحزب الثوري وخططه)، لهذا فهو يرى أن هناك “ثورة” قد نشبت، عفوية، شعبية، لكنها ثورة! ورغم ان الشعب لم يطرح برنامجا متكاملا، لكن كل مكونات الشعب حملت مطالبها ضمن ظروف حياتهم والقاسية ومعاناتهم المستمرة، فكان الفلاحين يطالبون بالأرض، والعمال يريدون تحسين الأجور، وهناك مطالب مختلفة من بقية مكونات المجتمع، لكن الجميع اتفقوا على اسقاط حكم القيصر، فهي عنده ثورة ضد النظام القديم. وهنا يتحدث عن دور “البلاشفة” للعمل لتوفير “العمل الذاتي”، المطلوب لنجاح الثورة، وذلك بتطوير عمل حزب “البلاشفة” ليكون بمستوى المسؤولية ويضع برامج ثورية وخطط، والتي نعرف انها قادت البلاد الى ثورة أكتوبر عام 1917. وفي كراس “افلاس الأممية الثانية” حين تحدث عن ضرورة وجود الوضع الثوري للقيام بالثورة يذكرنا لينين بأن “ليس كل وضع ثوري يؤدي إلى الثورة”، منوها بأهمية وجود الحزب الثوري ذي البرنامج الواضح لقيادة الثورة.

اما في كتاب “خطتا الاشتراكية الديمقراطية في الثورة الديمقراطية” يشير لينين ان الثورة هي هدم بناء فوقي سياسي قديم ولى عهده وهذا يتطلب وجود حزب ثوري وليس اصلاحي.  وسنجده يسخر من “المناشفة” حين قارن في الاختلاف بينهم و”البلاشفة”، ففي الوقت الذي كان “البلاشفة” يريدون تعميق ثورة 1905، العفوية، وتجذيرها لإزالة حكم القصير وهدم نظامه، كان المناشفة يريدون فقط الإصلاح والقبول بحل لا ينهي حكم القياصرة.

وفي عودة الى كراس “إفلاس الأممية الثانية” سنجد لينين يشدد على انه لا يمكن صنع الثورات، وعنده أن الثورات تنشأ من الأزمات والانعطافات التاريخية التي نضجت موضوعياً، بغض النظر عن إرادة الأحزاب والطبقات، ولهذا طالب الاحزاب الثورية بان تعمل بمسؤولية عالية وتعمل لإنشاء منظمات تتلاءم والوضع الثوري، وان عدم قيام الاحزاب بواجبها يعتبره لينين الإعلان بالموت السياسي لهذه الاحزاب، اذ ان تنازلها عن دورها الطليعي يقودها للانتقال موضوعيا الى جانب القوى البرجوازية.

المصادر: لينين المختارات: المجلدات 2،5 و6   ـ دار التقدم موسكو 1976(بالعربية)

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular