توالت خلال الايام الماضية تصريحات کثيرة تشدد التحذير من إقتراب النظام الايراني لإنتاج الاسلحة النووية وإن هناك فاصل زمني قصير يفصله عن ذلك، وهذه التصريحات أکدت حقيقة مهمة سبق وإن حذر منها المجلس الوطني للمقاومة الايرانية کثيرا وشدد على إن هذا النظام يواصل مساعيه السرية دونما توقف داعيا لإبداء سياسة تتسم بالحزم والصرامة معه، والملفت للنظر إن هذه التصريحات وفي الوقت الذي تٶکد على إقتراب النظام الايراني من إنتاج الاسلحة الذرية فإنها تدعو الى الاسراع للتوصل لإتفاق نووي معه من أجل کبح جماحه والحيلولة دون ذلك.
هل إن التوصل لإتفاق نووي مع هذا النظام من شأنه أن يکبح جماحه ويوقفه عند حده؟ لاريب من إن أفضل إجابة على هذا السٶال هو؛ ماقد نجم وتداعى عن الاتفاق النووي لعام 2015، مع هذا النظام وکيف إنه قد ساهم في خدمة النظام ولم يحقق أي هدف مفيد للمجتمع الدولي. والحقيقة إن النظام الايراني وکما يعتقد فإن تخليه عن مبدأ القوة يعني إنهياره، وقد أوضح المرشد الاعلى للنظام ذلك وطالب بالحذر في التعامل مع المجتمع الدولي بما يعني أن يکون هناك تعاملا يتسم بالازدواجية مع المجتمع الدولي إذ وفي الوقت الذي يقوم النظام بالتفاوض مع المجتمع الدولي في سبيل التوصل لإتفاق نووي، فإن عليه أن يواصل نشاطاته السرية أيضا من أجل التوصل لإنتاج الاسلحة الذرية، وهذا هو تحديد ماقام ويقوم به النظام الايراني ويعمل على أساسه، ومن هنا فإن التصور بأن التوصل لإتفاق نووي من شأنه أن يحد من سعي النظام الايراني للحصول على الاسلحة الذرية أو يضع لها حدا فاصلا، إنما هو تصور غير عملي وبعيد عن الواقع.
الحديث عن إقتراب النظام الايراني من إنتاج الاسلحة الذرية يدعو وبإلحاح لطرح ثمة سٶال حيوي هو؛ ماذا يعني حصول النظام الايراني على الاسلحة الذرية؟ حصول النظام الايراني على الاسلحة الذرية يعني فيما يعني جعل هذا النظام أمرا واقعا للعالم کله کما هو الحال مع النظام الدکتاتوري الکوري الشمالي، وهو يعني إستمرار إنتهاکات حقوق الانسان والمرأة في إيران بصورة أکثر فظاعة من السابق کما إنه يعني أيضا جعل التدخلات السافرة للنظام الايراني في بلدان المنطقة أمرا واقعا ولامناص منه وذلك مامن شأنه جعل هذه الدول بصورة أو أخرى تتبع بقوة أکبر بکثير من الان لهذا النظام وتخضع لمشيئته ولإملائاته وصولا الى المشروع الاکبر للنظام بتأسيس إمبراطورية دينية، کما إنه يعني أيضا إستمرار تصدير التطرف والارهاب للعالم کله وهذا يعني إن العالم في إنتظار أکبر خطر وتهديد سيحدق به في حال تحقق هدف النظام الايراني، لکن السٶال الاهم الذي يجب على المجتمع الدولي هو؛ کيف يمکن الحيلولة دون حصول النظام الايراني على الاسلحة الذرية؟ هل هو بالاتفاق معه أم بدعم وتإييد الشعب الايراني والمقاومة الايرانية من أجل تغيير هذا النظام وإقامة نظام ديمقراطي يفصل الدين عن السياسة ويٶمن بمبادئ حقوق الانسان وبإيران خالية من الاسلحة النووية؟