السبت, نوفمبر 30, 2024
Homeمقالاتهل يمکن السيطرة على النشاطات المشبوهة لطهران؟ : منى سالم الجبوري

هل يمکن السيطرة على النشاطات المشبوهة لطهران؟ : منى سالم الجبوري

مفاوضات فيينا وإن کان هناك تصورا عاما بأنه شأن يخص الدول العظمى عموما والدول الغربية خصوصا، لکنه مع ذلك هو أيضا شأن يتعلق بالامن والاستقرار في المنطقة خصوصا وإن إمتلاك هذا النظام لدور ونفوذ وهيمنة غير عادية في بلدان بالمنطقة لايريد التخلي عنه أبدا، کان ولايزال واحدا من أهم الاسباب التي حثت وتحث النظام الايراني الى السعي من أجل إنتاج الاسلحة الذرية ولاسيما وإن الدعوات الاقليمية والدولية تتزايد من أجل إنهاء الدور والنفوذ الايراني المشبوه في بلدان المنطقة.

مفاوضات فيينا تتعلق ببلدان المنطقة أکثر مما تتعلق بالدول العظمى، لأنها وفي حال إمتلاك النظام الايراني للأسلحة الذرية فإنها ستصبح الهدف الاول لهذا النظام وستخضع لإبتزازاته أکثر من أي طرف آخر، ولذلك فليس بغريب أن تکون أنظار دول المنطقة مسلطة على تلك المفاوضات وتطالب بقوة من أجل أن تکون لمسألة تدخلات النظام الايراني في المنطقة مطروحة على بساط البحث في تلك المفاوضات وعدم عزلها أو فصلها عنها.

هذا الرأي المطروح على مفاوضات فيينا ومع الاخذ بنظر الاعتبار مايصدر عن تصريحات ومواقف من جانب الولايات المتحدة وبلدان أوربية بشأن رفض التدخلات السافرة للنظام الايراني في بلدان، هو سعي بإتجاه السيطرة على النشاطات المشبوهة للنظام الايراني في المنطقة، ولکن، ومع إفتراض التوصل لإتفاق نووي يتضمن بندا بشأن تدخلات النظام الايراني في المنطقة، فهل يمکن الاعتقاد بأنه سيتم السيطرة على هذه النشاطات وصولا الى إنهائها؟ من الواضح جدا إنه لايوجد هناك مايمکن أن يساعد على الاجابة بنعم.

ملاحظة نوع وطبيعة التدخلات السافرة للنظام الايراني في المنطقة ولاسيما من حيث إن النظام قام ويقوم بربطها بوشائج عقائدية ويربط بينها بعرى قوية لايمکن فصمها بسهولة، تتطلب أن يکون هناك نشاطا أکبر من المطروح على صعيد إدراج القضية على هامش إتفاق دولي، حيث إن هذه القضية”أي تدخلات النظام الايراني”، هي قضية مصير لبلدان المنطقة ومن شأنها أن تحدث تغييرات سلبية لايعلم سوى الله وحده بمآلاتها النهائية، ولذلك فإنه ومن أجل السيطرة على هذه النشاطات المشبوهة والحد منها وصولا لإنهائها ليس هناك من سبيل لذلك إلا بإجراء تغيير جذري في النظام الايراني ومجئ نظام سياسي آخر يختلف عنه تماما، وهذا هو السبيل الوحيد الذي يضمن ليس السيطرة على النشاطات المشبوهة للنظام الايراني في المنطقة فقط بل وحتى إنهائها تماما، ولذلك فإن دعم نضال الشعب الايراني من أجل الحرية والاعتراف بالمقاومة الايرانية کممثل ومعبر عن آمال وتطلعات الشعب الايراني، يعتبر أفضل مسار وطريق بهذا السياق.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular