في القديم كان الإيزيديبون يهاجرون من منطقة لمنطقة نتيجة للظلم الذي كانوا يتعرضون له على يد الغير ,ولكن تلك الهجرة كانت في الغالب ضمن وطنهم ماعدا ما حدث عندما توجهوا بهجرتهم نحو أرمينيا ,لذلك لم يكن ذلك يشكل خطرا عليهم وعلى وجودهم وعلى هويتهم ,وكما هو معروف فإنه ونتيجة للمذابح التي تعرض له الإيزيديون انخفض عددهم وصار يقدر الآن بحوالي 2 مليون نسمة في كل العالم ولكن ورغم ذلك ورغم التغييرات وظهور ما يسمى بقوانين حقوق الإنسان ,فإنهم يتعرضون للمذابح الجماعية على يد الغير كما حدث في العراق وبالتحديد منطقة شنكال وولات شيخ وفي سوريا بكل من عفرين ورأس العين ولازال خطر المذابح مترسخة في أذهان الإيزيديين وصار مرضا نفسيا مزمنا .
ففي 3-8-2014م تعرض الإيزيديون بالعراق لهجوم الإرهابيين الذين سميوا بالدواعش الذين لم يعرفوا أي قانون ولا أي رحمة وقتلوا من الإيزيديين الآلاف وخطفوا الآلاف ومازال مصير الآلاف مجهولا,أمام هذا الوضع اضطر الإيزيديون على أن يتركوا مناطقهم وكل ما يملكون وتوجهوا بالدرجة الأولى لمناطق كوردستان العراق ,هناك تم اسكانهم في المخيمات الجماعية على أمل العودة لمناطق سكناهم ,ولكن بعد ذلك صرنا نسمع بتعرض تلك المخيمات بين الفينةوالأخرى للحرق ,هنا يتبادر للذهن مناقشة هذا الأمر والتطرق للوضع من نواح مختلفة مثل :
1-الوضع الحالي في شنكال
2-بناء المخيمات
3-موقف الحكومة العراقية
4-موقف حكومة كوردستان
5-الحل الأفضل
1-الوضع الحالي في شنكال :منطقة شنكال ومنطقة شيخان بعظمهما تابعة لمحافظة الموصل وخاضعة للمادة 140من الدستور العراقي ,هذا من ومن جهة أخرى فإن بمنطقة شنكال نجد :
1-القوات العراقية 2-قوات الحشد الشعبي الشيعي 3-قوات الحشد العشائري 4-قوات من البيشمركة 5-مسلحين موالين لحزب العمال الكوردستاني 6-قوة حماية شنكال وووووو
أمام هذا الوضع فإن المعادلة معقدة وصعبة الحل
2-المخيمات وموقف حكومة كوردستان :عندما نزح الإيزيديون من مناطقهم كما سبق وقلت ,فإنه تم بناء المخيمات لهم على أمل العودة لوطنهم شنكال ,وكانت الفكرة سليمة كما أرى ,ولكن ونتيجة تعرض 400 خيمة في منطقة شاريا للحرق وكما أتوقع كان الأمر مفتعلا وبدوافع خفية والتي أعتبرها مجزرة جديدة بحق الإيزيديين ,تدخل المجلس الروحاني بالأمر وطلب من حكومة كوردستان بناء البيوت لهم بدل المخيمات وكان هذا الطلب خطأ جسيما كما اعتقد ,هنا اضطرت حكومة كوردستان على أن تلبي مطالب المجلس الروحاني لأنها صارت بين نارين ,فإن رفضت الطلب سيقول الإيزيديون بأن حكومة كوردستان لاتهتم بمطالبهم ,وإن لبت الطلب فقد نجد بعض الجهات وهي تنشر الدعايات بأن حكومة كوردستان تريد توطين الإيزيديين بمناطق جديدة , وكما أرى فإن هذا خطر استراتيجي ,لأنه بعد عدة سنوات سيتعلق الجيل القادم بتلك الأرض ولن يعود لوطنه منطقة شنكال والبحث عن طرق للهجرة للخارج وتتعرض الهوية الإيزيدية والتي هي شنكال للضياع كما حدث للإيزيديين في منطقة طور عابدين (باكوك)بتركيا وولات خالتا الذين تركوا مناطقهم وهاجروا لأوربا واستقروا هناك ولاأجد أي أمل لعودتهم لوطنهم ذاك .لذلك أقول مرة ثانية بأن الطلب ببناء البيوت للنازحين الإيزيديين بمناطق المخيمات خطأ كبير يجب تفاديه .
3-موقف الحكومة العراقية :الحكومة العراقية كدولة مسؤولة عن مناطق شنكال ,لم تتحمل المسؤولية لا قبل مذبحة 74 ولا بعد ذلك ,فعند تعرض المنطقة لهجوم الدواعش كان من المفروض أن تدافع الحكومة عن شعب تلك المنطقة ,لكن الحكومة العراقية كانت بائسة ويائسة ولم تحرك ساكنا ,هذا من جهة ومن جهة أخرى لم تهتم أبدا بالهماجرين الإيزيديين ولم تقدم أي حل للأمر ,في الآونة الأخيرة اقدمت على توقيع اتفاقية مع اربيل بإشراف الأمم المتحدة وحضور ممثلية عن أمريكا ولكن حتى الآن لم نجد أية نتيجة ,وللأسف كانت الإتفاقية بدون وجود ممثل عن أيزيديي شنكال ,ومن جهة أخرى لم تتدخل بشكل جدي لحل الوضع في شنكال من الناحية العسكرية وكما أرى فإنها تتعمد ذلك كي يبقى الأمر كما هو وعدم افساح المجال أمام الإيزيديين للعودة لوطنهم ومناطق سكانهم ,فلا أمن ولا أمان ولا خدمات قدمت للإيزيديين ,ولكن مقابل ذلك نجد الحكومة العراقية وبالإتفاق مع الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا باستقدام دفعتين من عائلات إرهابيي داعش إلى مخيم الجدعة بالقرب من مدينة الموصل وقدمت لهم كل ما يحتاجون إليه وكان عدد العائلات 94 عائلة بالدفعة و97 عائلة بالدفعة الثانية وأرى هذا هكذا :
1-لقد أخطأت الإدارة الذاتية بذلك لأنها لم تحاسب هؤلاء المجرمين قانونيا رغم أنهم مجرمون وتم القاء القبض عليهم أثناء الحرب ,فقامت بإطلاق سراحهم هكذا رغم أن محاسبتهم تقع ضمن الإختصاص المكاني وهو سوريا وقانون الجزاء (العقوبات )السوري مختص بذلك وتتحمل الإدارة الذاتية مسؤولية ذلك قانونيا وإنسانيا وتاريخيا ,إذ كيف تطلق سراح مجرمين هكذا . 2-كان استقدام تلك العائلات وهي داعشية لتلك المناطق إهانة للإيزيديين عموما ,فكيف يتم جلبهم من سوريا ومن مخيم الهول لذلك المخيم مرورا بمناطق الإيزيديين حيث تم إرتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ضد الإيزيديين . 3-إن استقدام تلك العائلات خطر جسيم بالنسبة للإيزيديين ,فهم إرهابيون وتربوا على الإرهاب وأن وجدوا الفرصة سيقومون مرة أخرى بما قاموا به بسنة 2014م ,وكذلك فإن تلك العائلات ستكون مرتعا غنيا للإرهابيين الدواعش بكل مكان ,إذ أنه من الممكن أن تساعد تلك العائلات الدواعش بكل زمن وتحميهم وتقدم لهم التسهيلات الممكنة واللازمة .
الحل الأمثل :كما أرى 1-تقديم الأمن والأمان وتأمين ذلك بمناطق شنكال 2-منح الإيزيديين حق الإدارة الذاتية لمناطقهم 3-السماح للإيزيديين بالعودة لمناطقهم الأصلية وبحماية كافية وتسهيلات 4-تأمين حماية دولية للإيزيديين من قبل الأمم المتحدة ومساعدة الإيزيديين عسكريا وإداريا واقتصاديا